الأقباط متحدون - إيران تحيا بخوزستان2-4
  • ٠١:٢٤
  • الأحد , ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨
English version

إيران تحيا بخوزستان2-4

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٦: ١٢ م +02:00 EET

الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨

د. مينا ملاك عازر
توقفت في المقال السابق عند قصة أوردها هنا على ذمة الأستاذ هيكل فهو الذي ذكرها وذكر تفاصيلها، لكني هنا أوردها بإيجاز أحاول ألا يكون غير مخل يقول هيكل أنه كان المفترض اتخاذ من شاطئ عمان تكأة للقفز على منطقة الأهواز بمسلحين يدعمون معارضة مسلحة هناك تصورت وجودها المعارضة الإيرانية لدعم قبائل البختيارية أكبر القبائل هناك، وهنا يكون من الممكن أن تؤرق حكم الخوميني بل إسقاطه، لكن محمد عبد السلام المحجوب الذي سافر لعمان لدراسة الموقف ثم أمريكا لتوضيح استحالة عمل هذا، أكد نفس المعلومة للقيادة المصرية، فتم عزله من منصبه بالمخابرات المصرية وتعينه محافظ للإسماعيلية ثم محافظ للإسكندرية.
 
وهنا نتوقف قليلا حول حقيقة أدركها الجميع وكان أولهم المحجوب وهي استحالة مواجهة الجيش الإيراني بحفنة من المسلحين أخذاً العبرة بما جرى في خليج الخنازير وعدم جاهزية من نقل لهم المسلحين من أمريكا لدعمهم، كما أن فكرة المسلحين لا تهز شعرة من جيوش نظامية كالجيش الإيراني الذي لم يخسر أمام الجيش العراقي النظامي، يبدو أن الفكرة التي كانت تدعمها السعودية مادياً لم تكن إلا استثمار لأحلام المعارضة الإيرانية الهاربة لباريس في مصلحة نفطية سعودية بضم الأهواز أو على الأقل تحريره، من ثمة تكبيد الإيرانيين الخسائر الهائلة من قطع المد بالبترول وغيره.
 
رغم أنه من السهل علي، ومن المتوقع لغالبية حضراتكم أيها القراء، أن أربط بين ما جرى من هجوم من عدة مسلحين على عرض عسكري إيراني يقوم به الحرس الثوري الإيراني وبين ما توقفت عنده في المقال السابق بدعم سعودي مادي وأمريكي مصري للدفع بمسلحين لداخل الحدود الإيرانية لتنفيذ عمليات تمرد والتي لم تنفذ، لكنني أفضل أن اتوقف عند الفكرة السابقة في المقال، وأذكر حضراتكم بأمر هام أن إقليم الاهواز أو محافظة خوزستان لم يتوقف عن الثورة على النظام الإيراني، فاقربهما كانت في عامي ألفين وخمسة وألفين وأحد عشر، فهو إقليم ثائر لكنه في الغالب غير مسلح، ما يؤكد ما قاله العميد وقتها محمد عبد السلام المحجوب مكذباً نبوءات وتقارير المعارضة الإيرانية الهاربة لباريس.
 
إذن السؤال، من أين أتى المسلحون المنفذون للهجوم على الحرس الثوري الإيراني؟ في الغالب أنهم من الخارج أو مدعومين وممولين من الخارج الإيراني الغير بعيد عن إيران، وهذا ليس اتهام للإمارات أو السعودية كما تذهب الروايات الإيرانية الرسمية، فبرغم احتمالية هذا إلا أنه يبقى ثمة احتمال قائم آخر بل هو الأكثر قوة وواقعية في الاقتراب من الحدوث وهو أن هناك فرصة للذهاب لمن نفذوا الهجوم على القنصلية الإيرانية في البصرة من عدة أسابيع قليلة جداً وأضرموا النيران هناك، وما يدعم هذا الاحتمال أمور أخرى لعلنا نلتقي بها المقال القادم -بإذن الله-
المختصر المفيد ارجعوا للتاريخ والجغرافيا تفهموا الكثير.
 
الكلمات المتعلقة