حافظوا على سلمية الثورة
بقلم: جوزيف شفيق
هل حرق أقسام الشرطه ومقرات الحزب الوطنى ومحاولات إقتحام وزارة الداخليه و إغلاق مجمع التحرير و محاولة تعطيل الملاحه فى قناة السويس و قطع الطرق الرئيسيه و إضراب الموظفين وإعتصامات العمال يتعارض مع سلمية الثوره ؟؟؟؟
فى 9 مارس بدأت الثوره بمظاهرات سلميه ألفها طلبة المدارس ثم أضربوا عن تلقى دروسهم
فى 11 مارس أضرب سائقوا سيارات الأجره وسائقوا الترام
فى 11 مارس أضرب المحامون فى القطر المصرى كله ثم تبعهم إضراب الموظفين
فى 12 مارس وما بعده سرت فكرة قطع المواصلات فقُطعت خطوط السكك الحديديه وأسلاك البرق والتليفون وامتد القطع الى مختلف الخطوط وانقطعت المواصلات بين القاهره والأقاليم وتعذر على الناس الإنتقال من مدينة لأخرى فأصدر القائد العام فى 13 مارس إنذاراً يقول فيه " جناب القائد العام للقوات فى القطر المصرى ينذر الجمهور أن كل من يتلف مواصلات سكك الحديدأو التلغراف أو التليفون أو يلحق أى عطل بها أو يعبث بها بأى وجه من الوجوه أو يحاول عمل أى شئ من هذه الأعمال يعرض نفسه للإعدام رمياً بالرصاص بمقتضى الأحكام العرفيه "
يقول المؤرخ الوطنى " عبد الرحمن الرافعى "
" كان أول عمل ثورى قام به أهالى القليوبيه أن تظاهر أهالى قليوب يوم 14 مارس وأحرقوا محطة السكه الحديد فيها كما أتلفوا الخط الحديدى بها وفى جوارها وأتلفوا الأسلاك التلغرافيه والتليفونيه وخربوا الطريق الزراعى بأن أحدثوا به خنادق عميقه تعوق سير السيارات"
ويقول أيضاً عن الثوره فى الصعيد
" فى 15 مارس أيضاً قامت مظاهره كبيره فى مدينة بنى سويف وأغار المتظاهرون على المحكمه وكانت هيئتها منعقده فعطلوا الجلسه وطردوا الموظفين وحاولوا القبض على القاضى البريطانى و لما عجزوا عن ذلك حطموا مكاتب مختلفه فى مصالح الحكومه "
وأخيراً أذكركم بمحاولات اغتيال ثلاثه من رؤساء الوزراء هم محمد سعيد باشا ويوسف وهبه باشا و محمد توفيق نسيم باشا بالإضافه إلى عدد من الوزراء و كل من لم يأخذ حكماً بالإعدام وتم سجنه فقط من المتهمين أفرجت عنه وزارة سعد زغلول وكرمته بالوظيفه المناسبه والتقدير المناسب
هل يشك أحد منا فى سلمية ثورة 1919؟ هل يشكك أحد فى أن ثورة 1919 هى ثوره وطنيه قامت بها جموع الشعب المصرى كله ؟
هذه الأعمال السابقه حدثت أثناء ثورة 1919 فهل نعتبرها تعطيل لمصالح الناس و هدم للدوله ؟؟ أم هى أعمال ساعدت على نجاح الثوره وكانت وسيله قويه للضغط على السلطه حتى نجاح الثوره ؟؟
هل نذكر هذه الأعمال فى تاريخنا المصرى على أنها أعمال جليله مجيده وأن صانعوها كانوا أبطالاً أم نذكرها بالخزى والعار و نعتبرها خيانه لثورة 1919 السلميه وضع ما تشاء من خطوط تحت كلمة السلميه
هذه أسئله من التاريخ لابد أن نسألها لأنفسنا فقبل أن ندين حاضرنا فى 2011 وندين أعمالاً يقوم بها بعض الثوار تماثل هذه الأعمال فيجب علينا إدانة تاريخنا و محاكمته , أما أن نعتبر عملاً أثناء ثورة 19 بأنه عمل مجيد ثم نعتبر نفس العمل فى 2011 بأنه تخريبى ويهدم الدوله وخيانه للثوره فهذه إذدواجيه و نفاق و جهل
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :