الأقباط متحدون - la strada عندما يصاب الانسان بالفقر
  • ٠٦:٥٠
  • الاربعاء , ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
English version

la strada "عندما يصاب الانسان بالفقر "

رومانى صبري

مساحة رأي

٠١: ٠٨ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨

la starda
la starda "عندما يصاب الانسان بالفقر "
بقلم : رومانى صبرى
تأليف: فيدريكو فيلليني وتوليو بينيلي
موسيقي تصويريّة: نينو روتا
تصوير: أوتليو مارتيني وكارلو كارليني
إخراج: فيدريكو فيلليني
فيلليني ، الرّجل الذي طرأ على الموجة الدرامية الواقعية بأسلوب اختصّ به لنفسه والذي اختلف حوله أهمّ روّاد الواقعية الجديدة في فرنسا وروسيا والسويد وأيضا من أبناء بلده إيطاليا. في هذا الفيلم الايطالي الجميل والمؤلم يستخدم فيلليني مهاراته الإخراجية والإبداعية بالتركيز على مرض لعين يسرق الحياة من وجوه أبطاله، مرض لا نجد المصاب به محمولا فوق إحدى الناقلات ذات الأربع عجلات والأطباء يدفعونها صارخين: “إنه بحاجة الى عملية جراحية فورا!”، فالمرض الذي ظهر على وجوه أبطال الفيلم هو الفقر.
 
شخصيّات الفيلم
 
ثلاثة مصابون بالفقر، وهو ما يتطلب منهم العمل لتوفير ما يحتاجونه من طعام وشراب ومأوى. قصد فيليني وتوليو إبراز الفقر في الفيلم كنقطة جامعة. فهو يربط الشخصيات ويجعلها تتقابل لأنّه من الطبيعي أن يتقابل الفقراء وليس في الأمر أي صدفة، تلتقي الشّخصيات في الفقر وإن اختلفت كل شخصية عن الأخرى وفلسفت واقعها واتخذت أسلوبا يرضيها لتستكمل به حياتها.
 
الفيلم مليء بالرمزيات البسيطة التي يفهمها المشاهد العادي بسهولة. فنحن هنا إزاء سينما مختلفة وبسيطة عن سينما العظماء الذين أحبهم مثل تاركوفسكي ، برتولوتشي ، غودار ،  انطونيوني ،  وكورساوا ، هاينكه وغيرهم، أو هي بمعنى أدقّ السينما الفيللينية البسيطة والعبقرية في آن واحد.
 
زامبانو
 
يقوم بدوره الممثّل المكسيكي العظيم أنتوني كوين، يبدو جليا عليه أنه قد ولد فقيرا وأن الفقر قد سقاه الكثير حتى أصبح رجلا يعتاش من استعراضات القوة في الشارع. يلفّ سلسلة حديدية حول صدره ثم يقوم بنفخ صدره العريض القوي حتى تستسلم الحلقة الدائرية المعدنية التي تمسك طرفي السلسلة لقوته فتقع السلسلة على الأرض مهزومة غير مبالية كعادة كل جماد. يصفق له جمهور الشارع من الكادحين مانحا إياه ثمن ما شاهده من قوة. يقوم عمل زامبانو على العنف. وقد قصد فيلليني وتوليو تقديم شخصية الرجل بسهولة من خلال عمله المرتبط بفكه للسلسلة الحديدية. كثرة ممارسة القوة على الضعفاء وعلى أنثى ستقابله تجعل الرجل ضعيف الروح.
 
يمتلك زامبانو القدرة الجسدية لتحطيم كل شيء لأنه يرى في ذلك الحل لكل شيء. زامبانو هو الوجه الحقيقي للواقع القبيح القذر القاسي، يفضل الابتعاد عن أي شيء قد يتسبب في إضعافها مثل الحب وفعل الخير واختيار زوجة. يظهر عليه أنّه يحاول جاهدا الابتعاد عن كل ذلك، أنّه يريد العمل وممارسة الجنس والأكل والشراب والاعتداء على الآخرين والسرقة والتمسك بوقاحته بكل رضا. لا يعرف تأنيب الضمير فقد عمل على قتل ضميره وظنّ أنه قد نجح في ذلك. زامبانو شخصية بعيدة كلّ البعد عن أي قانون أخلاقي يحكمها، وحتى إن احتكمنا للنسبية الثقافية التي تعني أنّ ما هو صالح في ثقافة شعب ما غير صالح في ثقافة شعب آخر، لن نستطيع إدراج أفعال زامبانو باعتبارها تعبيرة عن ثقافة شعب أو قبيلة ما.
 
تموت مساعدة زامبانو التي كانت تدّق له على الطبلة أثناء استعراضه فيذهب إلى والدة جلسومينا الفقيرة ويعرض عليها بعض النقود ووجبة من الطعام لتسدّ بها جوعها وجوع أطفاله، كي يحصل على ابنتها. يقنعها بكلّ سهولة بأنّ عمل جلسومينا معه سيجلب لها ولأبنائها الخير والأكل الوفير. توافق الأم بسرعة مرغمة باعتبار أنّ الأوان آن لتعمل ابنتها وتقوم بواجبها تجاه أسرتها الفقيرة فهي لم تعد صغيرة .
 
عندما يسكن الفقر الأجساد يتّخذ الإنسان أيّ مبرر يقابله ليهاجم به أخلاقه الإنسانية.
 
هذا ما فعلته الأم التي سكنها الألم لكنها تذهب لابنتها جلسومينا حاملة مبررها معها وابتسامة ربما قد تمنح ابنتها الأمل. تجدها في مكانها المفضل أمام البحر الذي لم يقدّر خوفها وسذاجتها وضعفها تلعب مع الأطفال الذين أحبتهم وتساوت براءتها معهم. تتمسك جلسومينا  بأشياء لا تتمسك بها، توافق على العرض الذي قدّمه زامبانو لأمها فيمتزج بكاؤها مع ضحكها الحزين ويبكي عليها أطفال المنطقة في مشهد مليء بالبؤس الشديد كعادة مشاهد فيلليني. وكأنها ترى كلّ ما يحدث حولها طبيعيا لأنها فقيرة ويجب أن تستجيب لكلام أمّها وتعمل مع زامبانو لعلّها تتعلّم حرفة تساعد في تحسين وضعها ووضع أسرتها حيث أن الأنثى الفقيرة يجب أن تعمل ومن الممكن أن يحبّها الرجل ويتزوجها. يخطف زامبانو الفتاة من عالمها البريء البسيط إلى عالمه العنيف والمخيف غير المستقر لتدق على الطبلة.
 
جلسومينا
 
كما يتضح، هي فتاة “مصابة بالفقر” مثل زامبانو لكنه يختلف عنها كونه يمتهن مهنة حرة تجعله بالنسبة لجلسومينا رجلا أقلّ منها فقرا وله السمع والطاعة. وتختلف جلسومينا عنه كونها تتحلى بالبراءة والطيبة. تقوم بدور جلسومينا الممثلة الايطالية جولييتا ماسينا التي تزوجها فيلليني فيما بعد وصنعا معا أعظم الأفلام حتى فرّقهما الموت.
 
خطفتني جلسومينا من أوّل مشهد لها وهي تقف بحزنها وضعفها وعدم قدرتها على التحكم في ظروفها البائسة أمام البحر. قلت في نفسي: “ليس هناك شر أعظم من أن تصاب أنثى طيبة مثل جلسومينا بالفقر الذي جمعها بإنسان عنيف مثل زامبانو.” كانت جلسومينا الأنثى المضطربة فاقدة الأنوثة، هكذا رآها المجتمع، وهذا ما يثبت مرض المجتمع بالغباء الذي اختصر الأنثى في الشكل الذي يرضيه. جلسومينا، كانت كما يجب أن تكون المرأ ة، ممتلئة بالأنوثة والتي اختصرتها وعبّرت عنها عبر طيبتها وحنانها وبعثرتها للأمل حول من تحبّهم، فجوهر الأنوثة أن تكون المرأة حنونة تستطيع أن تزيل عن الرجل جلده السميك وقوّته الوهمية.
 
الإنسان الذي يولد في فقر دائما ما يتحدث الفقر بدلا عنه.
 
تشعر جلسومينا بالخجل والسذاجة والضعف عندما تتحدّث إلى أحد. حتى في حلمها، خجولة، وكأن الفقر حاجز يقف بينها وبين أحلامها لكنه لا يستطيع منعها من أن تحلم. ليس هناك نوع من الفقر يجعل الإنسان يحب ولا يصنع الشر مع من يحبّهم. الفقر واحد لكن البشر من يختلفون عن بعضهم البعض. هذا ما سينعكس من خلال شخصية جلسومينا التي سترفض سرقة الدير رغم إهانة وتخويف زامبانو لها. الفقر تجربة من تجارب الله للبشر، والاختلاف الأكبر بين جلسومينا وزامبانو في طبيعة الروح. جلسومينا هي الوجه الحقيقي للبراءة والأحلام البسيطة التي تريد تجميل الواقع المتمثل في زامبانو حتى تستسلم في النهاية وتتخلى عن كل شيء ما عدى أخلاقها وطيبتها. فالفقر والحب يعيشان بكل سلام داخل أنثى مثل جلسومينا.
 
الشخصية الثالثة  المجنون  
ويقوم بدوره الممثل ريتشارد بيزهارت . يقوم المجنون  بأداء استعراضه الانتحاري بالمشي علي حبل معلق في الهواء فساعده ذلك ان يرى الحياة  من الاعلى بوضوح انها  صغيرة وتافهة مهما ظهرت عكس ذلك  وان يرى  الموت قريب جدا من ذلك الانسان  . فالمجنون مؤمن انه سيفقد حياته  ذات يوم بسبب مهنته الانتحارية لكنه عليه العمل لطالما البشر يحبون ويحترمون الرجل الذي يعرض نفسه للخطر من اجل متعتهم . حياة  مليئة بالمنازل الخشبية والشوارع التي يكسوها الحزن والروتين انها حياة مستعملة ليست بجديدة فنحن نأتي  الى عالم استخدمه اخرون واصابونا بالجنون حتي امراضهم ورثناها عنهم .
 
شخصية المجنون هنا ليست شخصية تمارس الجنون دون وعي او ادراك وتحتاج الى مصحة نفسية  بل لان الرجل قد وعى ماهية الحياة لانه  من السخافة ان يأخذها علي محمل الجد لان ذلك لن يحل مشكلتها الكبري الازلية . كان المجنون كلما رأى زامبانو لم يكن يستطيع ان يتمالك نفسه من الضحك . زامبانو ذلك الرجل المخيف لا يسبب الرعب للمجنون  عكس غالبية أهالي المدينة وهذا ما يعكس شخصية المجنون ويوضحها أكثر وبالتالي المجنون لن يستطيع اخفاء مشاعره تجاه زامبانو الذي كلما رأه يصاب بالضحك فليس هناك ما يخيفه او  يدفعه للكذب  لكي ينجو مثل زامبانو . عندما كان يهرب  من يد زامبانو كان يرى  في الامر متعة وليس خوفا في المقام الاول لان الرجل الذي يسكنه الخوف لن يقوم بارتكاب تلك الافعال . وكان المجنون علي علم بضعف زامبانو داخليا .
 
 تقع جلسومينا في حب الوحش زامبانو . عيناها  تخطفه وتحبسه داخل احلامها بعد ان يغسله خيالها من قذارته وعنفه . الفتاة هي المتحكمة في احلامها التي تمنحها السعادة والقوة بأن هناك هدف لابد من تحقيقه . جولييتا ماسينا برعت في استخدام عيونها عندما تنظر لزامبانو ،  ساعدتني ان اذهب بخيالي داخل احلامها فرأيتها تحلم انها تزوجت من زامبانوا واستسلم لطيبتها وقرر ان يكون زوجها.
 
 ها هي تعد له الفطور وتضعه فوق المائدة الخشبية البسيطة  تقوم بإيقاظه فيستيقظ مبتسما لها ويدنو من المائدة  ليقوم بتلاوة صلاة الشكر لفوزه بتلك الانثى وعندما ينتهي من صلاته حتي ينتهي من صلاته  يخطفها ويلف ذراعيه حولها هامسا في اذنيها بأنها اجمل ما رأت عينه من نساء ويسكر عقلها بحلو الكلام ثم انتقل الي حلم اخر ها هي جلسومينا تقف امام المرآة  تتحرر من ملابسها ثم تفك مشد صدريتها وتتأمل ثدييها المتضخمان والدائرتان حول الحلمتين تحولا الى  السواد فتصرخ في سعادة انا حبلى  من وحشي الأليف زامبانو . لكن دائما ما كان صوت زامبانو واهانته لها يطردها سريعا  من احلامها لتصتدم بالواقع الموحش الذي يمثله والتي حلولت  تجميله ظنا منها انها ربما قد تنجح .
 
يتم تنظيم سيرك في المدينة ويتم استدعاء زامبانو  والمجنون ومن هنا تتعرف جلسومينا  بالمجنون الذي  ينقب ويتجول داخلها  و يراها غريبة ايضا  ويدرك انها واقعة في حب زامبانو فيحاول ان يقدم لها بعض النصائح حتى يقوم باقناعها بان زامبانو يحبها هو ايضا لكنه يمتلك دوافع تمنعه من الاعتراف لها   .تطلب منه ان يقوم بتعليمها العزف علي الة  الترومبيت حتي تبرع بعض الشيء في أستخدام هذه الالة  وتقوم بتأليف لحن بسيط . يجتمع زامبانو وجلسومينا والمجنون وصاحب السيرك  للاستعداد والتدريبات قبل العروض فلا يستطيع المجنون السيطرة علي نفسه من الضحك ، يحمل المجنون وعاء ماء ويقوم بسكبه فوق رأس زامبانو ، يهرب مما يجعل الاخير يصاب بالغضب والرغبة في الانتقام . فيتم طرد المجنون وزامبانو من السيرك 
 يقع المجنون في يد زامبانو فيحاول الاخير الانتقام منه وسط صرخات جلسومينا التي حاولت تحذير زامبانو من بعيد لكن دون جدوى  ، يقتل زامبانو المجنون دون قصد . تصاب جلسومينا باليأس والاكتئاب حيث تكتشف انها مخلوقة ضعيفة فقيرة لم تستطيع حماية  المجنون من غضب زامبانو.  يكتم  زامبانو على  جريمته ويلاطف جلسومينا كي لا تقوم بإبلاغ الشرطة .  جلسومينا لا تستطيع العمل كما كانت قبل واقعة قتل زامبانو للمجنون . هنا تدرك بان عليها الاستسلام لبرودة الحياة اللي عبر عنها فيلليني من خلال الشوارع المليئة بالثلوج والشجر الذي هاجرته اوراقه حتي يقرر زامبانو تركها وحيدة مع الة الترومبيت التي احبتها وقد ظهر عليه انه قد تخلص منها متاثرا وحزينا لربما احب ان يهرب بعدما حطم حياتها لقد ظن ان هروبه منها ربما يعيد لها حياتها القديمة الساذجة البسيطة فالبحر والاطفال والطبيعية كانوا العالم الافضل الذي كان يجب الا تخرج منه جلسومينا . ليستكمل حياته لما يمتلك من برودة في المشاعر وغلاظة قلب والقدرة علي نسيان من يقوم بتحطيهم  . هذا ما قد ظن .
 
 يستكمل زامبانو حياته ويستعين بامراة اخري تدق له علي الطبلة وفي احد الايام  يسمع صوت لحن مألوف له فيتذكر إنه لحن جلسومينا فيسير في  اتجاة الصوت  حتي يجد فتاه تقوم بعزف اللحن وتستخدم نفس ترومبيت  جلسومينا فيساءلها عن جلسومينا فتخبره ان عائلتها عثرت عليها وكانت مصابة بالحمى وقامت اسرتهل برعايتها وكانت  تعزف لهم جلسومينا لحنها الجميل حتى ماتت . بدون اية  مقاومة يستسلم زامبانو ويلتف حوله الحزن والندم والضعف   وكأنه يتعرف علي هؤلاء الزائرين لاول مرة والذي عاش حياته هاربا منهم  فيكتشف ان امتهان القوة في ذلك العالم ليست سوي مخدر قصير المدى  مهما ظهر عكس ذلك...  الانسان لن يستطيع اكتشاف عالم جديد مناسبا لنفسه ولما يطمح مهما كانت قوته  . فخلية  النحل التي تسكن شجرة جوفاء معتمدة علي " الشغالة " لحراستها  عن طريق لدغها للاعداء لن تستطيع حماية نفسها من خطر الفيضانات  
لماذا ماتت جلسومينا دون ان نرى مشهد موتها ما الذي قصده توليو وفيلليني من ذلك ؟ اعتقد انهم قد تعمدا ذلك لمفاجأتنا بأن العالم لا يشعر باحد ولا يبكي علي احد  برغم ان انسانة  مثل جلسومينا قد ماتت وغادرته .
 
  يحاول زامبانو نسيان  هذا اليوم شديد ألارهاق  فيذهب الى  حانة ليلية  ليسكر  لكنه يفشل فيهرب الي البحر وحيدا متألما عكس ذلك البحر الذي خلقه الله  راضيا  بوحدته . فلو كان البحر يشعر بجميع من عشقوه لاغرق الارض من حزنه عليهم  . وهذا ما وضعنا فيلليني وتوليو امامه عندما يتمشى زامبانو باقدامه علي شاطيء البحر فتلامس المياه اقدامه فينظر الي قلب البحر صامتا بكل حزنه فلا يجيبه البحر  مثلما فعل مع جميع من سبقوه من الحزانى  والنادميين والمهمشين والمظلومين .  الانسان يمتلك الاجابات لكل شيء لكنه يحاول اغفال ذلك ليشرك معه اي شيء  ليشعر بالتعزية حتي  ولو كانت وهمية او مزيفة .
 
 يخرج من البحر بلا اجابة فيرتمي علي الرمال يتذكر السماء مسكن الرب فيرتفع برأسه نحوها ويركز نظره عليها فيشعر بالخوف من الرب ومن خطاياه فلا يجد امامه الا البكاء والامساك بالرمال  . فلقد تسببت حماقته في مغادرة جلسومينا من كوكبه القبيح . زامبانوا شعر بالندم علي قتله دون قصد للمجنون لكنه استطاع ان يعيش ويستكمل حياته عكس جلسومينا لانه بكل بساطة  احبها . وهذا يعكس حياتنا جميعا نحن  قد نتأثر بموت فنان نحبه  لكن ذلك النوع من الحزن لن يمنعنا من تناول وجبة العشاء علي عكس من نحبهم بشدة ولا نتخيل حياتتا بدونهم . واخيرا لم تستطيع قوة زامبانو التغلب علي طيبة وسذاجة جلسومينا .
 
حصل فيلم la strada  علي اوسكار افضل فيلم اجنبي عام 1954  . والعديد من الجوائز العالمية .   الجدير بالذكر ان اكاديمية وعلوم الصور الاوسكار قامت بمنح فيلليني  اوسكار شرفية قبل وفاته مثلما فعلوا مع الفريد هيتشكوك  وغيره من عظماء المخرجين والمؤلفين  . ماذا لو لم يحصل فيلم الطريق علي اوسكار افضل فيلم اجنبي ؟ الاوسكار او اي جائزة ليست هي الهبة  التي تقيم الفيلم  .  الفيلم الجيد لا يخشى شيئا والمشاهد يشاهد الفيلم اولا قبل ترشيحه للجوائز ويدافع عن فيلمه الذي فضله وانتقاه من بين العديد من الافلام عن طريق  دوافع الاتجاه المسبقة لديه والدليل علي ذلك انني قمت بإعادة مشاهدة الفيلم منذ سنتين واتذكر عند مشاهدتي الاولى للفيلم احببته دون ان اكون على علم  بالجوائز والشهرة التي نالها  .   من اسبوع شعرت برغبة الكتابة عن  شخصيات الفيلم وان ابتعد عن النقد الاكاديميي   قدر المستطاع .، لذلك دائما ما اؤمن بأن الفيلم الجيد خير من يخلد نفسه سواء حصل علي جوائز او لا . 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع