الأقباط متحدون - حلم بعودة روح أكتوبر
  • ٠١:١٩
  • الاثنين , ٨ اكتوبر ٢٠١٨
English version

حلم بعودة روح أكتوبر

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠١: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ٨ اكتوبر ٢٠١٨

اللواء مهندس أحمد عبد المنعم العقاد
اللواء مهندس أحمد عبد المنعم العقاد
-لازم مصر تعود لمكانتها الطبيعية. 
 
- روح أكتوبر لازمة للنصر في أي حرب ونحن في حرب.
 
- الإعلام المصري معبر عن وعي الشعب المصري.
 
- الجندي المصري كان مضرب للمثل وقاتل وهو مصاب.
 
كتب : د. مينا ملاك عازر
يجلس بهدوء الواثق من نجاحاته، ونجاحات جيل بأكمله، يسمى جيل أكتوبر، يضع خلف ظهره سنوات طوال من الكفاح والعمل الجاد والبطولة الصامتة، ويضع نصب عينه آمال عظام، وبين ضلوعه أحلام الكرام، ينشد لمصر التقدم، يفكر في غد أفضل، هذه هي كواليس حواري مع اللواء مهندس أحمد عبد المنعم العقاد أحد أبطال مصر في حرب النصر والعزة حرب استرداد الكرامة.
 
بدأت حواري معه بالسؤال، عما يمثله لك يوم السادس من أكتوبر؟
فعاد شاب قوي المُحيا وقال بكلمات هادئة وملؤها الحماسة، ده يوم عظيم كنا في منتهى السعادة، والفرحة تملأ قلوبنا الحماسة، وتقودنا الشجاعة فلا نهاب شيء.
 
سألته، ماذا تذكر عن هذا اليوم؟ قال وكأنه يرى أحداث اليوم بعينه الآن، كان كل شيء على ما يرام، كل شيء في نصابه، كل جندي يعرف مكانه، كل ضابط يقوم بما يجب أن يقوم به، كنا لا نعرف التفرقة بين الكبير والصغير، بين أصحاب الرتب والجنود كلنا نعمل يد واحدة.
 
سألته، عن سر الوحدة بين المحاربين؟ فقال أنه كان يجمعنا هدف واحد إما النصر أو الشهادة، كلنا كنا نسعى لنصل لمرامنا، حلم الشعب وحلمنا معه، استرداد كرامتنا الشخصية.
 
هنا قاطعته، وسألت عن النكسة، بقول مقتضب، فقال باسم الثغر، كانت نبراس لنا، فاندهشت. فتابع قائلاً، مصر حاربت حربين عام ستة وخمسين وحرب عام ثلاثة وسبعين، أما النكسة لم تكن حرباً لم نحارب، شدد على الكلمات الأخيرة، وتابع حرب أكتوبر وستة وخمسين كانت مثال الشجاعة والبذل والتضحية، أما النكسة كانت نبراس لأننا تعلمنا من أخطائنا، من التهوين من شأن عدونا، والتهويل من قدرات لم تكن لدينا، حتى الإعلام تعلم من خطأ النكسة.
 
هنا سألته، عن رؤيته للإعلام؟ فقال قول واضح، العقل السليم في الجسم السليم، هكذا يكون الإعلام السليم لشعب سليم العقل والجسم، الإعلام شحن الشعب وشحن الجنود، قال الحقيقة، بل أقل من الحقيقة في أحيان كثيرة، الإعلام كان له دور كبير في جمع شتات الشعب المصري، واعتدل في جلسته، وهو يقول كأنه يسدي نصيحة أتمنى أن يفعل الإعلام هكذا الآن في حربنا على الجهل والأمية والفقر والإرهاب وغيرهم.
 
سألته عن روح أكتوبر؟ فأجابني وملؤه الثقة روح أكتوبر هي التي أحيا بها للآن، وأتمنى أن تعود لتعود مصر لمكانتها.
 
سألته واعداً بأن يكون آخر سؤال، لا ألا أكون مثقل عليه، فأكد لي أن هذا غير صحيح، لأنه يستعيد صحته بتذكره تلك الذكريات الطيبة المُشفية لكل أمراضه.
 
قلت له ما أهم المواقف التي تذكرها؟
فقال إحنا كنا نعبر القناة بقاطرة تجر كل معداتنا الكبيرة من بلدوزرات وشاحنات تحمل معداتنا، هذه القاطرة يقودها سائق يعبر القناة بها، وكنا كلنا أثناء العبور نحلم بلحظات العبور، وكنا على أطراف أصابعنا لنجاح المهمة، لأن نجاحنا يعني في سلاح المهندسين، أننا سنتمم نقل باقي المقاتلين للضفة الشرقية من القناة، هنا كانت أهمية ما نفعله، وأهمية عملنا الذي نقوم به وكلنا على أعصابنا مترقبين إتمام العملية، وبعد مرور نصف المهمة، شكرنا ربنا، وتابعنا ترقبنا لإتمامها، وقبل إتمامها بنجاح أصابت رصاصة قادمة من الضفة الشرقية بالتحديد من الجيش الإسرائيلي قدم السائق الذي يسوق القاطرة التي تجر كل الشاحنات والمنقولات والمعدات للضفة الشرقية. إذن حلمنا يكاد يتوقف ونكاد نصبح في مرمى نيران العدو بكوننا هدف ثابت، الموقف كله يعني انهيار كل شيء، وتوقف العلمية، وفشل حتى العملية التي كنا نمهد لها، بيد أن الجندي المصاب سائق القاطرة أصر على أن نضمد له جرحه وكأنه نقطة دم نزفت بشاش وقطن، وأصر على متابعة القيام بمهمته إلى أن أتمها، وتابع قوله بأن الجنود المصريين كانوا مضرب للنبل والشجاعة والبسالة والتضحية والبذل، كانوا وحوش وليسوا رجال، ثم ابتسم وتابع خاتماً قوله بأن حتى الوحوش تسقط تحت وطأة إصابة بطلق ناري، أما جنودنا فكانوا أشد من هذا.
 
هذا أعزاءي القراء، كان حواري مع سيادة اللواء مهندس أحمد عبد المنعم العقاد أحد أبطالنا في حرب أكتوبر، أحد الرجال الوحوش الذين مهدوا الطريق لنقل المهمات والمعدات القتالية، أحد الذين كانوا في الصفوف الأولى لأنه قائد، والقائد يتقدم جنده نحو العبور، هذا كان حواري، فأشكره ونتمنى له طول العمر ودوام الصحة.