حكاية القهوة فى مصر

سامح  جميل
فى االقرن السادس عشر لاحظ طلاب الازهر ان الطلبة القادمين من اليمن يتناولون مشروبا فائح الرائحة داكن اللون مر المذاق ويحرصون على تناوله قبل الامتحانات والاختبارات وقبل اداء الشعائر الدينية ..وبعد فتر قصيرة انتشرت القهوة داخل الازهر ..واصبح اغلب الطلاب يتناولونه ..
 

وكعادة مشايخنا يتدخلون فى كل شىء صار محببا فافتى احد الفقهاء وهو احمد عبد الحق السنباطى بعدم جواز شرب القهوة باى صورة كانت وتحت اى ظرف من الظروف..واستند الشيخ السنباطى فى فتواه الى ان كل ما يعمل على التأثير على العقل فهو حرام ..ووجد كثير من الفقهاء ان تلك الفتوى منطقية ..وتحولت القهوة الى الى موضوع للمناقشة حتى فى خطب الجمعة ..
 

وحدثت احداث شغب ادت الى تحطيم المقاهى اتى تقدم القهوة..
 

ولكن لم يستمر الجدل كثيرا ففى عام 1572م اصدر العلماء فى القاهرة فتوى نهائية ورسمية بان القهوة من المنكرات ويمنع تداولها ..ومن يخالف ذلك فسوف يتم تحطيم المقهى الخاص به واغلاقه..وكانت تلك الفتوى سببا فى افلاس تجار القهوة وبائعيها..وحاولوااقناع الفقيه السنباطى بانها لاتذهب بالعقل ولكن محاولتهم لم تنجح فى اثناء الشيخ عن رأيه ..
 

ولم يتوقف الامر عند ذلك بل تحول كثير من الاشخاص المؤيدين للفتوى الى مراقبين فى المجتمع بل انهم ضربوا وبطشوا بالعديد من تجارها وبائعيها..حتى وقعت الكارثة وقتل احد تجار القهوة على يد احد اتباع الشيخ ..
 

وفور تلك الواقعة اسرع الشيخ ومؤيديه الى الاحتماء داخل المسجد خشية بطش التجار بهم ..ومع تصميم التجار معاقبة الشيخ واتباعه واعدوا المكان للاعتصام حتى يخرج الفقيه واتباعه ..واثناء الاعتصام اعد التجار القهوة دون اضافة السكر ..وقاموا بشربها امام المسجد فى اثناء تقديم واجب العزاء للتاجر القتيل ..
 

ومن هنا ظهرت عادة المصريين عادة شرب القهوة اثناء تقديم واجب العزاء ..
 

ووصلت اخيار الشغب الى السطان العثمانى ليقوم باحتواء الموقف وايقاف الفقيه السنباطى عن العمل واستبداله بقيه اخر جديد هو الشيخ الحنفى محى الدين بن اياس الذى افتى بجوازها وشربها ..واصبح لدى الاهالى حكمان احداهما يحرم شرب القهوة والاخر يبيحها حتى فرضت القوة نفسها كمشروب مساعد على النشاط والسهر واصبح البن ياتى مصر علانية..واطلقوا على محلات بيع البن "خان البن"..!!