الأقباط متحدون - أمريكا وروسيا ولعبة الصواريخ المجنحة بين التهديد والابتزاز
  • ٠٦:٤٤
  • الاربعاء , ٣ اكتوبر ٢٠١٨
English version

أمريكا وروسيا ولعبة الصواريخ المجنحة بين التهديد والابتزاز

٢٥: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ٣ اكتوبر ٢٠١٨

كتب: سليمان شفيق
بعد فشل التدخل الامريكي في ادلب وتمكن روسيا وتركيا وايران علي الوصول الي حل سلمي ، وايضا فشل امريكا والغرب في تلفيق قضية استخدام روسيا او النظام السوري لاسلحة كيمائية ، واخفاق بريطانيا في الاتهامات الموجهه منها ضد روسيا بشأن تسميم العميل المزدوج  "سيرغي سكريبال"، تلجأ الولايات المتحدة الان الي تهديد روسيا بالضرب بتهمة الخروج علي اتفاق الصواريخ الموقع بينهما عام 1987 .
 
في هذا السياق اكدت المندوبة الامريكية " كاي بايلي هاتشيسون لدي حلف الناتو الثلاثاء الماضي ، استعداد الولايات المتحدة لضرب روسيا عسكريا في حال عدم تخلي روسيا عن برنامج تطوير الصواريخ المجنحة المتوسطة المدي المحظورة ، واضافت كاي  بايلي ،كما نقلت "روسيا اليوم " ان روسيا انتهكت معاهدة حظر الصواريخ متوسطة  وقصيرة المدي الموقعة بين روسيا وامريكا ، واشارت :علي ان الولايات المتحدة تحاول توصيل رسالة الي روسيا من عدة سنوات بتلك الانتهاكات ،قدمنا لروسيا الدلائل المتوفرة علي انتهاكهم للمعاهدة.. وانتهت بالقول : ولكن واشنطن لازالت ملتزمة بحل دبلوماسي
 
لماذا يتخوف أعداء روسيا من صواريخ "كاليبر" المجنحة؟:
استعرض تقرير أمريكي مميزات صواريخ "كاليبر" الروسية المجنحة والتي ظهرت في عمليات عسكرية فعلية عام 2016، 
 
وأكدت مجلة "المصلحة القومية" الامريكية ، أن قدرة روسيا على نصب منصات لإطلاق صواريخ "كاليبر" المجنحة طويلة المدى على سفن صغيرة الحجم تشغل بال العسكريين الأمريكيين
واضافت المجلة ،عن هذا السلاح الروسي: منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، أطلقت الولايات المتحدة من السفن الحربية والغواصات مئات الصواريخ المجنحة "توماهوك" التي أصابت أهدافها في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، ويوغسلافيا السابقة وافغانستان ، كما ان سرعة هذه الصواريخ تبلغ نحو 885 كيلومترا في الساعة، وهي مماثلة لسرعة الطائرات، وبمقدورها إصابة أهداف على بعد 1600 كيلو متر، هذه المواصفات جعلت من هذا الصاروخ، سلاحا غاليا الثمن، لكنه الأكثر شعبية لأنه سمح للولايات المتحدة بالقيام بعمليات عسكرية وتقليص الخسائر إلى أدنى حد ممكن، إلا أنه ليس فقط الولايات المتحدة وبريطانيا تمتلكان صواريخ مجنحة بعيدة المدى.
 
في السابع من أكتوبر 2017 أطلقت السفينة الصاروخية "داغستان" وثلاث سفن صغيرة بواسطة منصات رأسية 24 صاروخ "كاليبر"، واجتازت هذه الصواريخ التي يبلغ طولها 9 أمتار نحو 1500 كيلومتر فوق أراضي العراق وإيران وأصابت 11 مواقعا لتنظيم "داعش" وفصائل مسلحة أخرى في سوريا، على الرغم من ادعاء البنتاغون بأن 4 صواريخ "كاليبر" سقطت على الأراضي الإيرانية (نفت طهران في حينها ذلك جملة وتفصيلا)، إلا أن استعراض الصواريخ المجنحة الجديدة عمليا تم بنجاح.
 
