رسالة الى الأحباء المسلمون فى مدن وقرى ونجوع المحروسة
البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين
٥٤:
٠٧
م +02:00 EET
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
بقلم الدكتور اثناسيوس حنين – دكتوراة فى تاريخ مصر- فرنسا
أخاطبكم بلقب (أحباء) لأنكم فى صميم لاهوتنا محبوبون من ذاك الذى أحب العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يتعلق به وعن هذا الحبوب والمحبوب شهدت كتبكم . أنتم (أحباء) لأنكم لستم بعيدون عن الله ومنكم ’ لنا ’ نخبة مختارة من الاصدقاء والجيران والباحثون عن الحق والذين يدينون بدين الحب أيا كانت ركائبه . وليس لقب (أحباء) من قبيل المحسنات البديعية أو المجاملات فى الجلسات العرفية أو لقاء العمائم فى البيوت العائلية !’ بل هى حقيقة جاهد المخلصون منا والباحثون منذ القديم ’ وما زالوا’ لكى ما يوثقوها لاهوتيا ويجدوا لكم مكانا ومكانة ’ انسانيا ’ فى خطة تدبير الله وعنايته بالدنيا وما عليها . وذا كان أباؤنا قد احبوا الوثنيين وعباد الاصنام الفكرية منها أو الحجرية ’ وخرج علينا منهم من يجتهد ويستنطق النصوص ’ و ينادى بأن اللوغوس أى الكلمة التى القاها الله فى أحشاء مريم ’ لم يضن بنوره وقبسات اشراقاته عليهم والا من أين أتى أفلاطون وأرسطوا وحمورابى وامنيحوتب بحكمتهم (نظرية اللوغوس الكامن فى الحضارات ) ! فكم وكم انتم يا من تؤمنون بالله وبرسله وبكتبة وتعتبرون ان الايمان بما انعقدت عليه نفوس ( النصارى ) شرطا اساسيا لاستقامة نفوسكم ! نحن وأنتم جرحى التاريخ ! لى صديق لاهوتى ’ شرب من تراثكم ’ حبا ’ حتى الثمالة ’ تيقن بعد عناء بأن أهل الدين كثر وأهل الله قلة ! وأنهم خدعونا جميعا حينما قالوا أن الله قد حارب مع جيوش يشوع بن نون ومع جيوش المسلمين وأنه قد أتى الى بلادنا على رأس الحملات الصليبية وأنه وقد نصر بيزنطية على البربر ! الله لا يحارب أحد ! الله يحب كل أحد ! لسنا صليبيون لانه منذ تعليق المسيح على الصليب مات أله العسكر ! كل العسكر !بل حمالون صليبكم بحب لأننا نعرف من واقع غنى المسيح ’ أنننا قد تهاوننا فى تقديم المثال الصالح والقداسة العملية ’ من جانب ’ ومن الأخر ’ قد وقع عليكم ظلم جائر حينما قرر’ بعضكم ’ أن يقيموا بينكم وبين ابنائه بالحق عداوة وغباوة وغشاوة ! لسنا أهل ذمة أحد كما أنكم لستم أهل ذمة أحد ! الذمية حالة وجودية كلها مذلة وخنوع أكانت لوالى أو لحاكم او لامير أو لدينار أو لدولار أو لعباية أو لفراجية ! تعالوا نصنع ثورتنا الثقافية والناقدة وليست الناقمة ! ونعيد نشب اظافرنا فى بطن التاريخ ونخرج من صميم الكارثة الكونية ’ والتى لا ينكرها أحد من قادة هذا الدهر المجتمعون فى نيويورك ’والتى لمصرنا ورئيسها وبطريركها فيها مقاما رفيعا . أنتم أنتم لستم ثمرة نزوة عابرة’ أنتم لستم قبائل متناحرة ولا قبائل متأمرة (ليبيا’ اليمن ’ العراق ’ السودان ) لستم فى غزوة أحد(بضم الألف ) ولا فى غزوة أحد (بفتح الالف ) ’ أنتم لستم لقطاء ’بل أبناء ’خرجتم من رحم أم رؤؤم لها تاريخ وحظوة وحاضر واعد . صحيح أنه هناك قلة منا ومنكم تود لو تشعلها حربا أهلية أو حربا كلامية ’ وكلاهما مشكوك فى مصادرهم وصدق انتمائهم ’ ففريق منهم يسجد للدولار والأخر يعبد الدينار !أقول هذا كله لكى أخاطبكم على لسان داعية ومثقف اسلامى كبير قفز على اسوار الذمية ودكاكين الفتوى وتخلق باخلاق العلوم الاوربية وطلق (بالثلاثة ) الغباء والعنصرية والهمجية ’ وخاطب أهل بيته وأهل بيت الله صارخا :(أيها المسلمون وخاصة الشباب (فى مدن وقرى ونجوع وشوارع وحوارى مصر !) أن كنتم تعتقدون ان الله سبحانه وتعالى لم يخلق المسيحيين لا لكى يموتوا ذبحا بالسيوف وقصفا بالرماح والحجارة وحرقا بالنيران داخل بيوتهم وكنائسهم ! فقد أسأتم بربكم ظنا وأنكرتم عليه حكمته فى أفعاله ’ وتدبيره فى شؤؤنه وأعماله ’وانزلتموه منزلة اللاعب المستهتر الذى يبنى البناء ليهدمه ويزرع الزرع ليحرقه ’ ويخيط الثوب ليمزقه وينظم العقد ويفرطه ويخلق الانسان ’ ويسويه ثم يهلكه .(رسالة كتبها مصطفى لطفى المنفلوطى بمناسبة ما أشيع من هياج المسلمين على المسيحيين فى ولاية أضنة من ولايات الدولة العثمانية وقتلهم اياهم وتمثيلهم بهم وحرق كنائسهم فى فى عام 1909 –راجع النظرات ’ج 2 ’ 1993 ’ بيروت –ص 257 ).
الكلمات المتعلقة