الأقباط متحدون | الأقباط مابين البركة واللعنة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٣٤ | الاثنين ٢٥ يوليو ٢٠١١ | ١٨ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأقباط مابين البركة واللعنة

الاثنين ٢٥ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : زكريا رمزى زكى

يبدو أن جموع الأقباط أصبحت اليوم حائرة فى أمور كثيرة لاتجد لها إجابات شافية اما بسبب طغيان المادة على العالم أو ضعف ووهن النفوس والقلوب أمام مغريات العالم الحديث ، وحتى لا يخرج علينا الذين يصطادون فى الماء العكر ليعلقوا بتعليقاتهم السخيفة فإن هذا كلام كتابى لأننا نعترف بالخطأ وليس منزهين عنه فيقول الكتاب المقدس العظيم "فى اخر الايام من أجل المال تبرد محبة كثيرين " من هنا كان موضوع مقالى . حيث أننى أشاهد الأقباط وأنا منهم منعزلين عن الحياة لا يمارسونها ويلقون كل شىء على تدبير الله وانا ارى أن فى هذا تواكل وليس إتكال لأن الإتكال على قوة الله تأتى من المشاركة والدخول فى لجة الحياة ومن داخل أى عمل أفعل مشيئة الله وانتظرها وأترجاها ، لا تكون إرادة الله من خلال جلوسى فى منزلى ولكن بالعمل والمشاركة .
 

فلماذا لا يشارك الاقباط إخوتهم المسلمين فى الحياة مشاركة فعالة ؟ لأنهم لم يعتادوا على ذلك فكل منهم يقول ( خلينى فى حالى ، الناس دى متعصبة وأنا مش قدهم ) وأود أن أقول هنا أن الذى يعزل نفسه عن الجماعة هو المتعصب وليس الجماعة هى كذلك , من أهم الأسباب التى دفعت المجتمع المصرى الى الطائفية بعد ثورة يوليو هو إنعزال الأقباط عن الحياة فشيدوا بأنفسهم جدار عازل جلسوا خلفه لا يكترثون بما يدور فى خارجه . ولم يجد المسلمين الأقباط بجانبهم فقاموا بأسلمة المجتمع ككل فأصبحت وكأنك ليس لك وجود كقبطى كل شىء تحول الى الدين فكأنك تسير فى مسجد كبير وأنا لا ألومهم فى ذلك ولكن ألوم الأقباط . وهذا الإنعزال يمكن للأقباط أن ينسبوه الى العقيدة ويستشهدوا بآيات من الكتاب المقدس تعزز انعزالهم كأنهم يرددون الآية التى تقول " إعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " وانا أؤكد أن هذه الآية بالذات تأمر الأقباط بالمشاركة فى غمار الحياة السياسية وليس العزوف عنها , لأن المقصود بقيصر هنا الدولة وماذا يمكن أن يعطى الفرد للدولة ؟ يعطيها الواجبات التى عليه ومن أهمها المشاركة فى بنائها . دائما ما نرى الأقباط متذبذبين فى اتخاذ قراراتهم بأنفسهم لأنهم لم يعتادوا على ذلك .

 

فالقبطى يمكن أن يستشير الأب الكاهن عن كل عمل يقوم به ولا يعرف أن الكاهن انسان يمكن أن يخطىء وأن يصيب . فإذا قال الكاهن لنختار فلان فى الإنتخابات نجد غالبية الأقباط يؤيدون هذه الفكرة عن إقتناع . الأباء الكهنة لهم كل الاحترام فى الدوائر الروحية والكنسية . أما فى السياسة فلا يعبرون إلا عن أراؤهم الشخصية . كما نتمنى من الكل عدم خلط الدين فى السياسة نتمناها أيضا من الأقباط . والأقباط لديهم فكرة أن الغنى والسلطان زائل فلا يجب السعى خلفهم لأنهم مكره للرب ، وهنا خلط عظيم للأمور فالسلطان تدبير من الله وكذلك المال ويجب أن يكون أصحابهم فى خدمة الله وخططه فليس كل المال والسلطان مذموم فكم من انبياء العهد القديم كانوا ملوك عظماء امثال داود وغيره ولم يؤثر السلطان او المال فى علاقتهم بالله . وهناك دول مسيحية لها رئيس مسيحى وناجح جدا فى عمله ، الحياة المسيحية هى حياة متكاملة وليست منقوصة المال والجاه والسلطان والعقل والموهبة تكمل بعضها لبناء الشخصية المتكاملة التى تخدم البشرية للتقدم للأمام , العلم والايمان لا ينفصلان عن بعضهما البعض فالتلاقى موجود دائما فيما بينهما . فارجو من الأقباط أن لا يعيشوا فريسة مابين البركة واللعنة ، لا يكونوا عازفين عن المشاركة وعن المطالبة بحقوقهم لان بولس الرسول عندما كانت له مظلمة رفعها الى قيصر ولم يستسلم للأمر الواقع . فلا تستسلموا لسنين من الركون وعدم المشاركة اخرجوا الى الحياة فهى تستحقكم وأنتم جديرين بها . ايها الأقباط لا تنسوا أنكم من طين هذه الأرض فإفلحوا فيها
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :