الأقباط متحدون - مناورات حماس لاخذ الشرعية الفلسطينية
  • ١١:٢٦
  • الاربعاء , ٣ اكتوبر ٢٠١٨
English version

مناورات حماس لاخذ الشرعية الفلسطينية

٠٥: ١٠ م +02:00 EET

الاربعاء ٣ اكتوبر ٢٠١٨

 الرئيس محمود عباس
الرئيس محمود عباس

كتب : سليمان شفيق  

وعرقلة اي محاولات مصر للمصالحة

تحاول حماس منذ فترة تعطيل اي خطوة مصرية للوساطة لحل الخلاف الفلسطيني بين فتح وبينها ، وكلما افشلت ذلك تطرح موضوع الهدنة بينها وبين اسرائيل في مؤشر يفسرة المراقبين ان حماس تريد ان تأخذ الشرعية الفلسطينية بديلا للسلطة ومنظمة التحرير ، وفي اطار محاولات نزع الشرعية و اثناء القاء محمود عباس كلمتة في الجمعية العامة للامم المتحدة ، قامت حركة حماس بأعتقال العديد من كوادر فتح في قطاع غزة بشكل غير مبرر، في خطوة أرادت منها حماس تأكيد سيطرتها المطلقة على القطاع.
 
حدث ذلك بينما كان الرئيس عباس يلقي خطابة بأسم الشعب الفلسطيني ، شأنة شأن بقية زعماء العالم ، حاملا هموم شعبة حاملا قضايا الفلسطينسن ، من رفض مقترح ترامب عن صفقة القرن ، وطرح قضية اللاجئين ، والتذكير بأزمة الاونروا ،كانت حماس تعلن انتهاء اجتماعات أعضائها في المجلس الوطني "المنتهية صلاحيته"، ويعلن القيادي في حماس، أحمد بحر، نائب رئيس المجلس التشريعي؛ أنّ "الرئيس عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني، وأنّه يخطب في الأمم المتحدة دون شرعية، وعلى السلطة الفلسطينية إلغاء "أوسلو"، وسحب الاعتراف بأسرائيل، ووقف التنسيق الأمني معها ؟!!
 
كأنة يريد ان يوصل رسالة الي العالم نحن هنا ونستطيع ان ننفذ صفقة القرن ، ونتفاوض علي هدنة مع اسرائيل ، هكذا وفي هذا التوقيت ليس امامنا سوي هذا التفسير ، وفي هذا التوقيت، تلغي احتمالات الذهاب بتفسيرها، باعتبارها ردّة فعل و"حماقة" سياسية من 
 
حماس ، وسوء تقدير ، بل وجهل في ان تطرح نفسها كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية ، او حتي للسلطة الفلسطينية ، وان اي تقدير لمحاولة حماس الساذجة في أن تمتلك شرعية التمثيل الفلسطيني لا تتجاوز الصفر، خاصة وان تجربتها الديكتاتورية الفاشلة وتجربة أكثر من عشرة أعوام في استيلائها على السلطة في غزة تؤكّد ذلك للعالم كلة .
 
كما ان تلك المحاولة المضحكة لنزع الشرعية عن الرئيس محمود عباس ، لاتلقي اي قبول من كافة المنظمات الفلسطينية ، الجبهات الشعبية والديمقراطية وحتي الفصائل المناوئة لفتح لن تقبل بشرعية حماس علي الشأن الفلسطيني.
 
كما ان تلك الخطوة تفسر وتشرح لماذا  افشلت حماس الجهود التي قادتها المخابرات المصرية، عبر العديد من المؤتمرات والاجتماعات "السرية والعلنية"، وعلى مدى أكثر من عام، في محاولة ردم الفجوات العميقة بين الجانبين، لخلافات على مكاسب تنظيمية مكشوفة ولا هدف منها سوي عرقلة اي اتفاق، خاصّة أنّ تلك المعوقات الحمساوية ،تزامنت مع الطروحات المرتبطة بصفقة القرن، والمشروعات المطروحة على هامشها، التي أبدت حماس تفاعلاً معها، تحت عناوين التهدئة والهدنة مع إسرائيل، وحزمة مشروعات اقتصادية ضخمة لقطاع غزة، وهو ما عزّز شكوك فتح،خاصة ان اللافت، بالنسبة إلى فتح وحماس، أنّه كلّما فشلت جولة من جولات المصالحة بين الجانبين، تظهر إشارات تقدّم في مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل.
 
وعلى صعيد ارتباطات طرفي الصراع الفلسطيني بالمحاور والصراعات، العربية والإقليمية، وارتباط فتح والسلطة مع محور "الاعتدال" العربي، مقابل ارتباط حماس بـــ "الممانعة" العربية والإسلامية، فإنّ خطوة حماس غير بعيدة عن ذلك، خاصة أنّها تزامنت مع تصعيد من قبل محور الممانعة مع أمريكا، وخاصّة من قبل إيران، وبدرجة أقلّ تركيا، ولا يمكن عزل خطوة حماس المفاجئة عن ضغوط إيرانية لإرسال رسالة "ناعمة"، لأمريكا واسرائيل، بقدرتها على إفشال، أو إنجاح، أيّة ترتيبات مرتبطة بالقضية الفلسطينية، خاصّة في ظلّ التصعيد الذي يشهده الصراع الأمريكي – الإيراني في الإقليم.
 
تداعيات خطوة حماس، تبدو محدودة في الداخل الفلسطيني، إلا أنّها لن تصبّ إلّا في مصلحة أمريكا واسرائيل، وستكون ورقة ضغط جديدة لمحاصرة عباس، الذي تجهد أمريكا في عزله والتشكيك في شرعيّته، وسترسل رسالة بأنّه لا شرعية فلسطينية لأيّ طرف، غير أنّ تداعياتها الأخطر ستكون على حماس نفسها، التي أعلنت مواجهة مفتوحة، بعد خطوتها مع عباس وإسرائيل، ستكون نتائجها المزيد من تدمير قطاع غزة، وربّما تذهب في أسوأ السيناريوهات لقيام إسرائيل بشنّ حرب جديدة على قطاع غزّة، تشكّل مطلباً لاتجاهات يمينية إسرائيلية، من المرجح أنّ حماس غير قادرة على تحمّل تبعاتها، مقابل اتجاهات أخرى ترى أنّ الحلّ النهائي في دولتين فلسطينيتين واحدة في غزة واخري في الضفة .