ربنا يباركك يا إيفون!
مقالات مختارة | دينا عبدالكريم
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨
ندائى للسادة الكبار الذين يقومون بتلك المكالمة...
- مساء الخير يا نيافة الأنبا..
- مساء النور يابنى
- إحنا عاوزينكم تقفوا معانا بقى هه؟
- طبعا يابنى حبيبى دى بلدنا كلنا.. هو فيه أغلى من مصر.
الحقيقة أن كلا الطرفين لم يشرح طريقة الدعم المطلوب.. وكلا الطرفين يظن أنه يقدم خدمة للوطن..!!!
والحقيقة أن الوطن يحتاج خدماتهما بالتأكيد ويحتاج إلى دعمهما.
لكن هناك اعتقادا قديما مازال يرى أن بإمكانه التعامل مع المصريين المسيحيين ككتلة واحدة تحركها القيادات الدينية، وهناك قناعة قديمة وراسخة أن جمع تلك الكتلة سهل وتحديد مسارها وأدائها أمر يسير لا يكلف سوى مكالمة تليفونية.. تخرج على إثرها اجتهادات عديدة توافق نفس الذوق الذى يعتقد أن دعم الوطن ودعم رئيسه يكون بتنظيم مسيرات وهتافات عند كل زيارة خارجية للرئيس، بينما يسقط من حسابات الكبار أجيال جديدة ولدت وكبرت وتحملت المسؤولية وحدها واطلعت على العالم وفهمت حقيقة الأدوار فحددت دور الدولة (حقوقها ومسؤولياتها) وفهمت دور المؤسسات الدينية (حقوقها ومسؤولياتها) وفهمت طريقة أخرى لدعم الوطن ودعم الكنيسة غير مبدأ «ربنا يباركك يا إيفون!».
والسؤال الأهم: من يقف هناك فى خلفية المشهد ويصر على إفساده؟! من هناك يصر على فقد أى تواصل حقيقى مع الذوق العام لملايين المصريين؟ من يفهم أن ما تقوم به بعض القيادات الكنسية بدعوى الوطنية يفقدها دورها الحقيقى فى الوطن ويهز رسالتها الأصلية فى الرعاية الروحية.
غاب عن حسابات الطرفين- اللذين لا يشكك أحد فى وطنيتهما- أن مصر ورئيسها يحتاجان فى القرن الحادى والعشرين إلى دعم غير هذا النوع الذى تخطاه الزمن منذ عقود!
غاب عن الحسابات أن الشعوب الغربية لم تعد تقرأ هذا بإيجابية.. غاب عن كل الأطراف أن ثمة جهودا حقيقية مبذولة استعدادا لما يدور داخل الاجتماعات الرسمية ولكلمة الرئيس داخل الأمم المتحدة والتى كانت من أقوى الكلمات فى الدورة الماضية وأن هذا ما يجب علينا دعمه.. وهذا ما يمكن أن يقدمه المصريون بالخارج للرئيس بإظهار إيجابيات مشاركته، بدعم مواقفه السياسية لدى الأوساط الرسمية.. بتحركات داخل الأروقة الرسمية للدولة هناك، وهو أمر يسير بالمناسبة، فالوصول إلى سيناتور «عضو مجلس شيوخ» فى أمريكا ليس صعبا كما هو الحال بمصر، الوطن يحتاج إلى أشخاص مؤهلين للتواصل وتقديم صورة حقيقية عنه فى الخارج كما فى الداخل!
الجالية المصرية فى الخارج تركت وطنا لم تستطع العيش فيه لكنها لاتزال تحبه.
فلنستفيد من خبراتهم ولنحترم ما يربطنا بهم.. واحترموا عقولنا وصورتنا أرجوكم!
نقلا عن المصري اليوم