العلامة التجارية

لكن الغريب فى الأمر أنهما لا تملكان مصنعا فى أى بلد فى العالم. ليس لديهما خط إنتاج. سواء بالنسبة للملابس أو الأحذية أو غيرها من المستلزمات الرياضية. العلامة التجارية هنا أصبحت هى فى حد ذاتها شركة. إنها تعطى مواصفات محددة للجودة لعدد من المصانع. قيمة المنتج تأتى بعد ذلك من العلامة التجارية.

 

كثير جدا من المصانع يظل يعمل لمدة سنوات إلى أن تكون لها علامة تجارية تقنع المستهلك.

 

على نفس الصعيد؛ فإن شركة كاتربيلر لصناعة المعدات الإنشائية تعد علامة تجارية. ومن الممكن أن تقوم شركة أخرى فى الصين بتصنيع المعدات نفسها لكن يبقى اسم كاتر بيلر علامة تجارية. كاديلاك أيضا علامة تجارية، ولذلك يزيد سعرها عن أى سيارة أخرى مشابهة.

 

حتى الرئيس الأمريكى ترامب أصبح علامة تجارية. يطلبون من شركاته أن تنشئ ناطحات سحاب فى دبى وفى الخليج والعديد من دول العالم. أى مقاول كبير أو صاحب شركة إنشاءات يستطيع بناء ناطحة سحاب. إلا أن اسم ترامب على أى برج بمثابة علامة تجارية.

 

بالرغم من أننى رأيت برج ترامب فى نيويورك ولم يبهرنى. بل وجدت ذوقه سوقيا. إلا أننى لست الزبون الذى يحدد قيمته.

 

الدليل على أهمية العلامة التجارية هو مثلا ما حدث لمجموعة طلعت مصطفى عندما افتتحت بيع الوحدات الخاصة بمشروعها فى العاصمة الإدارية الجديدة. خلال 4 أيام وصلها نحو 42 ألف طلب للحجز والشراء. وهذا رقم بكل المقاييس لم تره شركة عقارية فى مصر. بالرغم من أنها لم تعلن عن مشروع فى التجمع الخامس أو مدينة نصر أو فى منطقة مأهولة بالكامل، بل فى العاصمة الجديدة. وهى لم تسكن بعد. هذا دليل على أن هشام طلعت شخصيا قد نجح فى صنع علامة تجارية. مصرية هذه المرة.