الأقباط متحدون - القمص تادرس يعقوب يكشف عن سبب قيام الانبا بيشوى بالتحقيق مع الكهنة في عهد البابا شنودة
  • ٠١:٠٠
  • الجمعة , ٥ اكتوبر ٢٠١٨
English version

القمص تادرس يعقوب يكشف عن سبب قيام الانبا بيشوى بالتحقيق مع الكهنة في عهد البابا شنودة

إيهاب رشدي

أقباط مصر

١٨: ٠٤ م +02:00 EET

الجمعة ٥ اكتوبر ٢٠١٨

القمص تادرس يعقوب
القمص تادرس يعقوب
سأله " لماذا تقوم بالتحقيقات الخاصة بالكهنة " أجاب لأنني لا أطيق الأخطاء التي يرتكبها القادة .
 
كتب – ايهاب رشدى  
كان نيافة الانبا بيشوى مطران دمياط  وكفر الشيخ يقوم بالتحقيق مع كهنة جميع الايبارشيات الذين تنسب اليهم أخطاء ، وذلك فى عهد البابا شنودة الثالث ، وقد عُرف بالشدة والحزم فى اجراء تلك التحقيقات  ، وقد كشف القمص تادرس يعقوب ملطى كاهن كنيسة مارجرجسسبورتنجبالاسكندرية والذى يخدم حاليا باحدى الكنائس القبطية فى أمريكا ، أنه سال الانبا بيشوى عن ذلك ، خلال مشاركتهما معا  بتكليف من البابا شنودة ، فى أحد مؤتمرات الحوار مع الكنائس الاخرى خارج مصر ، فقال له  : لماذا تقوم بالتحقيقات الخاصة بالكهنة وأحيانًا الأساقفة، ليتك تركز مجهودك في اجتماع روحي أسبوعي لدراسة الكتاب المقدس ، فأجابه الانبا بيشوى أن ذلك بناء على طلب قداسة البابا شنودة ، وأنا لا أستطيع أن أعصاه، وفي نفس الوقت لا أطيق الأخطاء التي يرتكبها القادة خاصة الكهنة  ، ويعلق القمص تادرس على ذلك أن  قداسة البابا شنودة كان مبهورًا بذكائه الفائق، ولهذا أوكل إليه التحقيق في بعض الشكاوى .
 
وحكى القمص تادرس بعض من ذكرياته مع الانبا بيشوىالمتنيح ، وذلك فى مقال نشره أمس القمص يوحنا نصيف ، حيث كان القمص تادرس أب اعتراف الانبا بيشوى قبل رهبنته حينما كان يعيش بالاسكندرية ، ويقول عنه أن زوجة الأستاذ الفونس وهو عم " مكرم " (الانبا بيشوى قبل الرسامة ) والذى تولى رعايته بعد وفاة والده كانت مضطربة لأن الطفل مكرم كان ينام ساعات قليلة جدًا بالليل، وإذ عرضته على أساتذة وأخصائيين قيل لها: "لا تقلقي من جهة قلة نومه، فأعصابه سليمة". والعجيب فيه أنه حتى إن وُجد في حضور أناس يتحدثون ينعس أحيانًا، وحين يقوم يعلق على بعض حواراتهم كمن كان معهم في يقظة يتابع كل ما يحدث معهم.
 
وعن حرصه على وقته في شبابه يقول القمص تادرس أنه كان معيدًا في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، تمم رسالة الماجستير (قسم ميكانيكا) في حوالي سنة ونصف، وكان كثيرون مندهشين كيف حصل على درجة الماجستير في الميكانيكا في هذا الزمن القياسي. وعندما سألته عن منهجه في تقديم هذه الرسالة، أجابني: سرّ سرعتي هذه هو انشغالي أثناء ركوبي الأتوبيس من أمام كلية الهندسة حتى منزلي بالمنشية حوالي ١٥ دقيقة أو ٢٠ دقيقة. وأكمل حديثه قائلاً إنه يقضي أغلب وقته  في التجارب العملية في المعمل بالكلية، لكن الدقائق التي يقضيها في الأتوبيس في هدوء كان منشغلاً بنتائج التجارب فيكتشف ما وراء نتائج التجارب من أمور نافعة علميًا. بهذا كان يصل إلى ملاحظات جديدة وهذا هو سرّ قوة الرسالة علميًا.
 
ويتابع القمص تادرس ذكرياته مع الانبا بيشوى فيقول أن حرصه على الوقت كان يظهر بقوة أثناء مشاركتنا في الحوارات في مجلس كنائس الشرق الأوسط التي كانت غالبًا ما تُقام في قبرص أو لبنان وبعضها في بعض الدول الأوربية، فكنا نستغل الوقت من الفترة التي ينطلق فيها كل الأعضاء لزيارة المعالم الدينية. نقضي هذه الفترة ليس في نقد الآخرين وإنما في مراجعة ما نكتبه بخصوص الكنيسة الأرثوذكسية بطريقة إيجابية إنجيلية وآبائية.
 
وفد أخبرني الانبا بيشوى أكثر من مرة أنه يحتفظ بكل المقالات ومحاضر الجلسات في ملفات منظمة جدًا.
 
ويظهر حرصه على وقته في الفترة ما بين تخرجه وذهابه إلى الدير، إذ كان حريصًا أن يكون أمينًا في كل جوانب حياته وخدمته، أذكر منها:
 
1. اهتمامه بدراسته وأبحاثه الخاصة برسالة الماجستير.
 
2. مساعدته للطلبة سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، خاصة الذين لا تسمح لهم ظروفهم المادية أن يأخذوا دروسًا خاصة.
 
3. اهتمامه بخدمة الشباب في أكثر من كنيسة.
 
4. كان يقيم اجتماعات لبعض الأسر لدراسة الكتاب المقدس.
 
5. حرصه الشديد على نموه الروحي.
 
6. الاستعداد للالتحاق بالحياة الرهبانية. هذا الاستعداد لم يدفعه إلى التراخي في أية خدمة حتى آخر لحظة وهو منطلق إلى الدير. طلب مني نصيحة وهو منطلق إلى الدير، فقلت له إذ أنت متجه إلى الدير لا تضع وجهك يتجه نحو العالم مهما كان الدافع.
 
7. عُرف لدى هيئة التدريس في قسم الميكانيكا أنه لا يستريح إلى الفكاهة، فإذا لاحظ أحدهم أنه قادم إلى حجرة المدرسين يقول للحاضرين انه قادم فيصمت الجميع مع تقديرهم ومحبتهم له.
 
وعن مشاركته فى الحوارات مع الكنائس الأخرى يقول القمص تادرس : دعاني قداسة البابا شنودة الثالث أن أشترك في هذه الحوارات مع نيافة الأنبا بيشوي وصرت على اتصال به سواء في حضور الحوارات أو الإعداد لمقالات نقدمها باسم الكنيسة و  في صحبتي له لاحظت الآتي:
 
1. حبه للتعلم: في بدء الحوارات كان يدافع عن الكنيسة في غيرة شديدة، لكن لاحظت عليه فيما بعد أنه يدافع بطريقة مقنعة في هدوءٍ. وفي إحدى الجلسات هاجم أحد الأشخاص الكنيسة القبطية بطريقة مثيرة، وإذ حاولت الردّ أشار إليّ ألاَّ أدافع بانفعال وترك الشخص يهاجم حتى توقف. وفوجئت أنه قدم إجابة هادئة دُهش لها كل الحاضرين. وبعد الجلسة قال: "لقد تعلمت منهم عدم الانفعال وأترك الشخص يهاجم حتى النهاية، وبكلمات هادئة مقنعة أتكلم، فأصل إلى الهدف وأكسب الحاضرين.
 
2. في زياراتنا لمنازل الأقباط خاصة في أوروبا، لاحظت أنه يعطي الاهتمام الأكبر للأطفال والشباب، وكنت أدهش وهو يلاطف الأطفال ويقوم بتحفيظهم بعض الترانيم البسيطة ويرددها معهم. ولعل ما كان يشغله أن الأطفال في الغربة لا يلتقون في ذلك الوقت بأساقفة أو كهنة، فيود تكوين صداقة بينهم وبين الكنيسة الأم.
 
3. عُرف بسخائه العجيب للمحتاجين، وعندما كان يحكم عل كاهنٍ كان يؤكد صرف مرتبه لعائلته.
 
4. طلب أحد الأشخاص أن يقدم مشروعًا باسم دير القديسة دميانة لمجلس الكنائس العالمي، وهو يسنده في ذلك. وكانت إجابته قدامي: ـ"إن الملاليم التي يدفعها الفقراء بقلوبهم البسيطة والمُحبة أكثر بركة من الملايين التي يقدمها مجلس الكنائس العالمي من أجل أي مشروع. وأكمل حديثه معي بعد ذلك قائلاً: المجهود الذي أبذله في تقديم مشروع لحساب الدير أبذله مع أحد الأغنياء غير المتدينين، فأكسب نفسه لملكوت السماوات، وهو أيضًا يدفع العطاء بسخاءٍ وبقلبٍ محب بفرحٍ وبهجة.
 
وعن مقاومته لبعض الأشخاص بسبب اختلاف في فكر لاهوتي معين، يقول القمص تادرس : قدم لي أبونا لوقا سيداروس، خاصة وأنه كان زميل الانبا بيشوى  وهو معيد في كلية الهندسة بالإسكندرية، توضيحًا رائعًا: أنه لا يوجد في الفردوس حزن ولا ألم  كما يقول الكتاب المقدس، لهذا لا يتعاتب الطرفان بعضهما البعض، لأن كلاهما ينشغلان بالله نفسه وبما وهبهما من أمجاد كما تُمسح من ذاكرتهما كل أثار لهذا الخلاف الفكري، وكأنه لم يحدث قط.