الأقباط متحدون - المؤسسات الدينية ترفض دعوة مستشار الرئيس بزيارة القدس
  • ٠٨:٥١
  • السبت , ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨
English version

المؤسسات الدينية ترفض دعوة مستشار الرئيس بزيارة القدس

أخبار مصرية | الوطن

٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST

السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨

أسامة الأزهري
أسامة الأزهري

<< «الأزهر»: الزيارة لا تحقق مصلحة المسلمين.. و«الكنيسة»: مرهونة بموافقة الشعب.. و«فهمي»: إسرائيل تهوّد المدينة ومنع زيارتها "خطأ"

أثارت دعوة الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وكيل لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، لإعادة النظر في زيارة المصريين للمسجد الأقصى، حالة من الجدل في الأوساط السياسية والدينية، ففي حين أعلن الأزهر رفضه للفكرة، اعتبرت الكنيسة الزيارة مرهونة بموافقة الشعب وتحقيق مصلحة مصر وفلسطين معا، فيما اعتبر بعض السياسين الدعوة بمثابة تطبيع سياسي، ودعم للاقتصاد الصهيوني.

وكان الأزهري دعا، في كلمة له بجلسة محاربة أفكار التطرّف، ضمن فعاليات اليوم الثاني للندوة التي ينظمها الاتحاد البرلماني العربي بالقاهرة، لـ"إعادة النظر في الزيارة الرشيدة إلى المسجد الأقصى"، مطالبا فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، بالتضامن مع هذه القضية.

وقال «الأزهري» إن المقصود بالزيارة الرشيدة أو السفر إلى المسجد الأقصى، ألا يكون عبر تل أبيب أو استخدام مقار إقامتهم، وإنما يجري النزول في بيوت الفلسطينين، وتناول الأطعمة الفلسطينية، ما ينعش حركة التجارة الفلسطينية.

من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن دعوة الأزهري جاءت متأخرة لكنها مهمة، وأشاد بها الرئيس الفلسطيني أبومازن.

وأضاف فهمي لـ«الوطن»، أن إسرائيل تقوم بعملية تهويد للقدس، ونحن نتعامل بمنطق الرفاهة ولا نقوم بزيارتها، وهذا خطأ، لأننا في النهاية نزور أرضا عربية محتلة مناصرة لأشقائنا المقدسيين هناك، وتأكيدا على الهوية العربية للقدس.

وتابع أنه علينا التفاعل مع الموضوع بجدية، والزيارات ليست تطبيعا دينيا أو سياسيا، فهذه أرضنا وهذه مقدساتنا، ولا يجب أن نتركها للكيان الإسرائيلي ليؤكد مزاعمه على الأرض، ولابد من زيارتها.

وأكد الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن دعوة الأزهري جاءت من منطلق تخوف رجال الدين من نسيان العرب قضية القدس، والمطلوب حاليا وبقوة قيام السياسيين ورجال الدين وطلاب المدارس والجامعات، بزيارة القدس باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأرض العربية ومقدساتها.

وأضاف اللاوندي لـ«الوطن»، أن زيارة القدس في الوقت الحالي تعد مساعدة شعبية لهذا المكان المقدس، خاصة بعد إعلان إمريكا أن القدس كلها عاصمة لإسرائيل، ويجب أن يكون الرد عليها سياسياً وشعبياً أيضا بزيارة القدس وربطها بالأراضي العربية المقدسة.

وتابع أن دعوة الأزهري ليست هي الأولى من نوعها، فقد زارها الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وكانت أمنيته أن يصلي هناك كما يقول، وكان الملك فيصل بن عبدالعزيز يقول إنه يتمنى أن يصلي في القدس لكن بعد أن تعود إلى السلطة العربية.

في المقابل، قال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن دعوة الأزهري، تعد مكافأة لإسرائيل، التي أعلنت أن القدس عاصمة لها على مر الأجيال، كما أنها تأتى في إطار المساعدة بإستمرار مخطط تهويد القدس والتضييق على سكانها الأصليين.

