الأقباط متحدون - قد أخطأنا وأثمنا
  • ٢٣:٣٣
  • السبت , ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨
English version

قد أخطأنا وأثمنا

سامية عياد

مع الكرازة

٣٧: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨

 عرض/ سامية عياد

التوبة هى جهاد مستمر ضد الخطية ، وليست كلمات تتلو أمام أب الاعتراف ، وينتهى الأمر، فالاعتراف بدون توبة ليس هو ما يقصده الرب ، الرب ينظر الى القلب الممتلىء بمشاعر التوبة الحقيقية .. 
 
هكذا حدثنا نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "دعوة الى التوبة" موضحا لنا أن التوبة الحقيقية لا تعنى فقط الاعتراف بالخطية فهناك أمثلة كثيرة من الكتاب المقدس لأناس قدموا اعترافا عن أخطائهم ، لكن لم تملك قلوبهم مشاعر توبة حقيقية ، لذلك لم يغير هذا الاعتراف من حياتهم مثال واضح يهوذا الإسخريوطى بعدما سلم الرب يسوع ذهب الى الهيكل ورد الفضة واعترف "قد سلمت لكم دما بريئا" ، ولكن اعترافه لم تصاحبه توبة حقيقية ، بل ندم ويأس ، فقد أنهى حياته وفقد أبديته. 
 
الرب ينظر الى القلب وينتظر من الخاطىء قلبا نقيا قبل أن يقدم اعترافا بالكلام ، لذلك قبل الرب اعتراف داود النبى والمرأة الخاطئة التى بلت قدميه بدموعها ، وزكا العشار واللص اليمين فكلها اعترافات صاحبها مشاعر توبة حقيقية من القلب ، لابد أن يمتلىء القلب بمشاعر التوبة الحقيقية وهذا يتطلب أولا: أن يعترف الأنسان أمام نفسه بخطاياه وأن يندم ندم حقيقى دون أن يلتمس لنفسه الأعذار ، وإن لم يستطع أن يكشف عن خطاياه عليه أن يصلى صارخا أمام الرب قائلا: "جربنى يا رب وامتحنى ، صف كليتى وقلبى" ، ثانيا: عندما يدرك الإنسان خطاياه يطلب من الرب غفرانا عنها بمشاعر توبة حقيقية "قد أخطأنا وأثمنا" ، ثالثا: الاعتراف بالخطايا أمام أب الاعتراف لأن هذا يسبب انسحاق للنفس فتدرك صعوبة الخطية ومرارة تبعاتها "من يكتم خطاياه لا ينجح" ، رابعا: الاعتذار لمن اخطأت فى حقه ، فإذا أخطأ الشخص فى حق شخص آخر بشكل ظاهر عليه بالذهاب إليه لتقديم الاعتذار .
 
ليتنا نمتلىء بمشاعر التوبة الحقيقية نقر بخطايانا نعترف بها أمام الله وأمام أنفسنا وأمام أب الاعتراف ، ليتنا نجتهد فى توبتنا ضد الخطية نتوب توبة حقيقية وننتظر عمل النعمة بداخلنا لكى نتغير للأفضل ..