الانتحار مرفوض إنسانيا ودينيا : 800000 ألف شخص ينتحر سنويا
سليمان شفيق
٥٨:
٠٧
م +02:00 EET
الاربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
أسباب انتحار الرهبان البوذيين ورفض المسيحية للانتحار
سليمان شفيق
عرفت مصر ظاهرة الانتحار مؤخرا ، وخاصة الانتحار تحت عجلات مترو الانفاق ، ووصل الامر الي ان عرفت مصر لاول مرة انتحار ومحاولات انتحار بعض الرهبان (كما تم نشر ذلك بعد قضية مقتل الانبا ابيفانيوس رئيس دير ابو مقار) واما ذلك كان لابد ان نعرف ان العالم عرف ظاهرة الانتحار منذ زمن طويل ، وفي الاونة الاخيرة ،حتي تم تخصيص يوم عالمي للانتحار ، ومن اشهر المنتحرين : ارنست هيمنجوي الحائز علي جائزة نوبل للادب 1961واطلق علي نفسة رصاصة في راسة ،ادلف هتلر الزعيم النازي 1945 بطلق ناري ،اسماعيل ادهم كاتب مصري انتحر 1916،الكاتبة المصرية اروي صالح 1990 ، داليدا مغنية مصرية من أصل ايطالي انتحرت في فرنسا 1987، واشاعر اللبناني خليل حاوي اطلق النار علي نفسة 1982 .
وفي كل عام يضع مايقارب 800000 شخص نهاية لحياته، هذا فضلا عن الكثيرين ممن يحاولون الانتحار. وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم. يحدث الانتحار في مختلف مراحل العمر، وقد سجل ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على الصعيد العالمي عام 2016
الانتحار لا يحدث في البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة عالمية في جميع أقاليم العالم. وفي حقيقة الأمر، إن أكثر من 79% من حالات الانتحار العالمية في عام 2016 حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
بالإضافة إلى ذلك، تقترن النزاعات والكوارث والعنف وسوء المعاملة أو الفقدان والشعور بالعزلة بقوة بالسلوك الانتحاري. وترتفع معدلات الانتحار كذلك بين الفئات المستضعفة التي تعاني من التمييز مثل اللاجئين والمهاجرين؛ والشعوب الأصلية؛ والسحاقيات والمثليين، والمخنثين والمتحولين جنسيا، وثنائيي الجنس؛ والسجناء وبعض الرهبان .
· HD9D 1G(F D*(* CFH الاكثر تعرضا للانتحار (بحكم العقيدة احيانا)، ونجد ذلك في رد رئيس المجلس الصيني (ون جيا باو) علي اسئلة بعض الصحفيين قائلا :
"انتحار رهبان شبان في مناطق تبتية، هؤلاء الرهبان شبان أبرياء، وقد شعرنا بحزن شديد لإقدامهم على هذاالتصرف." الرهبان الذين انتحروا شبان في العشرينات من العمر،. واضاف ون جيا باو: "حوادث الانتحار، حدثت في 24 معبدا للبوذية التبتية و5226 راهبا مسجلا.
وفي معظم أشكال المسيحية، يُعتبر الانتحار خطيئة، ويقوم ذلك أساسًا على كتابات المفكرين المسيحيين المؤثرين في العصور الوسطى، مثل القديس أوغسطين والقديس توما الأكويني، ولكن لم يكن الانتحار يعتبر خطيئة في مجموعة قوانين جستنيان المسيحية للإمبراطورية البيزنطية، على سبيل المثال.
وفي معظم المذاهب ، تقوم الحجة على أساس وصية "لا تقتل" (والتي تم تطبيقها بموجب العهد الجديد من قبل يسوع في إنجيل متى 19:18)، وكذلك فكرة أن الحياة هبة منحها الله لا ينبغي أن نرفضها، كما أن الانتحار يخالف "نواميس الكون"، وبالتالي يتعارض مع خطة الله للعالم أجمع.
وعلى مر التاريخ في الكنيسة المسيحية، كان الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يحرمون كنسيًا، أما أولئك الذين ماتوا بسبب الانتحار فكانوا يدفنون خارج المقابر المقدسة.
ومع ذلك، يُعتقد أن المرض النفسي أو الخوف من المعاناة الشديدة يقلل من مسؤولية الشخص الذي يقوم بالانتحار المكتمل.
وتشمل الحجج المضادة ما يلي:
أن الوصية السادسة يمكن ترجمتها على نحو أدق على أن معناها "عليك ألا تقتل"، وليست بالضرورة تنطبق على الذات؛ كما أن الله قد أعطى الإرادة الحرة للبشر؛ وكذلك فإن قتل الإنسان نفسه لا يُعد انتهاكًا لقوانين الله مثله مثل علاج الأمراض؛ كما أن هناك عدد من حالات الانتحار المسجلة في الكتاب المقدس لأتباع الله دون وجود إدانة أو تحذير.
من يتابع الكتاب المقدس والانتحار نجد أن بعض الأشخاص المذكورين في الكتاب المقدس قتلوا أنفسهم: - قتل شمشون نفسه مع الفلسطينيين في معبد داجون(قضاة 16: 29-30) - وقع الملك شاول على سيفه كي لا يأسره الفلسطنيون (1 أخبار 10: 4-5) - ذهب أخيتوفل مستشار الملك داوود الى مدينته ورتب أمور بيته وخنق نفسه (2 صموئيل 23:17) - يهوذا، الذي أسلم يسوع، شنق نفسه (متى45:27) وغيرها من الحالات. الكتاب المقدس واضح، فهو لا يقلل من مأساوية الإنتحار ولا يلطّفه ولا يُضفي عليه صبغةً شرعية. وهو يؤكد دائمًا على قدسية الحياة الإنسانية، والاقتناع بأن الرب هو الذي يعطي الحياه وهو الذي يأخذها. (1صموئيل 6:2) "الرب يميت ويحيي يهبط الى الهاوية ويصعد". تابعونا على الفيسبوك: الانتحار ليس طريق يختاره الرب، فهو الذي قال "في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا اني قد غلبت العالم" (يوحنا 33:16). يريد الله ان نتمسك به لأنه هو رجاءنا وقوتنا وهدف حياتنا. ولا نريد ان ننهي حياتنا بيأس. أفكاره من جهتنا دائمًا أفكار سلام لا شر. "لأني عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب، أفكار سلام لا شر، لأعطيكم آخرة ورجاء" (ارميا 11:29).
الكلمات المتعلقة