رعب .. وفزع

دكتور صفنات فعنييح
خبر حقيقي مرعب ويرفع درجه الفزع لاعلي ما يمكن ألا وهوا
هروب جماعي بمدرسة كمال الشاذلي بالمنوفية في أول أيام الدراسة ..
ده أمر غير عادي .. هذا حدث يدق ناقوس الخطر داخل الأمه
المصريه .. لانه يمثل مستقبل مصر كلها ...

يعني ايه طلاب المدرسه يتركون المدرسه ويفرون منها .. هذا الحدث
ليس جديد ده من ايام الستينات من أيام مجانيه التعليم ...

هل نلقي اللوم علي منظومه التعليم المجاني .. ابدا وعلي الإطلاق
عبد الناصر كانت عنده نوايا طيبه في إطلاق مجانيه التعليم .. حتي
الآن في الدول المتقدمه فالتعليم مجاناً حتي انتهاء المرحله الثانويه
ثم يتم استنذاف الطلبه عند اول يوم من دخول الجامعه .. وكأن
الطالب يدفع مصاريف التعليم من اول ابتدائي حتي التخرج ويتخرج
الطلبه مديونين للجهه المانحه .. ويواجه المتخرجين وحش الأقساط
الشهريه في مستهل حياتهم العمليه .. وأصبح كل شئ تجاره ...

فلوس وأرباح .. ولا اريد ان اعود الي ان المال هوا أصل لكل الشرور
انها حقيقه تغلغلت في عقول من يخططون .. طرق ومصالح الشعوب
نرجع لهذه المدرسه التي فر منها الطلاب في اول يوم دراسي ....

كانت الدراسه ايام الأحتلال البريطاني تخضع لاسس ومبادئ
الإحتلال البريطاني .. الذي نظم التعليم في مصر .. علي اساس
طرق التعليم المعمول بها في إنجلترا .. وكان لتغلغل البعثات
التبشيريه في وسائل التعليم التي كانت مرجعيتها مرجعيات ومفاهيم
مسيحييه .. الفضل الأكبر علي جميع الأجيال التي عاشت هذه الحقبه
اذا ان الفكر المصري آنذاك .. لم يكن في جعبته فكره التعليم ...

كان التعليم يتم داخل الكتاتييب .. وهوا علم واحد الذي يدرس داخل
هذة الكتاتيب .. العلوم الدينيه وكانت تنحصر في حفظ القرآن ....
خرج الأستعمار من مصر .. وخرجت معظم البعثات التبشيريه
ذات المرجعيه المسيحييه ...

وحل المصريون اساتذه تربيون بدل من خرجوا من مصر .....
في بدايه ثوره ٢٣ يوليو .. انقلبت المنظومه التعليميه .. رأسا علي
عقب وانهارت والسبب ليس مجانيه التعليم كما ذكرت .. ابدا وعلي
الإطلاق .. لقد تغيير كل شئ .. المدرسين الذين يدرسون في المدارس
ساعتها كانوا متأثرين بالمنظومه الغربيه .. لكن سرعان ما افتتحت
جامعه الازهر بأمر من جمال عبد الناصر ..وابتدأ المجتمع كله

يتحول .. من المرجعيات والنظم التي أصولها مسيحيه الي مرجعيات
اخري ونظم أخري مختلفه .. فاقده لماهيات وصور وأصول التعليم ...
وتحولت المدارس لكتاتيب اوسع .. وتلقي الطلبه تعاليم تحكي امجاد
المستعمر العربي .. واختلف كل شئ في مصر وانحدر مستوي
التعليم واصبح دون المستوي .....

وتدخل الأزهر في كل منظومه التعليم .. وأنتحرت المنظومه التعليميه
وأصبحت المدارس عباره عن مجازر تنحر فيها عقول الصغار
وهبطنا علمياً تحت مستوي الصفر وخرجت الجامعات المصريه من قائمه
التقديرات العالميه لاحسن الجامعات ....
مصر التي علمت العالم كله كل شئ .. خرجت من جميع التقديرات
وهبطنا لمستوي ما تحت الصفر ......

مصر النهارده بتحاول ان تخرج بالمنظومه التعليميه من غياهب الفشل
ولكن ما ذالت الأفكار لتطوير التعليم في مصر ضحله وعقيمه
ولا تستطيع الخروج من منظومة الازهر .. وهوا سبب ليس في دمار
التعليم فقط .. هوا مسؤول عن دمار حياة المصريين ككل .. بما
أتي به من علم غريب لا يخضع لمنظومة التعليم في شئ بل
يخضع للتعليم البخاري .. الذي دمر حياة الشعوب الإسلاميه
ودمرت مصر بالتبعيه .....

التعليم عمليه تلقينيه .. جاءت خطورتها لانها تمس تكوين الوجدان
وتطوير قوي الفكر داخل الانسان .. مدرس هوا المرسل وعقول
طلبه تستقبل هذا العلم .. العمليه دي .. عمليه من أخطر ما يمكن
فمهنه المعلم تفوق في قيمتها مهنه الدكتور والمهندس وكل اسماء
المهن الرنانه ..

المحبه هي افضل وسط انتقال التعليم من رأس المدرس الي الطلاب
وليست العصا وليس العقاب .. ودي عمليه صعبه جدا .. لتفاوت
العقول ....

نجاح المنظومه التعليميه ليس شراء تابلت لكل طالب .. نجاح المنظومه
التعليميه يعود الي مدرسين قد أُحسن تدريبهم .. يتحلون بمبادئ جيده
مؤمنين باهميه الإخلاص والتفاني في تخريج اجيال تحمي الوجود
المصري من الإنهيار ....

لا تلومون طلبه تقفذ من فوق سور المدرسه .. هاربه من التعليم
ومنظومته .. لابد ان نلوم مشرفين ومصممي العمليه التعليميه ذاتها
مازلنا نحتاج ارسال بعثات الي الخارج الي بلاد الكفره يتعلمون اصول
التعليم .. ثم يآتون مصر .. يحيون المستوي المائت الذي
وصل اليه التعليم في مصر ....