الأقباط متحدون - الذياكون عادل عازر بسطوروس المحامي
  • ٠٧:٠٣
  • الأحد , ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨
English version

الذياكون عادل عازر بسطوروس المحامي

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

تأملات كنسية

٠٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨

الذياكون عادل عازر بسطوروس
الذياكون عادل عازر بسطوروس
(من رواد مدارس احد اسكندرية)
Ⲛⲓϣⲟⲣⲡ ‘ⲛⲥⲁϧ ‘ⲛϯⲁⲛⲍⲏⲃ ‘ⲙⲠⲓⲟⲩⲁⲓ ϧⲉⲛ ϯⲛⲓϣϯ ‘ⲛⲃⲁⲕⲓ Ⲣⲁⲕⲟϯ......
 
القمص اثناسيوس فهمي جورج
 
ولد عادل عازر بسطوروس في ٢٣ مارس عام ١٩٢٤ . وكان والده شماسا بالكنيسة المرقسية الكبري ، ونقيب محامين الاسكندرية انذاك ..تدرج في تعليمه بالمدرسة المرقسية الثانوية التي اسسها البابا كيرلس الخامس ؛ ثم اتم ليسانسية الحقوق عام ١٩٤٥ . سامه البابا يوساب الثاني دياكونا علي بيعة مرقس الرسول .. ولنضجه المبكر وغيرته الحسنة وظروف تنشئته التقوية ؛ اسس جمعية الرابطة المرقسية في سنة ١٩٤٦ ؛ وسافر لدراسة القانون البحري في جامعة جلاسجو البريطانية ؛ حتي شغل منصب وكيلا للنائب العام في منطقة العطارين ومحطة الرمل .
 
تربي عادل بسطوروس في كنف الكنيسة المرقسية والتصق بالكاروز مرقس الطاهر والشهيد ؛ مهتما بسيرته واعياده ومزاره وتذكاراته وخدمة بيعته السكندرية العريقة ؛ في مقر الكرسي الرسولي مركز اللاهوت والكرازة ؛ وموضع الشهادة الفاخرة بالعاصمة الروحية القبطية الارثوذكسية الاسكندرية . فعند تاسسيه للرابطة اسماها المرقسية ؛ وانضم معه رجالا وشبابا ؛ تجري في عروقهم القبطية ؛ روح الاستنهاض الارثوذكسي في التفسير والوعظ والتثقيف وتعليم اللغة القبطية والتسبحة .؛ ودراسة تراث وفكر القبط الاصيل .
 
صار عادل بسطوروس عضوا بالمجلس الملي في دورته الاولي اثناء حبرية قداسة البابا يوساب الثاني ؛ واستمرت ثقة قبط الاسكندرية به ؛ دورات عديدة في عهود الاباء البطاركة البابا كيرلس السادس والبايا شنودة الثالث ؛ لذلك حمل في قلبه اسرارا وقضايا ومشكلات كان يبوح بها لاحبائه ولامجال هنا للتطرق اليها .
 
ولاجل ثقة باباوات الكنيسة في روحه الكنسية العريقة ؛ عينوه عضوا في هيئة الاوقاف القبطية التي تعني ( بقضايا الاطيان والاملاك والاحكار والاوقاف والشئون القانونية والمالية القبطية في انحاء الكرازة ). ؛ وكانت انطلاقه خدمة الدياكون عادل مع زملائه الخدام بالاسكندرية ؛ مسيرة بدء لخدمة روحية متزامنة مع ارهاصات النهضة والاصلاح ؛ التي سرت في الارجاء القبطية ؛ حيث كانت جمعية الرابطة من مراكز الاشعاع الروحي الاولي في الثغر السكندري منذ سنة ١٩٤٦ ؛ نظرا لموقعها في ٧٠ ش النبي دانيال ملاصقة لمبني البطريركية ؛ وكذلك لغيرة اعضائها علي اهمية نشر التعليم الكنسي في اوساط النشئ والشباب المتعطش للنهضة والاصلاح . فصارت خميرة تخمر العجين ؛ وسط تكاتف صفوة من الخدام المحبين لكنيستهم ؛ ولعلي اذكر بعضهم مما تسعفني الذاكرة الان بذكره : د. فؤاد مجلي - ا. د. يوسف رياض - نحيب عبد الملك ارشيدياكون الكنيسة المرقسية - الاراخنة موريس تادرس - صبحي قلته - بسنتي رزق الله - حنا ملك - مرقس بطرس مدير الديوان البطريركي - د. طلعت عبده حنين - د. عزيز طوبيا - نجيب بسطوروس - معوض داود - مارك ملوك .؛ كذلك اشتهر بالوعظ من بين خدام الرابطة كلا من القس مرقس عبد المسيح راعي كنيسة الامير تادرس بالمطار ؛ والقس فيلمون لبيب راعي كنيسة مارمينا فلمنج . نيح الله نفسيهما في كورة الاحياء .
 
تميزت خدمة الدياكون عادل بالوعظ المتقن ؛ المحلي بالاسلوبية الاقناعية والخطابة الدفاعية ؛ متخذا من يوحنا الذهبي فمه مثالا ؛ في المحاماة عن الانجيل وبشري الخلاص ؛ لا ككلمات خارجة من فم ؛ لكن كصوت بوق ونبوة .. وقد اعطاه الله ان يبقي عطشانا علي الدوام ؛ الي المعرفة والفطنة الروحية ؛ وحباه بلسان الروح وبرهان القوة ؛ لذلك انصبت اهتماماته علي شروحات وعظات و قضايا تتمحور حول ( براهين لاهوت السيد المسيح - عصمة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه - خرافة انجيل برنابا المزعوم - الهوية القبطية - الالام الرب الفصحية وبصخته المجيدة - اكتشاف الكفن المقدس في تورينو ..) ؛ حاملا بسالة ونبل وتقوي الاولين اثناسيوس وكيرلس وديسقوروس وساويروس ..لقد سمعت منه كل هذه الاقوال ورايته ؛ محاججا وحاميا لوديعة االايمان المقدسة . واذكر جلسة مطولة معه ؛ في العاصمة لندن في صيف ١٩٨٠ ؛ عندما كان يتحدث بلباقة وراي سديد عن الحقوق القبطية ؛ بفمه الذي كان كسيف حاد وكسهم مبري ؛ علي خطي ابطال الارثوذكسية الاماجد ؛ الذين بذرورا بذار اللوغس الكلمة في القلوب . وهاكلماته طرقت قلوب الكثيرين ؛ وبحضوره ومشاركة الخدام معه ؛ ازدادت رسالة الاصلاح في الانتشار والاقناع والتشجيع والتعضيد ؛ حتي بلغت خدمة مدارس الاحد ورسالة الاصلاح ؛ اطوار التشكيل والتكوين والترتيب والاستقرار والاتساع .
 
حضر الدياكون عادل اعادة بناء الكاتدرائية المرقسية وتكريسها في ٩ نوفمبر ١٩٥٢ ؛ وهو من الشمامسة الفخورين ببيعتهم الطاهرة ؛ ومن الخدام المعتبرين اعمدة في ادارتها ؛ عضوا بالمجلس الملي السكندري لعهود طويلة امتدت من حبرية البابا يوساب الثاني والبابا كيرلس السادس واليابا شنودة الثالث نيح الله نفوسهم الطاهرة ..فقد خظي بثقة الشعب القبطي الذي اولاه ثقة واحتراما وتقديرا لدورات عديدة . حظي ايضا بثقة البايوات الذين اختاروه لعضوية هيئة الاوقاف القبطية . ولتمثيل كنيستنا في المحافل المسكونية في الداخل والخارج ..كذلك كانت له خدمة غيورة بلجان الكنائس ؛ وله حضوره الفاعل في قيادة المؤتمر الاول لمدراس الاحد بالاسكندرية في ٢٨ & ٢٩ يونيو ١٩٤٨ ؛ ودوره البارز في المؤتمر الثاني في يوليو ١٩٤٩ .. عندما كانت التربية الكنسية ؛ تشق طريقها نحو الاقناع بالتواجد ؛ والسعي ناحية القبول والديمومة .
 
لقد اعتادت مدينة الاسكندرية اسم الدياكون عادل بسطوروس ؛ ليكون معادلا للحضور القبطي وللمجالس الملية والاوقاف القبطية ؛ معادلا للعمل االتعليمي الكنسي ؛ ولرسالة القبط الاجتماعية في الجمعيات ؛ وتعودنا علي اعتلائه لمنابر التعليم ؛ وما اشتهر به من عظاته في اسبوع البصخة المقدسة ؛ عندما كان يجوب كنائس المدينة للوعظ والتعليم ؛ بصوته الجهاري ونبرته الدفاعية ؛ وحماس الدفاع والمحاماه عن انجيل الخلاص بالبشارة المفرحة ؛ كرسائل الاباء الفصحية ؛ وكميامرهم في التذكارات الليتورجية .
 
اعطاه الله ان يكون ايقونة لجيله في الغيرة المقدسة ؛ لذا حظي بمحبة وتعضيد الاباء المحترمين شيوخ كهنة الاسكندرية الذين تكحلت عيوننا برؤيتهم وبركتهم " القمص فيلبس بطرس - القمص يوسف مجلي - القمص باسيليوس اسحق - القمص مرقس باسبليوس - القمص اسحق ابراهيم الكبير - القمص ميخائيل سعد - القمص اثناسيوس الجبلاوي - القمص جرجس رزق الله - القمص بطرس رياض - القمص بيشوي كامل - القمص قسطنطين نحيب - القس مينا اسكندر - القس يوحنا حنين - القمص متياس روفائيل - القمص ابراهيم فهمي نوار - القمص كيرلس داود -القمص شنودة حنا فلسطين - القمص صليب حكيم - القمص تادرس يعقوب - القمص لوقا سيداروس .
 
منضما الي كوكبة من الرواد الاراخنة الحالمين العالمين والفاعلين في العمل الملي والكنسي السكندري المعاصر ؛ ( المستشار فريد الفرعوني - البير برسوم الوزير - عدلي تادرس قريصه المحامي - نظمي بطرس المحامي - المقدس شاروبيم اقلاديوس - د. عيسي ابراهيم جرجس - م. البير نوار - سمير منصور المحامي وغيرهم من علامات العمل الكنسي العام
 
حاز الدياكون عادل وسام الاعتقال في سجن المرج ضمن الاباء والاراخنة الذين سجنوا في هوجة قرارات السادات ( سبتمبر ١٩٨١ ) . وذلك من اجل شهادته الحسنة ؛ وشجاعته المستقيمة ؛ والمشهود لها في السماء وعلي الارض ...حتي اكمل السعي حافظا الايمان بالمسيح ؛ الي النفس الاخير ؛ مسافرا الي الابدية السعيدة يوم ٩ يناير ٢٠٠٥ ؛ في تذكار شهادة استفانوس الشماس والشهيد الاول .وستبقي كنيستنا حية ومجيدة علي خطي هؤلاء الذين سبقونا .وخرجوا علي اثار الغنم ؛ مقتفين الطريق حتي يكتمل بنيان الملكوت السماوي ؛ وياتي مسيحنا في مجده ومجد ابيه الصالح : ليجمع مختاريه من اربعة رياح الارض .