هشام عشماوي والحضانات الدينية!
أماني موسى
الثلاثاء ٩ اكتوبر ٢٠١٨
بقلم – أماني موسى
أسعدني كثيرًا كغيري من المصريين خبر إلقاء القبض على رأس الأفعى أو كما لقبه خبراء الأمن الصيد الثمين هشام عشماوي ضابط الجيش المفصول، الذي تحول بقدرة قادر إلى واحد من أخطر الإرهابيين والمطلوبين على قوائم الإرهاب المصرية.
ونجح الجيش الليبي في عملية نوعية فجر أمس الاثنين في القبض عليه وآخرين منهم زوجة وأبناء الإرهابي رفاعي سرور نجل شيخ مشايخ الجماعات الجهادية أو الإرهابية، القيادي الإخواني الشهير القطبي الذي ساهم في نشر فكره بين قطاع لا بأس به من شباب جماعة الإخوان وخارجها.
الحقيقة أنه بقراءة أولية لخبر القبض على هذا الإرهابي وسجله الحافل بالحوادث الإرهابية ما بين اغتيالات واستهداف لأقباط وتفجيرات كبرى ومنهم كتيبته 101 التي نشأ بين أفرادها و"أكل معاهم عيش وملح"، لك أن تتخيل عقلية الإرهابي وماذا يحدث له لمخه؟ لضميره؟ لإنسانيته وفطرته السليمة؟ وهنا مكمن الخطر الحقيقي.
فإن كان ضابط جيش تربى على العقيدة الوطنية والتضحية بحياته زودًا عن الوطن، تمكن الفكر الإرهابي من تحويله لإرهابي قاتل سافك للدماء فكم وكم بالشخص العادي الذي لديه الكثير من عدم الانتماء نتيجة عوامل عدة غرست فيه هذا الشعور، ومنهم حملات السوشيال ميديا لتشويه كل ما هو جميل وتسفيه كل انتصار وإنجاز وتعظيم كل ما هو محبط ومحزن!
لا زالنا نحارب الإرهاب أمنيًا –برأيي المتواضع- وحققت الدولة المصرية إنجازات في هذا الشأن شهد بها العدو قبل المُحب، لكن ماذا عن الأفكار؟ وهي
العدو الأساسي، هي المنبع الجاري الذي لا ينضب ينتشر بين العامة كالنار في الهشيم؟
ماذا عن مراقبة التعليم الديني في مصر والذي يكلف الدولة مليارات سنويًا من ميزانيتها ومن ضرائب عموم المصريين؟ لن أتحدث عن المعاهد الدينية والمدارس الدينية وماذا يدرس بها والذي نُشر لمرات ومرات وهو محزن ومخزي ومغذي لكراهية أي آخر واستباحة دمه.
لكن دعونا ننزل قليلاً للنشء الأصغر وهم أطفالنا في سن الحضانة، وفي هذه المرحلة يكونون كالورقة البيضاء نخط بها ما نشاء ليصبح فيما بعد نهج ونبراس لهذا الطفل.
فتجد الحضانات الدينية منتشرة في ربوع مصر، تغري الآباء بكونها مجانية لن تكلفهم شيء بالإضافة إلى أنها ستغرس فيهم أمور الدين وهو شيء مغري جدًا بالنسبة لكثير من الآباء خاصة الطبقات الفقيرة.
وقد أعلن مسؤولين بالتضامن عدم قدرتهم على حصر هذه الحضانات أو السيطرة على ما تنشره من أفكار كراهية للآخر، فبالأمس قالت مسؤولة بالتضامن أن مصر بها حوالي 14500 حضانة مرخصة، منها حوالي 5 آلاف غير مرخصة"، وهم حضانات بير السلم والدينية وبها أعداد كبيرة من الأطفال، يصل إلى 300 طفل في الحضانة الواحدة!!
بحسبة صغيرة تجد أنك كدولة لديك نحو مليون ونصف طفل الآن، مواطن بالمستقبل إرهابي!
وهي كارثة مدوية، هذه الحضانات وهذا التعليم هو من يخرج لنا هشام عشماوي ورفاعي سرور وغيرهم، هو من يخرج لنا عادل حبارة الذي قتل جنودنا بدم بارد ووصفهم بالطاغوت وصرخ هكذا أثناء محاكمته، وقبل إعدامه قال قولته الشهيرة التي قدمت لنا الحقيقة عارية "اعدموا حبارة هيطلع بداله ألف حبارة"، في إشارة إلى أن المنبع لازال قائم والنهر جاري يصب تطرفه في عقول الأطفال لنحصد بالنهاية على مواطن بدرجة إرهابي يرى أنه يعيش في دولة الكفر الواجب قتال كل من فيها.
أختتم بذكر مواقف قيلت عن الإرهابي هشام عشماوي، وكيف أنه في مطلع الألفينات "التزم دينيًا" –على حد قول زملاءه- وبات لا يصافح أحد وذات مرة اشتبك مع آخر لتلاوته القرآن الكريم بخطأ في النحو، ثم تطرف لما هو أعلى ونظرته للآخر الديني أو الحاكم على أنهم كافرين وأنه يعيش في ديار كفر وجب إقامة الشريعة فيها.
يا سيادة الرئيس.. نعلم إن الدولة إن أرادت فعلت.. فلتلق نظرة على التعليم الديني والحضانات الدينية في ربوع مصر، حتى لا نجد هشام عشماوي آخر.