وأضاف الزاهد لـ«الوطن»، أن الزيارات للقدس تصفية للقضية الفلسطينية، ودعم للوجود الإسرائيلي ولاقتصاده، وتطبيع مع الكيان الصهيوني.

ويرى المهندس حسام الخولي، الأمين العام لحزب "مستقبل وطن"، أن القيام بزيارات للقدس ليس مطلوبا حالياً، فالأمور في الوقت الراهن معقدة، وقد تتحول الزيارات للقدس إلي سياحة، فعندما ترسل أفواج إلى هذه المدينة المقدسة سيتم تحويل العملة إلى شيكل الإسرائيلي، وهذا دعم للاقتصاد الإسرائيلي.

ورفضت قيادات الأزهر التعليق علي تصريحات الأزهري، مؤكدة تمسكها بموقف الأزهر الثابت، بأن زيارة القدس لن تخدم مصالح فلسطين، وهذا ما أعلنه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، منذ توليه المسؤولية في 2010 حينما أكد أن "زيارة القدس لا تحقق مصلحة للمسلمين، لأنها تتم في ظل احتلالا إسرائيليا وبإذن من سلطات الاحتلال، بمعنى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هي المتحكمة في من يزور القدس ومن لا يزرها، وفي عدد من يزورونها".

وأكدت قيادات أزهرية، رفضت ذكر إسمها، أن الدكتور سيد طنطاوى الإمام السابق أكد أن "زيارة القدس لن تتم فى ظل الاحتلال الاسرائيلى"، وإن ذلك ينطبق على كل علماء المؤسسة الأزهرية، وكذلك الشيخ جاد الحق الإمام الأسبق الذي قال إن "من يذهب إلى القدس من المسلمين فى ظل الاحتلال آثم آثم".

وكان الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، دعا لزيارة القدس، خلال مؤتمر الأزهر الاخير لنصرة القدس بالقاهرة، لكنه أكد، في مقال له بعدها، أن "الموقف الرسمى للأزهر هو رفض زيارة القدس تحت الاحتلال؛ حيث لا مصلحة فى ذلك، بل إن زيارة القدس فى ظل احتلال غاشم يريد القضاء على كل المعالم الإسلامية والمسيحية والتاريخية والحضارية بالمدينة، تترتب عليها مفاسد جسيمة، ومضار عظيمة، ونتائج وخيمة".

وجددت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موقفها الرسمي الصادر عن المجمع المقدس للكنيسة، بمنع زيارة الأقباط إلى القدس، وأكد أنه لا يوجد جديد حتى تغير الكنيسة رأيها من هذا القرار، رغم العديد من المطالبات التي وجهت للكنيسة من قيادات فلسطين بالسماح للأقباط بالزيارة.

وقال الدكتور علوي أمين، عميد كلية الشريعة الأسبق: "زيارة القدس ليست بها أزمة حقيقية، فنحن امرنا للذهاب للمسجد الاقصي ويجب الحفاظ علي زيارة المسجد الاقصي للتأكيد علي اسلامية القدس الشريفة".

وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الاسلامية: "زيارة القدس الشريفة نحتاج اليها لتحقيق المصلحة العامة للمسلمين، والتأكيد علي عروبة واسلامية القدس، فتهويد المدينة يجري علي قدم وساق ويجب ان يتم مواجهة هذا الامر بتحرك شعبي اسلامي وعربي من خلال الزيارة".

وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لـ"الوطن"، إن الكنيسة حينما اتخذت موقفا بمنع زيارة القدس كان هذا من أجل مصلحة مصر والقضية الفلسطينية، وكان يعبر عن جمهور الشارع المصري وما زال توجهنا هو نفسه إلى الآن، أي أن موقف زيارة القدس مرهون بموافقة الشعب المصري وأن يكون في مصلحة مصر والقضية الفلسطينية".

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.