الأقباط متحدون - مرحى لسروة عبدالواحد رئيسة لجمهورية العراق
  • ١٨:٢٦
  • الاربعاء , ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
English version

مرحى لسروة عبدالواحد رئيسة لجمهورية العراق

د. عبد الخالق حسين

مساحة رأي

٢٧: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨

سروة عبدالواحد
سروة عبدالواحد

د.عبدالخالق حسين
أفادت الأنباء أن النائبة السابقة عن حركة التغيير، سروة عبد الواحد، أعلنت يوم الأحد، المصادف 23/9/2018، ترشيحها لمنصب رئيس الجمهورية "كعراقية كردية مستقلة"، دون دعم حزب سياسي معين، ودون توافقات سياسية. وقالت في بيان لها إنه "بعد التوكل على الله وإيماناً مني بحتمية الوقوف جميعا كي ننقذ وطننا العزيز من الأزمات التي يعاني منها، فإني أعلن ترشيحي لمنصب رئيس الجمهورية العراقية وفق الدستور العراقي"، مضيفةً أن "ايماننا بالدستور يبدأ من تطبيقه بمساواة وعدالة للعراقيين كافة دون استثناء، وأن منصب رئيس الجمهورية يمنح العراقيين حصانة لحماية الدستور وترسيخ الوحدة الوطنية وتأكيد عراقية الدولة".(1)

وأنا كاتب هذه السطور، كمواطن عراقي أؤمن بدولة المواطنة، والديمقراطية والعلمانية والحرية والمساواة والعدالة، والإخاء، والانتماء العراقي يأخذ عندي الأولوية فوق جميع الانتماءات الأخرى، الأثنية والقومية، والدينية، والطائفية، والمناطقية، والجندرية (الجنسية)، فإني أعلن دعمي وتأييدي لترشيح هذه السيدة العراقية الأصيلة لمنصب رئاسة جمهورية العراق، وأهيب بجميع العراقيين الشرفاء دعمها بكل ما أوتوا من قوة.

فمن خلال مواقفها السياسية، ومقابلاتها التلفزيونية، وتصريحاتها الناضجة المنحازة إلى الوطنية العراقية، وأسلوب تعاملها الذكي الهادئ مع الإعلام، أثبتت السيدة سروة عبدالواحد أنها إمرأة عراقية سياسية شجاعة، ناضجة، وحكيمة ذات قدرات ثقافية واسعة، وخطابية ممتازة، تؤهلها لهذا المنصب السيادي. وبذلك ستعطي للعالم أجمع، الصورة الجميلة والذكية والحكيمة واللامعة عن العراق وشعبه، وتزيح تلك الصورة الكئيبة المشوهة التي اعتادها العالم عن العراق، أنه الأول في الفساد، والأسوأ للعيش فيه، وعاصمته الأقذر في العالم، وبرلمانه الأكثر تكلفة، والأقل عملاً، وغيرها من المواصفات البذيئة المقرفة.

إن إقدام السيدة سروة عبدالواحد على ترشحها لرئاسة الجمهورية أثبتت أنها بطلة وذكية وشجاعة وواعدة إلى أقصى حد، خاصة وأنها كإمرأة في مجتمع ذكوري عشائري، يمر بمرحلة تاريخية عاصفة يسعى للخروج من تخلفه، وتقاليده الضارة، وأعرافه البالية، و لتحقيق نقلة ثورية إلى مجتمع ديمقراطي متعدد القوميات والأديان والطوائف، الكل يعيش فيه بسلام و تكافؤ الفرص، وجعل الهوية العراقية أولاً، وجميع الهويات والانتماءات الأخرى ثانياً، وبذلك نجعل من الماضي الأسود خلفنا، ونساهم جميعاً لبناء مستقبل مشرق أفضل. كذلك وكما قالت السيدة عبدالواحد في بيانها: لكسر احتكار التقليد السيئ الصيت الذي تبناه الحزبان الكرديان (الاتحاد الوطني الكردستاني- يكتي، والديمقراطي الكردستاني- حدك) أن يكون رئيس جمهورية العراق منهما. وهذه خطوة عملية رائعة للتخلص من المحاصصة.

لذلك أهيب بجميع نواب الشعب أن يصوتوا بالإجماع لصالح السيدة سروة عبدالواحد لهذا المنصب الرفيع، وبذلك يدفعوا بالعملية السياسية والديمقراطية العراقية قفزات واسعة إلى الأمام، و نحو النضج بعد 15 عاماً من عملية المخاض العسير، وهي الخطوة الأولي والضرورية ليحسِّنوا سمعة البرلمان العراقي، ويقدموا الدليل العملي أن هذه الدورة ليست كالدورات السابقة التي كان أعضاؤها لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية، مثل زيادة رواتبهم، وامتيازاتهم أكثر من اهتمامهم بمصلحة الشعب. ليكون تركيز هذه الدورة على الوحدة الوطنية العراقية قبل أي شيء آخر. ولتكن سروة عبدالواحد جاندارك العراق تعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية، ويثبت العراقيون للعالم أنهم فوق الطائفية والعنصرية والجندرية، وغيرها من عوامل التفرقة البغيضة، ولأول مرة ليثبت العراقيون أن إمرأة كردية علمانية تقدمية تتبوأ أعلى منصب في الدولة العراقية، وتكون رمزاً للوحدة بين العرب والكرد وبقية الأثنيات.

ما أحوج العراق إلى سيدة ذكية وناشطة ومثقفة مثل سروة عبدالواحد التي قالت في بيانها: "أترشح اليوم كعراقية كردية مستقلة عن أي حزب سياسي ولكني منتمية لأهلي وشعبي من زاخو إلى الفاو، واعتز بعراقيتي ومفتخرة بكرديتي، اني اترشح من دون دعم حزب سياسي معين ومن دون توافقات سياسية وإنما اترشح وأنا امثل كل القوى الوطنية العراقية الصادقة، والتي تسعى لبناء وطن كريم لشعب عزيز يعاني منذ عقود، كما أمثل المرأة العراقية التي يحاول بعض الجهات السياسية تهميشها رغم انها شريكة في البناء، اعاهدكم بأني سأكون عراقية اولا، وكردية وعربية وتركمانية ومسلمة ومسيحية وصابئية وايزيدية وسنية وشيعية ثانيا"(1).

والجدير بالذكر أن السيدة سروة عبدالواحد دعت نظرائها المرشحين لرئاسة الجمهورية الى مناظرة تلفزيونية(2)، تماماً كما يحصل في الغرب. ولا شك فإن هذه المناظرات ستقدم دروساً بليغة لتعلم قواعد الديمقراطية في العراقي الديمقراطي. 

مرة أخرى، أيها السادة نواب الشعب، أهيب بكم وألح عليكم أن ترتقوا إلى مستوى المسؤولية، وتصوتوا لهذه السيدة العراقية البطلة، وبذلك ستثبتون للعالم أن الشعب العراقي حقاً مؤهل للديمقراطية التي هي من أروع وأعظم ما انتجته الحضارة البشرية.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط ذو علاقة بالموضوع
1- سروة عبد الواحد: رشحت نفسي لرئاسة الجمهورية كعراقية كردية مستقلة عن أي حزب
http://www.akhbaar.org/home/2018/9/249097.html

2- سروة عبد الواحد تدعو نظرائها المرشحين لرئاسة الجمهورية الى مناظرة تلفزيونية
http://www.akhbaar.org/home/2018/9/249129.html

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع