الأقباط متحدون - الحق فى السلام
  • ٠٨:٤٩
  • الاربعاء , ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
English version

الحق فى السلام

مقالات مختارة | القس رفعت فكرى سعيد

٤٦: ٠٧ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨

القس رفعت فكرى سعيد
القس رفعت فكرى سعيد

أحيت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» منذ أيام، «اليوم الدولى للسلام»، تحت شعار «الحق فى السلام: 70 عاما منذ إقرار الإعلان العالمى لحقوق الإنسان»، بغية الاحتفال بالإعلان العالمى لحقوق الإنسان، الذى يمثل وثيقة تاريخية بكل ما يتصل بحقوق الإنسان، الذى صاغه ممثلون من ثقافات ومرجعيات قانونية مختلفة من كل أنحاء العالم فى باريس فى 10 ديسمبر 1948، وهى الوثيقة، حيث إن هذا الإعلان لم يزل ذات صلة بواقعنا اليوم كما كان يوم اعتمد. وأشار «أنطونيو جوتيريس» الأمين العام للأمم المتحدة فى رسالة له بهذه المناسبة قائلا: «إننا نحتفل فى هذا العام باليوم الدولى للسلام، ونحن نستعد للاحتفال بالذكرى السنوية السبعين للإعلان العالمى لحقوق الإنسان، فهذه الوثيقة التأسيسية تذكرنا بأن السلام يستتب عندما يتحرر الناس من الجوع والفقر والاضطهاد، ويكون بمقدورهم أن ينعموا بالنماء والرخاء»، وأضاف «جوتيريس» أنه «يجب علينا أن نكفل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، متخذين من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان دليلا لنا فى ذلك، وأنا أشجعكم على أن تهبوا للمناداة

بالمساواة بين الجنسين، ولإقامة مجتمعات حاضنة للجميع، وليقم كل واحد منكم بدوره فى المدرسة والعمل والبيت، إذ لكل خطوة أهميتها لصالح الجميع»، داعيا إلى العمل معاً من أجل تعزيز حقوق الإنسان والدفاع عنها باسم السلام الدائم للناس كافة. وكان قد تم تعيين الاحتفال باليوم العالمى للسلام ليتزامن مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة، التى تُعقد كل سنة فى ثالث يوم ثلاثاء من شهر سبتمبر، وقد احتُفل بأوّل يوم للسلام فى سبتمبر 1982، وفى عام 2001، صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار 55/8282 الذى يعيِّن تاريخ 21 سبتمبر يوما للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار. إن السلام حق من حقوق الإنسان، وما أحوج عالمنا إلى السلام، لأنه أسمى الأحاسيس فى هذا الوجود، والإنسان فى حاجة دائمة إلى السلام، فالسلام هو حلم الإنسانية المتعبة، وهو أمل النفس الخائفة المضطربة، وهو الرجاء الباسم الذى يتطلع إليه عالم اليوم، إنه حاجة الأغنياء والفقراء، حاجة العظماء والأدنياء، إنه حاجة البشرية جمعاء بغير استثناء. السلام كلمة ما أحلاها، وصناعة ما أسماها، وبغير السلام يكون عالمنا جحيماً، لذا هناك مسؤولية على صانعى السلام فى كل مكان، عليهم أن يحاربوا الظلم، وأن ينددوا بالحروب، وأن يسعوا فى كل موقع لإيجاد السلام القائم على العدل، فالسلام ليس معناه غياب الصراعات فقط، ولكنه وجود العدالة أيضاً، إن دعوة الله لنا ليست أن نبشر بالسلام وأن نصنع السلام فحسب، بل أن نجسده أيضاً، فبغير السلام يصبح البيت عذاباً، ويصير القلب أتوناً، إن الجهاد الحقيقى الذى تُباركه السماء هو الجهاد الذى يكون لأجل صنع السلام وليس زرع الخصام، إن السعادة الحقيقية هى للذين يصنعون السلام مهما كلفهم الأمر، والغبطة هى لمن يشترون السلام ولو كلفهم تضحيات كثيرة، والفرحة هى لمن يُوجِدون السلام، حيث توجد الكراهية، ولمن يَزرعون الحب حيث يوجد العنف، ولمن يُوجَدون الصُلح حيث يوجد الخصام.

* رئيس سنودس النيل الإنجيلى
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع