لغة الأطفال
أوليفر
الاربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
Oliver كتبها
- لغة الطفولة الروحية التي وصفها بولس الرسول قائلاً : حين كنت طفل كطفلِ كنت أتكلم 1 كو 13: 11 .كانت كل الكلمات كل الأفكار كل الأفعال ناقصة.إختياراتها ساذجة كالأطفال.لغتي مليئة بتهتهات لا تعط معني و قائلها يعتقد أن كل ما يقوله مكتمل و صحيح.كانت بعض الكلمات حرفاً واحداً و كنت تفهمها.كنت أم لي و أب.تعرف لغتي و لا يفهمني سواك.كالأطفال يفهمهم آباءهم هكذا أنت لي.لم تعايرني فأخطاء الطفولة أكثرها قاتل و لا سخرت من جهالة النطق بإسمك و الصلاة.كنت أبدأ الكلمة و روحك يكملها لي.كنت أبدأ الفعل و لا أعرف كيف ينتهى.لكنك تبنيتني منذ الصغر و ما إحتقرت نقائصى.
- لما كنت طفل كنت أنشغل بالأشياء.كنت لا أفهم الحب إلا متجسداً حتي تجسدت لى.ما كنت أدرك الحب المستتر فأعلنت ذاتك.الحب الذى آخذه و أنا غير مستيقظ كان أعظم مما تعلمته في صحوى.كنت أحب ما أراه وحده ما أملكه وحده ما ألمسه وحده فكم كان حبي ضئيل بقدر عيني الصغيرتين.لكنني منذ دخلت إلى عالمك علمت أن للحب سمو فوق الإدراك و أن التلذذ بالحب غير المرئي هو الحب الذى ما لم أدركه بعد.علمت أنني بعيد بعيد و يداي لا تطول أعماق الحب و أنني ما زلت طفلاً يحبو على شاطئه. طفل تجتاحه كل المعاني و لا يجد بينها ما يعبر بالصواب عن الحب .أدركت في شجوني أن حب الطفولة قصير العمر ينساه الذين يكبرون.تعلمت أن لغة الطفولة علي بساطتها ليست أجمل اللغات و أن النمو في عشرتك يمنح ما هو أفضل.
- لما كنت طفل ما كنت أدرك أبعاد الأحداث و التدابير.ما كنت أعرف للشهور عدد و لا السنوات.كنت أعيش لحظتي و أظن أنني أعيش العمر كله.جهالة الطفولة أمسكتني عن أن أبصر الآتي.فما طلبت من أجل الآتي و لا فكرت في أبدية.فأبدية الأطفال في حضن أبيهم أو صدر أمهاتهم.و أنا كنت في حضنك لا أفكر و لا أتأمل.تركت لك الأمر كله ليس عن فضيلة بل لأنني لم أكن أعرف شيئاً آخر لأفعله.كان يجب أن أجيد الشكر و أتعلم عبارات التسبيح .كان يجب أن تنفتح عيني علي ما هو فوق فلم تنفتح.بقيت طفلاً و حظى أنك بقيت أبي.كنت غير كل الآباء فلم ترذلني بل إحتملت جهالتى.
- لما كنت طفل كان الأطفال رفقائي يفتخرون بما لا أعرف.لهم ما لهم من حياة لم أختبرها. لما كانوا يفارقونني كنت أظنهم ذهبوا إلي عالم آخر لا يشبه عالمي.فأنا لم يكن عندي سوي كتاب و بعض وريقات ألملمها من كراسات قديمة و قلم متهالك و أفكار لا أدري كيف تسيل فوق الصفحات.كانت طفولتي حبيسة بينك و بين كتاب لم أقرأه إلا حين كبرت فعلمت أنني أمضيت طفولتي بين العوز و بين الفقر بينما الكنز كان قدامي طوال الوقت.أنت إحتملت طفولتي و فُرقتي معك مع أنك كنت معى.
- لغة الأطفال عاجزة حيناً و نحن نحسبها حلوة اللغات.نضحك منها و الآن نضحك علي أنفسنا حين كنا نحسب أن ما كنا نقوله صلاة و أن ما كنا نفعله خدمة روحية و أن ما كنا نمارسه هو لأجلك حين إكتشفنا أننا نسلك بإدراك الأطفال لا الناضجين و أننا ما سرنا في طريق الكمال خطوة واحدة بينما نتباهى بما سرناه طويلاً.صارت لنا حكايات نحكيها و قصص نرويها لكن عِشرتك أمر يختلف عن هذا كله.ما زلنا نعظ بقصص الأطفال لأننا لم نختبر عِشرة الكاملين.حتي توقف نمو الذين نخدمهم عند نهاية القصص.لا أخاف أن أقول أنني عشت طويلاً و بقيت طفلاً بمقاديرك.فالذين يكبرون حقاً ليس الذين يتركون الأشياء بل يبطلون كل ما للطفل.
- متي ننطلق إلي الإنفراد بك.نتعلم منك من غير عائق.كما إختطفت المعمدان إلي أرضك و علمته كمالك.و رفعت إيليا إلي سماءك و دربته على فكر الأبدية.إنطلقت العذراء من طفولة الناس إلي كمال حبك إقتنيها لك و إقتنك لنفسها و للبشر معاً.هكذا الذين فضلوك عن مقتنياتهم.كلما تركوا حب الأشياء أحبوا مَن وراء كل الأشياء.متي تصل عظاتنا حتي السماء و تتعلق كل التفسيرات على شخصك أيها القدوس .نراك حررتهم من لغة الطفولة إلي لغة السماء و بقينا نحن علي الأرض.لهذا و إن كنت أراك بعيداً لكنك قدامى تطمئنني أن للطفولة نهاية و للسير معك لا نهاية.