الأقباط متحدون | أنتم من رسمها، أنتم من وضعها!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٨ | الاربعاء ٢٧ يوليو ٢٠١١ | ٢٠ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أنتم من رسمها، أنتم من وضعها!

الاربعاء ٢٧ يوليو ٢٠١١ - ١٥: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عـادل عطيـة
لوحة "جرنيكا".. واحدة من أهم أعمال الرسام الإسباني، أبو التكعبية، بابلو بيكاسو، شعبية.
صوّر فيها: الغارة البشعة العنيفة والقاسية والمدمرة على قرية جرنيكا الصغيرة الوادعة والقابعة في اقليم الباسك في أسبانيا، التي قام بها طيران النظام النازي، بغية اخافة معارضي الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، الذي كان يدعمه هتلر، ولتدريب الطيران الحربي الالماني استعداداً للحرب الهائلة التي سيُفجع بها العالم بعد سنتين من تلك الغارة.


اثارت تلك اللوحة أثناء عرضها عام 1937 في ما يعرف بمعرض القاعة الإسبانية في مدينة باريس، حيث كان بيكاسو يقيم ذاك الوقت، الكثير من ردود الافعال المتضاربة بعد أن شاهدها عدد لا يحصى من النظارة بما فيهم مواطنون ألمان يدينون بالولاء للنظام النازي.


في احدى المرات، جاء ضابط من الجيش الألماني لزيارة مرسم بيكاسو في باريس. وهناك وقعت عيناه عن نسخة من "جرنيكا"، فتملكته مشاعر الغضب كشخص يعلم تماماً موضوع اللوحة التي ينظر إليها وبعد تفرّس في وجهه لفترة، سأل الضابط بيكاسو بلهجة لا تخلو من احتقار ووعيد: "إذن، أنتَ من رسم تلك اللوحة".. مرت بضعة ثوانٍ نظر فيها بيكاسو بثبات في عينيّ الضابط قبل أن يجيبه بترفعه المعروف عنه: "كلا، بل أنتم من رسمها".


"أنتم من رسمها"، "أنتم من فعل هذا".. تأخذني تلك الكلمات إلى هؤلاء الغائصين إلى الركب في وحل الادانة والترهيب لشخص رجل الاعمال نجيب ساويرس، الذي قام بنشر صورة على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، يظهر فيها ميكي ماوس ملتحياً ومرتدياً العقال العربي، ويظهر بجانبه حبيبته مرتدية للنقاب.. متجاهلين أن الصورة منقولة عن مصدر عربي اسلامي، وأن الرجل أعتذر لمن يأخذ الصورة على محمل المزاح، مؤكداً بأنه لم يعني بنشرها عدم احترام لأي أحد.


في خضم السباب واللعنات، أجدني أنظر إليهم بشجاعة بيكاسو، والقول لهم: "أنتم من رسمها"، "أنتم من فعل هذا".. عندما جعلتم للدولة دين، وللدين زيي، وللزيي قداسة بلا قداسة!...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :