الأقباط متحدون - ورحل من قال الحق
  • ٠٤:١٦
  • الثلاثاء , ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨
English version

ورحل من قال الحق

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٧: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨

الفيفا
الفيفا
د. مينا ملاك عازر
المتابع لأحوال الرياضة العالمية يعرف أن ثمة هجمات منظمة على معاقل الفساد في العالم بدأت بالمعقل الأول لكرة القدم العالمية الفيفا، حيث تمت الإطاحة برئيسها والعديد من أعضائها السابقين، والتحقيق مستمر سراً وعلناً،، في كيف حصلت قطر على حق تنظيم كأس العالم؟ المسألة خطيرة وليست الوحيدة، والفساد طال الجميع في أمور وقضايا هامة وخطيرة، تم الكشف عن فساد في الاتحاد الأفريقي، وتم الكشف عن فساد في الاتحاد الغاني لكرة القدم، كذلك هو الحال في الجزائر، أعلن رئيس اتحادها بأن ثمة فساد واضح هنا يمس الكرة الجزائرية لم ينكروا هذا، وتمت محاسبة حكام غانيين وصل عددهم قرابة الستين بعقوبات وقف مدى الحياة أو لمدة محددة من إجمالي خمسة وسبعين حكماً غانيين بتهمة الفساد وبيع المباريات، وفي الجزائر وصل ثمن المباراة خمسين ألف إسترليني، كل هذا وأكثر، ربما سعر المباراة في الجزائر بهذا الرقم الكبير لأنه يتعلق ببطولة ويتعلق بهبوط فرق وصعودها.
 
 أذكر أن في مصر تم إلغاء الهبوط عدة مرات، منها مرة لألا يهبط الاتحاد السكندري والمقاولون وغيرهم، وهناك مباريات شاهدنا بأنفسنا الحراس يضعون الكرة في مرماهم ليفوز فريق المصري مثلاً لألا يهبط، وهكذا لكن أحد لم يحرك ساكن، ناهيك عن فضيحة المراهنات التي تورطنا فيها وتم التكتم عليها في مباراة مصر وأستراليا التي فاز فيها منتخبنا وديا على ضيفه الأسترالي بثلاث أهداف، كل هذا وأكثر ربما لم ينكشف، لم يحقق أحد فيه، ولم يحرك أحد ساكن، والأهم من هذا كله ما قاله الراحل الكريم عادل هيكل بأن الكثير من بطولات الأهلي جاءت بشراء المباريات بإشراف من مكتشف النجوم عبده البقال، لكن أحد مرة أخرى لم يحرك ساكن في فضيحة النادي الأهلي وتاريخه المشترى والمزيف، وكأن هذا لو انكشف سيكشف غطاء من البلاوي في بطولات ودولاب نادي لا يستحق معظمها، وكلنا نعرف ما يفعله وفعله حكام مصر في غريمه الزمالك ليبقى بعيداً عن المنافسة، وكيف ان حكم مصرياً لا يستطيع إدارة مباراة قمة بين الفريقين القطبين، ناهيك عن دخول نادي بيراميدز للحكاية، حتى وصل الأمر للتحكيم حكام عرب لمباراة الفريق مع المقاولون ثم أجانب لمباراتهم مع الزمالك، وكل هذا بخلاف قرارات اتحاد الكرة ومحاسبة علاء نبيل مدير فني المقاولون لقوله أنه دوري مرجان أحمد مرجان، والسؤال هنا لمَ لم يفتح تحقيق في بطولات الأهلي المشتراه، وطرق شراء صفقاته من النجوم، تلك الصفقات التي كانت تدعمها وكالة الأهرام التي كان يرأسها رئيس النادي نفسه، والتي كانت لا تدعم الزمالك الغريم التقليدي، وتبخس بثمن رعايته الأرض ليبقى بعيد، غير مكتفين بما يفعله الحكام به.
 
أسمعك بأن تقل لكن الأهلي حقق بطولات في أفريقيا، هذا صحيح، لكن بالمبدأ القانوني المعروف بأن ما بُنِي على باطل فهو باطل، يعني لو لم يصل الأهلي لقمة البطولات المحلية بالفساد لما وصل لقارية، يجعلنا أدعى للتحقيق فيما وصل له الأهلي بل للتحقيق أفريقياً في منحه لقب لا يستحقه وهو لقب نادي القرن، لأن من نظموا النقاط التي تصب في مصلحة الأهلي هم أهلاوية، ناهيك عن أن عادل هيكل الشاهد الحق رحل بقوله العظيم، بأن الأهلي اشترى مباريات وبطولات بإشراف عبده البقال ما يجعل أن الملف يكشف أكبر قضية فساد رياضي في تاريخ مصر الرياضي وهي التي ستقلب من ثمة تاريخ القارة الأفريقية كروياً رأس على عقب قد باتت صعبة الكشف عن ملابساتها، ولكن يبقى أن هناك شواهد تؤكد أن كرة القدم المصرية مثل نظيرتها في غانا والجزائر يشوبها فساد كبير في تاريخها، وأحداثها الحالية، وعلينا أن نحترم ذكرى بطل قال الحق ورحل، بأن نقاتل لنثبت صدق كلامه وتزوير تاريخ يتباهى به أُناس لا يستحقون التباهي به، ولتنقية تاريخنا وحاضرنا من أسباب وشواهد بل ودلائل الفساد التي لا ينكرها أحد ليأخذ في النهاية كل ذي حق حقه.
 
المختصر المفيد الفساد حتى في كرة القدم يرعى الأندية، ويقدم لها البطولات.
 
الكلمات المتعلقة