البابا: مصر لها الفضل على جميع دول والآن تسلك المسار الصحيح للتقدم والتعافي
أماني موسى
الثلاثاء ٢ اكتوبر ٢٠١٨
كتبت – أماني موسى
ألقى البابا تواضروس كلمة أثناء احتفالية أقامتها الجالية المصرية على شرف قداسة البابا في السفارة المصرية.
قال البابا: أنا سعيد للغاية بزيارة مقر القنصلية العامة لبلادنا الحبيبة مصر وسعيد بمعالي الدكتور هشام النقيب بدعوته واستقباله وترحيبه لنا وبأعضاء القنصلية وأيضًا سيادة الدكتور محمد إدريس، والحقيقة أنا بحرص في كل زيارة لأي دولة بزيارة القنصلية المصرية المتواجدة بها، طبعًا بقالي هنا حوالي ثلاثة أسابيع ولكن مصر واحشتني جدًا ومش عارف انتم ازاى بتقعدوا هنا سنين؟ ربنا يقويكم، مصر التي نفتخر بها بالحقيقة وليس هذا الأمر مجرد ديباجة للكلام أو ضرورة الحديث في مثل هذه المناسبات مصر وطن عظيم في حضارته وفى تاريخه وفى جغرافيته وفى نسيجه وله خصوصيته واللي يحب يعرف الكلام ده يقرأ كتاب دكتور جمال حمدان عن شخصية مصر.
عايز اذكر لحضراتكم مثال يدل على إن المصريين في كل تاريخهم عبر العصور عاشوا حول نهر النيل هو بالحقيقة أبونا "our father" والأرض التي نأكل منها"our Mother" ولهذا السبب كل المصريين في علاقة قوية بنهر النيل وعايز أقولكم شيء مهم فضل مصر على العالم كله لا يمكن حصره واذكر مثال انا خريج كلية الصيدلة واكثر شيء بندرسه هو الكيمياء"Chemistry" هل تعلمون أيها الأحباء ان كلمة كيمياء منشئها اسم من مصر وأسم مصر القديم كان "كيمي" وتعود كلمتي chem، kmt المصريتين ومعناهما الأرض السوداء.
ومن هذه الأرض نشأ علم الكيمياء وهذا فضل من التاريخ المصري القديم والحضارة الغنية على كل العالم وقيسوا على هذه أمثله كثيرة جدًا واذكر لحضرتكم ، إن مصر هي التي علمت العالم كله فن الأعمدة في العهد الفرعوني مصر بنت المسلات وفكرة المسلة فكرة مهمة جدًا كان المصري القديم يزرع الأرض، ومن كانوا بعملوا في زراعة الأرض يضعوا المسلة على طرف حوض الزرع على شكل هرم صغير ويدهنوا المسلة بالدهب وعندما تسطع الشمس في المسلة تبقي مضيئة وعندما تغيب الشمس ينتهي يوم العمل لذلك أطلقوا عليها "عين العمل " فكانت المسلة دعوة للعمل علشان كده مصر نشرت المسلات في كل العالم.
وعندما بدئت المسيحية في مصر علي يد القديس مار مرقس الرسول فى منتصف القرن الأول الميلادي كانت أرض مصر تباركت بزيارة العائلة المقدسة ومكثت فى مصر لمدة ثلاثة سنوات وستة أشهر وعشرة أيام وعندما نقول الأراضي المقدسة لا نقصد بها فلسطين فقط بل مصر أيضًا وعندما أتي القديس مار مرقس وهو أحد تلاميذ السيد المسيح إلى مصر نشر المسيحية وأستشهد في مدينة الإسكندرية علشان كده بيقولوا بابا الإسكندرية برغم من ان معظم الوقت فى القاهرة لكن الإسكندرية المدينة التقليدية في التاريخ الكنسي.
والمسلة التى كانت فى العهد الفرعوني تحولت الى المنارة اللى فى الكنيسة يعني لما تشوفوا منارات الكنيسة هذا الفن خرج من المصريين ولما بدأ الأسلام فى مصر فى القرن السابع الميلادي هذه المسلة تحولت الى مأذنه المساجد ، وعندما بدئت فى السعودية لم تكن لها مأذنه بل كانت مجرد دور او دورين فقط وهذه الفكرة بدئت فى مصر ،أذًا مصر هى التى علمت العالم كله فن الأعمدة "المسلة" المنارة والمأذنة واليوم حينما تتواجد في مصر تجد أن المنارات تتعانق مع المأذن بتعبير روحي قوي يعبرعن الرباط الروحي القوي لكل المصريين ونهر النيل ربطنا وجمعنا والأرض التى نأكل منها والتاريخ جمعنا معًا ولذلك الرباط القوي الذى جمعنا فى مصر يرجع الى أهم قيمة وهى "الوحدة الوطنية" التى تجمعنا معًا وهي ليست كلام وليست مجرد تاريخ بل الوحدة الوطنية ممكن أن نحولها ونقول عنها المحبة الوطنية ، هى المحبة التى تجمعنا جميعًا وتعطينا هذا الأمتداد الذى نتشرف به على اننا نبتنا على أرض مصر ونتمتع بالإنتماء لهذا الوطن الغالى ، والتاريخ يحكي ذلك أن مصر منذ 2000سنة قبل الميلاد كانت فى قمة العالم واول حكومة مركزية فى العالم كانت فى مصر واول تكوين جيش عسري بدء فى مصر حتى نظم الري فالفضل المصري علينا كمصريين وعلى العالم كله ممكن ان نتحدث به كثيرًا ، وفى الأونة الاخيرة تعرضت بلادنا لبعض المتاعب لكن نشكر الله مصر الان بتتعافى وتتقدم وأكثر صفة بلاحظها موجودة فى القيادة السياسية المصرية المتمثلة فى الحكومة وفي البرلمان المصري هي صفة " الجدية" وهذه الصفة لتعطي أنطباع بالسير فى الطريق الصحيح .
أنا سعيد بأن أتقابل معكم ونجتمع فى هذه الجلسة الجميلة ، والمحبة التى بيننا مستمرة ومتميزة وقوية ، ودائمًا يتحدث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وييقول نحن جميعنا مصريين "كلنا واحد" ونحن نذكر له بالخير انه يزور الكاتدرائية فى مساء كل عيد ميلاد يوم 6 يناير من كل سنة ونذكر للحكومة المصرية قررات كثيرة تساعد فى إتمام هذه المساواة التى نص عليها الدستور المصري ، وأنا أشعر ان فعليًا مصر بتتقدم خطوة بخطوة بالمشروعات العملاقة ومؤخرًا عقدنا مؤتمر دولي لشبابنا من كل ايبارشيتنا بالعالم كله وكان شعاره " Back to roots" عودة للجذور وكان من أهداف هذا الملتقى ان ينبهروا شبابنا بمصر ويروا التاريخ والحضارة ويروا المشروعات العملاقة مثل قناة السويس والهدف الأخر هو أن يعيشوا فى اصل الكنيسة القبطية المصرية والهدفين قد تحققوا بالفعل وقد شارك فى هذا الملتقى عدد من شبابنا فى نيويورك ومن فلوريدا ، انا بشكركم جميعًا وبشكر الدكتور هشام النقيب وبشكر كل الحضور وأتمنى زيارتكم لنا فى مصر وأهلًا وسهلًا بكم فى مصر .