في أعقاب إطلاق 18صاروخ كالبير من السفينة "داغستان" وقع إطلاق وابل من الصواريخ من غواصة الديزل "روستوف نا دونو"، التي أظهرت إمكانيات الغواصات الروسية الحديثة في إصابة اهداف في سوريا في عام 2016 ،تلي ذلك ايضا وجهت السفن الصاروخية الروسية ثلاث ضربات على الأقل ضد أهداف للإرهابيين في حلب وإدلب، في اختبار إمكانيات الصواريخ المجنحة الجديدة، لم يمكن موسكو فقط من توجيه الاهتمام إلى انجازاتها التقنية، بل واستعراض فعالية سلاحها أمام شركائها الأجانب الذين يمكنهم اقتناء نسخة صواريخ "كاليبر" ، كذلك توجد عدة نسخ معدلة لمنظومة صواريخ "كاليبر" التي تختلف في نوعية منظومات إطلاقها، ونوعية الهدف والسرعة والمدى، ويمكن أن تحمل عبوات تقليدية أو نووية .
 
وصواريخ "كاليبر" المنطلقة من سطح السفن لا تتحرك إلى الهدف في خط مستقيم، بل تناور بمساعدة منظومة ملاحة نشطة، وحين تقترب من السفينة المعادية، تزيد من سرعته بشكل حاد من 0.8 متر إلى 3 أمتار وتحلق على ارتفاع لا يزيد عن 4.6 أمتار فوق سطح البحر، ما يجعلها عصية على المنظومات المعادية المضادة للصواريخ.
 
 أظهرت روسيا أنها قادرة على استخدام أعداد كبيرة من السفن الصغيرة المزودة بالصواريخ المجنحة بعيدة المدى، وهي قوة متحركة، في عصر الأسلحة الحديثة بعيدة المدى، قرار توزيع القوة النارية على اسطح إطلاق متحركة وعدم الاعتماد على قاعدة كبيرة واحدة مكلفة وقابلة للإصابة يبدو عقلانيا تماما. والبرنامج الأمريكي في الوقت نفسه بتوزيعه المثالي للقوة العسكرية بواسطة استخدام سفن ساحلية يعاني من بعض الصعوبات، علاوة على أن خصائص تسليح السفن الكبيرة في المناطق الساحلية تتخلف عن مواصفات التسليح الروسي لسفن المدفعية صغيرة الحجم.
 
صحيح أن روسيا تنتج أنواعا مختلفة من الصواريخ المجنحة للاستخدام البحري، إلا أن "كاليبر" تحديدا سيصبح السلاح بعيد المدى الأساسي في السنوات المقبلة، أما الصواريخ المخصصة لإصابة أهداف على الأرض، فمن الناحية النظرية لن تتخلف عن صواريخ "توماهوك" الأمريكية في مواصفاتها، فيما الصواريخ المضادة للسفن القادرة على الانطلاق بسرعة كبيرة تبدو حتى أكثر فعالية.
 
على الرغم من أن أعداد قطع الأسطول الروسي أقل من الامريكي، إلا أن قدرات روسيا على تزويد السفن صغيرة الحجم بمنصات صواريخ مجنحة بعيدة المدى تجبر العسكريين الأمريكيين على التفكير مليا. 
 
في هذا الاطار تحضر الادارة الامريكية عدة خيارات عسكرية للرد على الانتهاكات الروسية المزعومة لاتفاقية الصواريخ ، وكان 
 
في هذا الاطارتمكنت وكالة "أ ب" من الاطلاع على جزء من تقرير أعده مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي بشأن الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة، في حال خروجها من اتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ردا على "الانتهاكات الروسية"، ومن تلك الخيارات نشر صواريخ مجنحة في أوروبا أو آسيا ونشر صواريخ بالستية متوسطة المدى مجهزة بتقنية متقدمة تتيح تصحيح مسارها بعد دخولها الغلاف الجوي مجددا
 
ولم يؤكد البنتاغون صحة ما نشرته وسائل إعلام حول نيتها نشر صواريخ مجنحة في أوروبا، بل اكتفى بالقول على لسان المتحدث جوي سويرس: "جميع الخيارات التي يجري النظر فيها، غرضها منع روسيا من تحقيق تفوق عسكري ملحوظ بفضل انتهاكاتها."
 
 
الكلمات المتعلقة