أخطأت فاكسونى ! وفيسبوكونى !

خواطر ’ تيك أووى’ من خدمة المهجر الأمريكى والأوروبى

الأب أثناسيوس حنين
لاشك أن انتشار الكنيسة القبطية فى بلاد العالم هو بركة كبيرة ومسئولية عظيمة ’ لأن الذين تشتتوا من الأقباط وكهنتهم ’ فجأة وبلا ترتيب معيشى أو خدماتى !’ بعضهم جال مبشرا بالكلمة والبعض الأخر هام غراما بالقديس دولاريوس والبعض الأخر بالغ فى نقد الوطن وزم تراثه والتنصل من جذوره ولعن سنسفيل جدوده !بلا تجذر فى تراث البلد المضيف لأنه المهجر وخاصة اميريكا لا تعرف الا انتاجها الفنى وثقافتها التيك أووى وفيها تفقد الامم اذوقها الخاصة ما خلا بعض الجيتوهات المهمشة من السود والافارقة !عاد صديق لى كبير كان ينوى الهجرة ! صارخا ! دول بيشتغلوا زى العبيد ! دول ما

بيعرفوش غير الدولار والباسبور وطول اللسان وعلشان كدة بيفشوا غلهم أو بيغلوا فشهم على رأى سمير غانم فى ابونا الغلبان وفى البلد فى اعلى مستوياتها !عن أيه حرية نتكلم ! حرية العصا الغليظة وطولة اللسان بلا توثيق والبلطجة الكونية ! واحتقار خصوصيات كل بلد ! ولم يقدر الكثيرون ممن هاجروا ! أن يميزوا بين سلة الحضارة والثقافة والتاريخ المصرى وبين الطفل الراقد فيها والذى يكبر ويترعرع ويتغير ويمرض ويصح ويشارف الموت وينجو بمعجزة بلا بامبرز الثقافة ولا حفاضات الحضارة ولا التطعيمات ضد الجهل والفقر والمرض ! معظم ابناء جيلى جتلهم بلهارسيا من الترع

والمجارى (حيث كنا نقضى كل ايامنا صيفية وشتوية ! يعنى المصيف بتاعنا !!!) الا أن خلصنا منها عبد الناصر (الكوخة دا !!)باستيراد مصل وفرض التطعيم الاجبارى فى المدارس ! ولا نظام غذائى صحى ولا والأدهى من دا كله أن الصبية أى مصر يا ولداه ’ كل يوم تصحى من نومها على جوز أم جديد بالعافية ! مرة رومانى ومرة بيزنطى ومرة عثمانى ومرة عربى ومرة فرنسى ومرة انجليزى ومرة خليجى ! والمصرى طيب اللى يتجوز أمه ’ ثقافيا أو حضاريا أو عربيا أو عرفيا ’ يقوله يا عمى !!! ومسكين الولد نسى أمه الحقيقية ’ بنت الحسب والنسب ’ وصار يسيل لعابه لأية أم أو أومة أو أمة

(عبدة ) تتباناه ليس حبا بل استغلالا واستعبادا ! نظير تنكره لامه الاصلية ! الصدمة الكبرى انهم بيلاقوا العالم اللى هاجروا اليه ما لوش سيرة غير مصر وتاريخها وحضارتها فى المتاحف وفى الجامعات وفى المكتبات وفى الشوارع وفى الابحاث ’ وفى شدة هياجهم القوا سلة البلد بطفلها فى مياه المحيط يوم عبروه مهاجرون ! ولكن لكل موسى هناك ابنه فرعون تلتقطه وتنقذه من الغرق . مصر لا ولن تغرق حتى ولو ظن بعض المتأمركون أو المتأوربون أنها ستغرق وقفزوا من السفينة وينتابهم الغيظ أن السفينة تستمر تمخر عباب النيل وعليها محمد قنديل يغنى ويغنى معاه كل شعب المحروسة ’(يا مهون هونها وهون يا مهون هون علطول يا مروح بلدك يا جميل ها تلاقى ع البر حيبيب مستنى يقولك سلامات هون !!) . أنا قلت كل ده ليه ؟ لأن المهاجر ! فجأة !

هذا غير العلماء والباحثون والمبدعون اللى اتغربوا من أجل العلم وبس ! وصرفوا اللى وراهم واللى قدامهم ع الكتب وبس !’ الذين تغربوا لكى يعودوا ويتشرقوا ! وأن تأمركوا او تأوربوا ’ فلأنهم قبل كل شئ تمصروا ! هم عصافير من الشرق ! هذه الهجرة العشوائية والسريعة ’ نكرر ’ زى الهامبرجر والتيك أأوى أدت الى خلق خدمة سريعة وتيك أووى برضة ! ناهيك عن عدم الالمام باللغة وثقافة البلد ! وعلى صورة المهاجر يكون خادمه! عايزين قسيس ’ خذوا قسيس ! مش عاوزين القسيس ! بدلا ما يحاللكم هو فاكسوه ! أنتم ! ومن هنا ظهرت المشاكل ’ وحدث يوما أن اكتشف اقباط المهجر اختراع الفاكس ’ وساعد على ذلك الفجوة بين كهنة المهجر والكنيسة الأم ودخول المعارف والوسايط والهدايا ومبدا أهل الثقة وليس أهل الخبرة ! مما أدى الى أن

كل حركة وسكنه لكاهن المهجر ! يبعتوا فيه فاكس للعباسية ! وبدأت روشة تحل فى الكنائس ووسط الشعب وازدادت مبيعات جهاز الفكس السحرى ! ومين قدك يا مهاجر وحدك ! زى ما بيقول عبد الوهاب ! بورقة بيضة وكلمتين عبايط واتهامات باطلة أو حتى صحيحة تحتاج الى تأنى وتحقيق بتنقل اتخن قسيس حجما و مقاما وتشتت عياله وتنهى خدمته ! ومن هنا أنتشرت العبارة التى هى فكاهية وتعبر عن مأساة ! أخطأت فاكسونى ! .نشكر التكنولوجية انه قد حل محل الفاكس ’ اليوم ’ الفيس بوك ! أحد أهم وسائل التنافر الاجتماعى ! وليس التواصل !هنا بقى من غير اسم النبى حارسه والا حارسها ! وقاعد

فى التكييف وفى بلاد برة ومش بيضرب فى ابونا او فى اخونا ! دا لعب عيال زمان ! العيال كبرت ! دا بيخبط فى البلد وبطركها واساقفتها وشيوخها وريسها وحكومتها ! ومش عاجبه العجب ولا الصيام فى رجب ! ويتفشخر ويقول انه بينادى بالاصلاح ! ما أحقر النقد تحت اسم مستعار ! اطلع باسمك ان كنت تريد فعلا الاصلاح ولك رؤية ورأى ! ها تتغير لغتك وها تنتقى الفاظك وها تدرس ! نشكر الظروف أن مستوى المعرفة ع الفيس فى ازدياد ولم ينجح حزب خفافيش الاسماء المستعارة وهذا لايمنع أنه لنا اصدقاء لهم ظروف خاصة جدا يحملون اسماء مستعارة ! ) فى تطفيش المفكرين والفاهمين وضاقت الحلقة على محترفى الجهل المقدس والردح البلدى والبكاء امام حوائط مبكى الامم متحدة أكانت او متفككة أو لمامة من كل زيق رقعة !بلا تاريخ !أخطأت فاكسونى أو فيسبوكونى !