الأقباط متحدون - فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرار
  • ١٨:٣٤
  • الخميس , ٤ اكتوبر ٢٠١٨
English version

فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرار

سامية عياد

مع الكرازة

٣٢: ٠٤ م +02:00 EET

الخميس ٤ اكتوبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
عرض/ سامية عياد
"فاثبتوا إذا فى الحرية التى قد حررنا المسيح بها .." لقد منح الله الإنسان الحرية ليكون له سلطانا على نفسه وقدرة على تنفيذ وصاياه ..
 
نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "الحرية الصالحة" وضح لنا مفهوم الحرية الحقيقية فى المسيحية وهى حرية النفس التى تحب الله بلا مانع .. والناس بلا قيود .. والتحرر من نير الخطية وقسوتها والاستبعاد لها ، والحرية لا تتعارض مع  وصية الله ، فالوصية تحمل فى مدلولها حرية الإنسان وسيطرته على نفسه وهنا قول العلامة ترتليان "كيف يمكن أن يكون للإنسان سلطان على نفسه وحرية إراده ما لم توجد وصية له أن يطيعها أو يعصاها" .
 
الوصية تحمل تكريم من الله للإنسان بإنه قادر على تنفيذ وصاياه مهما كانت فى نظر البعض صعبة ، الوصية دليل على قدرة الإنسان على التعقل والمعرفة فى حرية خاضعا لله "لأن من أراد أن يحب الحياة ويرى أياما صالحة فليكفف لسانه عن الشر وشفتيه عن أن تتكلما بالمكر" ، السيد المسيح بتجسده إعاد للإنسان الحرية التى فقدها بسبب الخطية " .. فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا" .
 
والوصية هى درع الأمان للإنسان لئلا بحريته يخسر هدفه من الحياة وهنا يقول القديس أغسطينوس : "لا تسىء التصرف بحريتك فتخطىء بملء إرادتك ، لن تنال بر الله إذا كنت لا تشتهيه ، ولن تناله إلا إذا شئته" ، والحرية التى منحها الله للإنسان تعنى أيضا الجهاد الروحى ويتطلب هذا حياة السهر للتسبيح والصلاة يقول القديس الأنبا ويصا ".. فكم يليق بنا أن نسهر لئلا يسرق عدو الخير الذى جمعناه من صلواتنا وأصوامنا ومثابرتنا؟" ، كما يتطلب قبول الآخر سواء بالمحبة وعدم الاحتقار وعدم الإدانة "كل ماتريدوا أن يفعل الناس بكم ، افعلوا أنتم أيضا بهم ، لأن هذا هو الناموس والأنبياء".
 
ليتنا نفهم معنى الحرية الحقيقية الصالحة ، الحرية التى تمكننا من تنفيذ وصايا الله بمحبة ومعرفة ، الحرية التى تحقق هدفنا فى الخلاص والحياة الأبدية .. 
الكلمات المتعلقة