قضية الزواج الثانى ولائحة 1938 واشياء اخرى
بقلم / مجدى جورج
ثم قال لهم السبت إنما جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت
فى طلاق الاقباط والزواج الثانى
دعونا نؤكد بداية ان الامور بعد الثورة لن تكون كما كانت قبلها ابدا لان الشعب الذى ظن حكامه انه شعب خامد ذليل لا يستطيع التحرك والتغيير قام واذهل العالم بحركة تغيير سلمية اذهلت العالم كله واقتلعت ديكتاتور كان الكل يراهن على بقاءه هو ونسله الى ما شاء الله .
وبالطبع بالنسبة لنا كمسيحيين مصريين تغيرت امور كثيرة فالشعب الذى كان يرى ان الكنيسة مضطهدة ومحاصرة وكان يصمت على اخطاء وخطايا رعاته اصبح الان بعد الثورة لا يرضى بغير الحق بديلا . واصبح ينتقد كل الاخطاء ويطالب بالتغيير ايضا فالتغيير ليس حكرا على اناس دون اناس اخرين .واصبح المسيحى الان فى بلادى لا يردد امين وراء كل كلمة ينطقها الراعى قبل تفكير وتمحيص فى كل كلمة .
وما حدث من اعتصام نظمه عدد من الاقباط هذا الاسبوع بالكاتدرائية امام المجلس الاكليريكى لهو جزء من موجة تغييرات كبيرة ستأتى على الكنيسة ولابد ان توجه هذا الموجة من التغييرات لخير الكنيسة وخير المسيحيين . فليس كل تغيير سئ وليس كل تطور ضار فعلى الرعاة والاساقفة والبطاركة وعلى قداسة البابا ان يسمعوا الى صوت الشعب وان ينصتوا الي اهاته وان يشاركوه الامه .
ففى مسالة هذه الاحتجاجات من اجل الطلاق وتصاريح الزواج الثانى نعرف ان هناك الاف المسيحيين الذين يعانون الامرين بسبب سوء اختيار الشريك ونعرف ان معظمهم يفنى حياته محاولا الحصول على الطلاق وتصريح زواج تانى من اجل بدء حياة جديدة مع شريك اخر ولكن اغلبهم يعجزون عن ذلك .
اعرف حالات كثيرة لازالت تعانى واعرف حالات نجحت فى الحصول على الطلاق وتصريح الزواج الثانى وبدأت حياة جديدة وكونت اسر سعيدة مترابطة بما يعنى ان الطلاق والزواج الثانى ساعدهم على اقامة حياة مسيحية سعيدة .
الكنيسة تقول انه لا طلاق الا لعلة الزنى او تغيير الديانة ( عفوا وكانها تشجع احد الطرفين على تغيير ديانته طالما لا حل لديها ) وتقول ان هذا نص الكتاب المقدس حيث لا طلاق الا لعلة الزنى .
ولكننا اذا تاملنا الامر جيدا وبدون الدخول فى مجادلات لاهوتية وكتابية نجد الاتى : ان وصية حفظ يوم السبت جاءت صريحة بالوصايا العشر التى اعطاها الله لموسى ((اذكر يوم السبت لتقدسه. ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك، وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب الهك. لا تصنع عملا ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك. لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، واستراح في اليوم السابع. لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه". هذه وصية لتخصيص السبت أو اليوم الأخير في الاسبوع للرب.))
ولكن ماذا فعل رب المجد يسوع المسيح مع هذه الوصية وماذا قال عنها ؟
لقد كسر يسوع هذه الوصية من اجل شفاء يد الرجل اليابسة كما جاء فى مت9:12-14):-
ثم انصرف من هناك وجاء إلى مجمعهم. وإذا إنسان يده يابسة فسألوه قائلين هل يحل الإبراء في السبوت لكي يشتكوا عليه. فقال لهم أي إنسان منكم يكون له خروف واحد فان سقط هذا في السبت في حفرة أفما يمسكه ويقيمه. فالإنسان كم هو افضل من الخروف إذا يحل فعل الخير في السبوت. ثم قال للإنسان مد يدك فمدها فعادت صحيحة كالأخرى. فلما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه. ثم قال لهم : (السبت إنما جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت.)
فرغم ان وصية تقديس السبت من الوصايا العشر الا ان السيد المسيح قد كسرها من اجل شفاء انسان يده يابسة واذا كان الامر كذلك فهل يمكننا ان نستمر فى القول اننا لانستطيع ان نكسر الوصية القائلة انه لا طلاق الا لعلة الزنى مع ان الوصية والاديان عموما جعلت لسعادة الانسان وليس لشقائه ؟ .واذا كان السيد المسيح كسر الوصية من اجل شفاء فرد افلا نستطيع ان نجد الية ما لشفاء انفس كثيرة ممررة وحزينة بسبب هذه القضية؟ .
نعرف انها قضية شائكة تسبب الام كثيرة وتسبب فتن طائفية عندما يستغل المتاسلمون هذه القضية لاقناع ضحياهم انه لاحل للخلاص من هذا المأزق الا بالاسلمة .وتسبب هذه القضية تشرذم وتفكك بالاسر ومعاناة للاطفال عندما ينفصل الزوجان لسنين عديدة ويحتاج كل منهم الى انيس يملا حياته فلا يجد الا سراب .
نعرف ايضا ان المناداة بالعودة الى لائحة 1938 قد لايروق للكثيرين ولكن فى نفس الوقت فان التمسك بالنص الحالى يجعل الالاف يعيشون معذبون فى الارض واذا كان البعض منهم يرضى ويقول نصيبى وصليبى ولازم احمله فان الكثيرين فى هذا العصر لا يقبلون هذا .
لذا يجب على الكنيسة والمجلس الملى والقانونيين الاقباط البحث فى هذا الامر بكل جدية وسرعة لوضع لائحة مناسبة تحل هذه المشكلة. وانا هنا اتفق مع اراء المستشار نجيب جبرائيل المنشورة اليوم بشأن التوسع فى انشاء دوائر اخرى واساقفة اخرين للمجلس الاكليركى فلا يصح ان يظل هذا الملف الشائك بيد اسقف واحد غير متفرغ اصلا له لان له ايبرشيته المسئول عنها فهذا مجهود كبير عليه يجعله لا يستطيع ان يركز لا فى هذا ولا فى ذاك الامر .
ولكن قبل رسم اساقفة جدد لهذا الامر فانه لابد من وجود لائحة مناسبة تتماشى مع القول بان الوصية جعلت لاجل الانسان ولم يجعل الانسان لاجل الوصية وتتماشى ايضا مع روح الانجيل لان الحرف يقتل كما يقول الانجيل " لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل لكن الروح يحيى "
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :