أقدم واقعة تحرش جنسي في تاريخ البشرية.. كانت أيام الفراعنة
منوعات | صدي البلد
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
خلال الأيام القليلة الماضية أصبحت ساحات التواصل الاجتماعي معارك متبادلة بين الجنسين بسبب قضايا تحرش كثيفة برزت على السطح بأطرافها المتباينة، والتي من بينها شخصيات سياسية وإعلامية، لكنه وبغض النظر عن مصير تلك القضايا وإدعاءاتها التي سوف توضح حقيقتها المحاكم فقط، فإن هناك سؤالا لا يزال يطرح نفسه في تلك القضايا الشائكة.
متى أطلق لفظ تحرش أول مرة، ومن أطلقه وهل كان للموضوع أثار تاريخية؟.
لفظ التحرش
يعتبر مصطلح التحرش الجنسي في ظل فهمه الحديث مصطلحا جديدا نسبياً، حيث بدأ منذ عام 1970 وصاعداً تحديداً تم استخدامه في عام 1973، في حلقات زحل وهو تقرير قدمته ماري رو مستشار ورئيس لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، في تحليلها للأشكال والقضايا الجنسية المختلفة.
وأعلنت رو أنها ليست أول من استخدم هذا المصطلح حيث أنه كان في التجمعات النسائية في مدينة ماساشوستس في بدايات السبيعنات. و لكن معهدها الخاص كان من أول من ناقش هذا الموضوع، و تُطور سياسات و إجراءات تخص الموضوع.
و تعرفت مديرة المعهد وقتها على إصابات بسبب التحرش العرقي ومضايقات السيدات بسبب اللون والذي يعتبر تحرشا عرقيا و جنسيا في نفس الوقت.
أقدم واقعة تحرش
لكن كانت هناك أقدم واقعة تحرش في التاريخ قبل القرن العشرين بألاف الأعوام، حيث أشار موقع كوارتز الأمريكي إلى أن هناك بردية فرعونية كشفت واقعة التحقيق مع أحد العمال في المدينة، من الحرفيين المتخصصين في النقش على مقابر الفراعنة بسبب تحرشه بالفتيات.
حيث أوضحت البردية أن عاملا مصريا كان يُدعى "بانيب"، تعرض للطرد من وظيفته بسبب فساده وتحرشه بالنساء بصورة لم يتم قبولها، رغم أنه كان أحد أمهر العمال وأكثرهم إنجازًا للأعمال في نحت المقابر.
هذه البردية متواجدة الأن داخل المتحف البريطاني منذ أوائل القرن التاسع عشر، عندما أحضرها لهم عالم المصريات خنري سولت، ولكن أُعيد التذكير بتلك البردية انتشار حملات مكافحة التحرش.
تاريخ البردية
ويعود تاريخ البردية إلى 1200 عام قبل الميلاد، حيث تحتوي على شكوى مكتوبة من قبل رجل يدعى أمينناخت، موجهة إلى الوزير هوري، والذي تحدث عن سلوك بانيب المشين، سواء من فساده عن طريق تقديم رشوة من أجل الحصول على أحد المناصب، وتحرشه بالنساء أثناء عمله، وتم اتهام بانيب في البردية بتجريد امرأة تدعى "ييم واو"، ودفعها على الحائط والتحرش بها، مشيرا إلى أنها جريمة واحدة ضمن سلسلة من الجرائم الفاسقة التي يرتكبها العامل النشيط.
عدد من الدراسات في علم المصريات أكدت أنه في عصر الفراعنة لم يكن هناك أي مظهر من مظاهر التسامح في سلوكيات المتحرشين، أو جرائم الاعتداء الجنسي، خاصةً ان المصريين القدماء كانوا يعتبرون الزنا في خارج نطاق الزواج أمراً غير مقبول.