الأقباط متحدون - يارب .. أعطنى الفهم والحكمة
  • ٠٥:١٤
  • الأحد , ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨
English version

يارب .. أعطنى الفهم والحكمة

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٠٥: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨

  بقلم : د. مجدى شحاته  

اهتزت مشاعرى وارتجف كيانى بعنف مثل الكثيرون منا، أثر الحادث المؤلم والمفجع الذى أدى لنياحة الانبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير الانبا مقار منذ أسابيع، وما تبعه من تداعيات محزنة نعرفها جميعا، كان آخرها نياحة الاب الراهب زينون المقارى منذ أيام . فوق ذالك ، زاد من ألمى وحزنى ، تصاعد الهجمة الشرسة مجددا والغير مبررة اطلاقا  ضد الكنيسة والقيادات الكنسية . 
 
 منذ فجر التاريخ والكنيسة كثيرا ما يكتنفها مخاطر من خارجها ومن داخلها تهددها ، من سراق ولصوص وهراطقة وشياطين وذئاب فى ثياب حملان ، ولكن مخاطر هذا العصر أبتلينا بها من خلال شبكات التواصل الاجتماعى ( الفيس بوك والوتسآب وتويتر ) وغيرها بجانب بعض القنوات الفضائية التى لا تلتزم بأصول المهنة التى تتسم بمعايير وأخلاقيات محددة . وليتأكد الكل أن العالم لا ولم ولن يستطيع أن يزعزع كنيسة المسيح وأبواب الجحيم لن تقوى عليها .
 
لقد باتت وسائل الاتصالات الالكترونية متاحة للجميع ، و كل انسان له الحق ان ينشر ما يحلو له ويعبر عن رأيه فى مساحة من الحرية الكاملة . وهنا لابد ان نفصل ونميز تماما ما بين حرية الرأى وبين فوضى التسيب فى بث الشائعات ونشر الافتراءات والتطاول على الغير بدون وجه حق والتصريح بآراء مغلوطة فى قضايا رأى عام مازالت معروضة أمام قضاء العالم، وينظرها مستقبلا قضاء السماء .
 
فى كل الحالات لابد أن نلتزم بالصمت والتريث والحكمة والهدوء والعقلانية  فى هذه الظروف الصعبة التى تمر بها الكنيسة وعدم المشاركة فى مزيد من البلبلة والاثارة .
 
لقد أصبحنا  من الوقت للآخر  نصطدم بشخصيات غير مسئولة أصبح لديهم تصيد أخبار الكنيسة نوع من الادمان. يسعون بشكل مباشر او غير مباشر فى شق وحدة شعب الكنيسة والتحريض ضدها وضد قادتها وضد الوطن ومؤسساته القومية يتكلمون فيما لا يفقهون ، يبحثون عن قضية يشمتون فيها .
 
ناس يتكلمون  بكل جسارة  فيما لايعلمون .. تماما كما تجاسر تلميذا عمواس ان يقولا لشخص يسوع القائم من الاموات : " هل انت متغرب وحدك فى اورشاليم ولم تعلم الامور التى حدثت فيها فى هذه الايام ؟ "( لو24 : 18 ) وهنا تدخل يسوع ليحل لهم مشكلة غباء العقل وبطء القلب فى الايمان وحولهما من مثرثرين للشائعات الى شاهدين بقيامته . السؤال الذى يطرح نفسه بالحاح ، متى نكف عن الثرثرة والافتراءات الكاذبة المغلوطة التى اصبحت عند البعض نوعا من الادمان وحبا فى الظهور والشهرة ؟؟  متى نتوقف عن بلبلة الرأى العام ومهاجمة الكنيسة ،فى ظل غمامة سوداء من اللاوعى بغرض التحريض والترويج ، وتداول اخبار كاذبة عن قضايا ما زالت منظوروة أمام القضاء ؟ كثيرون يعرفون كيف يسكتون، ولكن قليلون يعرفون متى يسكتون !! على المتربصين بالكنيسة وقادتها ، التريث والصمت والهدء وعدم المشاركة فى مزيد من البلبلة والاثارة فى ظل أجواء عاصفة ، ومواقف مربكة تمر بها الكنيسة . وليكن شعارهم : " ضع يارب حافظا لفمى ، وبابا حصينا لشفتى " ( مز 141 : 3 ) . الكنيسة القبطية العريقة ، تمر بمرحلة تتطلب من كل فرد من أبنائها أن يلتزم بفضيلة الحكمة ، يفهم معنى وكنه هذه الفضيلة الهامة البناءة ، فيقول الكتاب : " الحكيم عيناه فى رأسه أما الجاهل فيسلك فى الظلمة " ( جا 2: 14 ) . الكنيسة  تطلب منا الحكمة يقول الكتاب : " ان كان أحدكم تعوزه الحكمة ، فليطلب من الله .. وليطلب بايمان غير مرتاب البته ".   ( يع 1: 5 ) .