الأقباط متحدون | كثرة التعديلات والتغييرات و التخوفات أيضًا بعد 25 يناير..كيف تؤثر على المواطن المصرى؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٢٣ | السبت ٢٣ يوليو ٢٠١١ | ١٦ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كثرة التعديلات والتغييرات و التخوفات أيضًا بعد 25 يناير..كيف تؤثر على المواطن المصرى؟

السبت ٢٣ يوليو ٢٠١١ - ٢٩: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

د. فيكتور سامي: نحن نمر حاليًا بأزمة نمو و تغيير للأفضل.
د. مصطفى اللباد: التغييرات فى قيادات المؤسسات افتقر للرؤية السياسية مما جعل الكثيرين يتخوفون من سرقة الثورة.
ما بين الروح الثورية و الإحباطات اليومية
تحقيق: مادلين نادر
بعد قيام ثورة 25 يناير وتنحى الرئيس السابق توالت التغييرات والتعديلات بشكل شبه مستمر على كافة الجهات بالدولة، بدايةً من المظاهرات التى كانت تتطالب بحقوق المواطنين فى كافة المجالات سواء حد أدنى للأجور أو العدالة الاجتماعية أو وجود إرادة سياسية للتغيير فى البلاد... مرورًا بتغيير الحكومة منذ تغيير حكومة شفيق وصولاً إلى التعديل الوزارى الأخير الذى قام به رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف.
و على جانب آخر هناك انتشار للبلطجة و حوادث العنف و السرقة بالإكراه و أحداث عنف طائفى كثيرة أيضًا، مما جعل المواطنون يشعرون بعدم الأمان في الشارع المصرى.
كل هذه الأحداث المتلاحقة وأن كانت تحمل فى طياتها تغييرات إيجابية واستجابات لبعض مطالب الثورة، إلا أن هناك شعور بالقلق لا يزال يتملك الكثير من المواطنين المصريين من كثرة التعديلات والتغييرات المتلاحقة فى أوقات متقاربة بل وأحيانًا كثيرة دون أسباب تبدو منطقية وواضحة.
فما هو تأثير حالة التخبط التى يمر بها المجتمع على الحالة النفسية للشخص ؟ و كيف يرى الشارع المصرى والمختصون ما يحدث فى الفترة الأخيرة و حتى الآن و تأثيره المباشر عليهم و على رؤيتهم و توقعهم كيف سيكون المستقبل القريب لمصر؟
مريم كامل – مدرسة – تقول: "بالرغم من فرحتنا بسقوط بعض من رموز النظام السابق و بداية نجاح ثورة 25 يناير إلا أن حالة عدم الاستقرار و عدم التواجد الأمنى بالشوارع بشكل جيد تسبب لنا حالة من الخوف و القلق مما جعل فرحتنا بثورة 25 يناير لا تزل مخنوقة بداخلنا ولدينا قلق من المستقبل و نخشى على أبنائنا حتى من اشتراكهم في أي نشاط صيفي أو الذهاب فى رحلات خوفًا من السرقات والبلطجة وكذلك حالة عدم الانضباط المرورى التي من الممكن أن تتسبب فى العديد من حوادث الطرق.
أما عادل زكريا – صيدلي– يقول : " أشعر بقلق وخوف كبيرين من حالة الصراع بين مؤيدى الدولة الدينية ومؤيدى الدولة المدنية التى قد تصل بنا في النهاية إلى حرب أهلية تأتى على ما تبقى من مصرنا المنهوبة... وأخشى أن تتحقق مقولة الرئيس المخلوع "إما أنا .. أو الفوضى".
داليا زكى –تعمل فى مجال الارشاد السياحي– تقول: "بالتأكيد أنا مؤمنة بأهداف الثورة و أتمنى تحقيق كافة مطالبها لكنى على الجانب الآخر أخشى من تزايد تأثير حالة عدم الاستقرار فى الشارع المصرى على السياحة.
فبالنسبة لى فأنا لا أعمل منذ قيام ثورة 25 يناير سوى اسبوعًا واحدًا طوال هذه الفترة بسبب تقلص السياحة بشكل كبير ، و هذا الأمر يسبب لى ضغوطًا اقتصادية كبيرة بل ونفسية أيضًا تجعلنى أتخوّف من استمرار الأوضاع على ما هى عليه و تأثيرها الاقتصادي فى مجال عملى و على الدولة و اقتصادها ككل.
و حول كثرة التغييرات و التعديلات فى اجهزة الدولة المختلفة فى الفترة الأخيرة يقول الدكتور مصطفى اللباد رئيس مركز الشرق للدراسات الإستراتيجية والإقليمية : " ما حدث فى الفترة الأخيرة بعد قيام ثورة 25 يناير و بعد الاطاحة بالرئيس السابق مبارك "، هو فى حقيقة الأمر تغييرات في قيادات المؤسسات المصرية في العديد من المجالات افتقر للرؤية السياسية حيث تم استبدال القيادات القديمة " التابعة للنظام السابق " بقيادات أخرى تليها فى الترتيب الوظيفي من النظام السابق دون تغيير حقيقى او رؤية للتعديلات وكأن ثورة 25 يناير لم تحدث، وهو ما أسفر عن استبعاد قطاعات عريضة من الأجيال الوسيطة والشباب عن مراكز صناعة القرار و هذا الأمر سبب حالة من الاحباط لدى الكثيرين و جعلهم يتخوفون من سرقة الثورة و إنجازاتها .
تحدثنا الى الدكتور فيكتور سامى أستاذ الطب النفسى و رئيس قسم الطب النفسى بكلية الطب جامعة طنطا – لنتعرف على الآثار النفسية المباشرة على الشخصية المصرية و هل من الممكن أن يتسبب القلق والتوتر فى إصابة البعض بأمراضًا نفسية فى أعقاب الأحداث التي نمر بها؟!!
يقول دكتور فيكتور سامى: "باتأكيد هناك ضغوطًا نتعرض لها فى ظل المرحلة الراهنة التى تمر بها مصر، لكن الأمور الضاغطة قد يكون لها أثار ايجابية أو سلبية و يتوقف شكل التأثر على نوع الشخصية لكل فرد، ومتعلق أيضًا بالجانب الإيمانى لدى كل شخص .
فعلى سبيل المثال:
على مستوى الأسرة المصرية هناك بعض الأسر تعاملت مع هذه الضغوط و الإحباطات التى نتعرض لها حاليًا بشكل ايجابى حيث يقترب أفراد الأسرة من بعضهم البعض أكثر مما سبق و يترابطوا و يقتربوا أكثر فى علاقتهم بالله.
فالضغوط قد يكون لها أثرًا إيجابيًا رائعًا على بعض الأسر .و هناك أسر أخرى حدث فيها نوع من التفكك و الصراعات الكثيرة نتيجة الضغوط الاقتصادية والنفسية الراهنة. فمثل هذه الأسر الهشة على المستوى النفسى حدث لهم من شدة الضغط النفسى آثارًا سلبية فتعمقت خلافاتهم الزوجية وشعروا بعدم الأمان فى نظرتهم للمستقبل .
مضيفًا: والشعور بالأمان هو من الاحتياجات النفسية الأساسية، لا يمكن أن يشعر الإنسان بالاستقرار وأنه فى حالة متوازنة إذا كان هذا الاحتياج غير مشبع لديه و يشعر بعدم الأمان.
خاصة و أن هناك العديد من الأسر فى الفترة الاخيرة بسبب تأثير الخوف عليهم و عدم الشعور بالأمان تعرضوا لاضطرابات نفسية لدرجة حدوث انهيارات عصبية لبعض الأبناء.
و يستطرد الدكتور فيكتور قائلاً: "على المصريين أن يتفهموا إننا نمر حاليًا بأزمة نمو و تغيير للأفضل و أن نضع فى اعتبارنا دائمًا إمكانية حدوث التغيير في أي وقت.
و يؤكد على أنه من الضرورى الابتعاد عن الخوف الزائد من المتطرفين دينيًا لأنهم نسبة ليست بكبيرة مثلما يصور البعض الأمر، كما أنه من الأفضل أن نبحث عن نقاط التلاقى بين المختلفين عنّا سواء دينيًا أو فكريًا ونبحث دائمًا عن المشاعر الايجابية التي توحد صفوفنا و تدفعنا للإصلاح الحقيقى و التقدم لبلادنا.
وحول رد فعل البعض حينما يزداد قلقهم فيسعون لامتلاك سلاح يقول: أن أسوأ ما يكون أن يكون أمان الشخص منحصر فى سلاح، و لكن هذا لا يمنع ضرورة الحرص فهو مطلوب جدًا خاصة فى الفترة الراهنة لأن معتادى الإجرام أصبحوا متواجدين فى أماكن كثيرة و فى كل وقت. لكن مطلوب من الناس أيضًا إن يكونوا على قدر من الحرص والحيطة بشرط ألا يصل ذلك لدرجة الرعب لأن الخوف الزائد يمنعنا من ممارسة حياتنا بشكل طبيعي وسوي.
فالخوف يعد أمر طبيعى لدى البشر ولكن الهدف منه هو أن يدفعنا للحرص و التفكير و التأنى إنما لا يجب أن نجعله يقتحمنا و يؤثر علينا سلبًا و نثق إننا فى يد الله.
ويختتم قائلاً: أنا متفائل رغم حالة عدم الاستقرار الحالية، فنحن نمر الآن بأزمة نمو فيما يعرف باسم مرحلة "عنق الزجاجة" و هذه الفترة تحتاج إلى أن يشعر الناس بانتمائهم للوطن ونتصرف بطرق ايجابية.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :