هل نحتاج الى صناعة اصنام جديدة ؟
بقلم:مجدى جورج
هناك اناس لازالت تعيش اجواء ما قبل ثورة 25 يناير .اجواء الزعيم الاوحد صاحب الضربة الجوية الاولى وصاحب القرارات التاريخية والزيارات التاريخية والمبادارات التاريخية . وهو الزعيم الملهم الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . الزعيم الذى صنع منه الاعلام الذى يفوق اعلام جوبلز صنم يسبح الناس بحمده صبحا ومساء .
لكننا والحمد لله نجحنا فى اسقاط هذا الصنم من خلال ثورة 25 يناير ومن اسقاط كل الاصنام التى كانت حوله ولكن للاسف هناك اناس لازالت تحن لعصر عبادة الاصنام وتريد ان تصنع لانفسها اصناما جديدة .
فقد فؤجى الركاب بمترو الانفاق بالقاهرة بمنشورات توزع عليهم تدعو الناس لإظهار السمع والطاعة للمجلس العسكري وعدم التظاهر ضده باعتباره ولي الأمر ويقول المنشور "فمن أطاع المجلس الأعلى فقد أطاع رسول الله، ومن عصاهم فقد عصى رسول الله" .
وهكذا هاهم الاسلاميين عموما والسلفيين خصوصا يريدون ان يعيدونا الى نقطة الصفر مرة اخرى وكأن الثورة لم تقم ولم يتخلص الناس من الظلمة والظالمين ولم يحطموا كافة الاصنام التى صنعها الاعلام المزيف .
فالسلفيين الذى قال زعيمهم محمد حسان ابان ثورة يناير بانه لا يجوز الخروج على حكم مبارك لانه ولى الامر وتجب طاعته مستشهدا بالحديث الذى يقول " تسمع وتطيع للامير وان ضرب ظهرك واخذ مالك فاسمع واطع "
هؤلاء السلفيين ومعهم الاخوان والعديد من التيارات الاسلامية التى كانت تقدم رجل وتؤخر اخرى اثناء الثورة ولم تشارك فيها بجدية الا بعد ان تاكدوا من ان حكم مبارك الى زوال هاهم انفسهم يتحالفوا مع العسكر الان لتشابك المصالح بينهم.
وهذه هى عاداتهم وهذا هو دأبهم دائما فقد تعاملوا مع الانجليز بكل اريحية فى بداية نشأتهم وبعدها تحالفوا مع الملك فؤاد ثم مع ابنه فاروق وبعد الثورة تحالفوا مع عبد الناصر كما يفعلون الان وحاولوا ادارة الثورة لصالحهم وارداوا ان يتعشوا بعبد الناصر فتغدى الرجل بهم والقى بقياداتهم فى غياهب السجون ولكنهم لانهم لا يطيقون فراق الحكام مهما كان استبدادهم او ظلمهم فانهم سرعان ماعادوا الى التحالف مع السادات الذى افرج عنهم وسهل لهم الدعوة ونشر افكارهم بين الناس وكان من نتيجة ذلك انهم اغتالوه فى يوم ذكرى فرحته بنصر اكتوبر ومن ثم عادوا بعد ذلك الى التشابك فى مصالح مع مبارك فكان يستخدمهم ويستخدموه لخدمة اغراضهم وتوجهاتهم وعندما سقط كانوا من اوائل القافزين من زورقه وامتطوا قارب الثورة وتحالفوا مع العسكر الباحثين عن الجماهيرية بين الناس والان يحاولوا ان يصنعوا من العسكر اصنام على الشعب ان يسبح بحمدها ويشكرها وهذا كله ليس من اجل عيون العسكر بل من اجل مصالحهم التى تتحقق من خلال العسكر .
ياسادة اننا نقول لكل من يقول ان الجيش خط احمرولكل من يقول بانه يجب علينا طاعة المجلس العسكرى لان الجيش والمجلس قاما بحماية الثورة نقول لكل هؤلاء :
- ان الجيش الذى تواجد فى هذه اللحظة التاريخية(لحظة قيام الثورة) لم يكن امامه الا ان يتصرف هكذا وما كان بامكانه ان يفعل غير ما فعل فلا مكان لا ستخدام القوة مع ملايين خرجت ثائرة الى الشوارع حيث ان هناك حدود لاستخدام القوة .
- ان ما فعله الجيش المصرى سبق وفعله الجيش التونسى حيث لم يرضخ لاوامر بن على باستخدام القوة ضد الجماهير التونسية الثائرة.
- ان من يقول ان جيشنا لم يتصرف مثل الجيش اليمنى ومثل الجيش السورى او الليبى فى استخدام القوة ضد المدنيين يتناسى شئ هام جدا وهو ان الجيش اليمنى يخضع بطريقة مباشرة لعائلة الرئيس فأحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس يتولى قيادة الحرس الجمهوري واثنان من اخوته غير الاشقاء يتوليان مناصب هامة بالجيش .
كما يشرف يحيى محمد عبد الله صالح ابن أخي الرئيس على قيادة وحدات الأمن المركزي . اما بالنسبة لسوريا فالوضع ليس بعيدا عن هذا فماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، هو قائد الفرقة الرابعة، التي تعد من أكثر فرق الجيش تدريبا وتأهيلا. وصهر الرئيس السوري آصف شوكت هو نائب رئيس الأركان، كما يتولى ابن خاله حافظ مخلوف منصبا رفيعا في الأمن السياسي. اما بالنسبة للوضع فى ليبيا فالوضع اكثر من هذا فمعظم كتائب الجيش يشرف عليها ابناء القذافى وتسمى باسمائهم .
وطبعا لانعرف كيف كان من الممكن ان يتصرف جيشنا المصرى لو كان مبارك قد فعل مثلما فعل الرئيس اليمنى او الليبى او السورى بوضع ابنائه جمال وعلاء واركان عائلته على رأس قيادة الجيش فربما كان سيتصرف جيشنا مثلما تصرفت هذه الجيوش مع شعوبها الثائرة ؟
قلنا كل ما سبق لكى نؤكد انه لا احد فوق المسائلة فمن يتصدى لموقع المسئولية يجب ان يحاسب على كل تصرف يتصرفه والمجلس الاعلى ليس فوق الحساب واعضائه ان اخطئوا يجب ان يحاسبوا فلا يمكن تركهم يتصرفون كما النظام السابق بالقاء اتهامات التخوين والعمالة على كل من يعارضهم فتارة يتهمون حركة 26 ابريل بالخيانة وتارة يتهمون اثنين من المرشحين للرئاسة بالعمالة وتلقى اموال من الخارج دون اى دليل او برهان.
حتى لانظلم السلفيين والاسلاميين فاننا نقول ان هناك كثيرين يريدون صناعة صنم للمجلس الاعلى لايجب على احد ان يمسسه ومن هؤلاء احمد بهجت صاحب قناة دريم الذى اوقف المذيعة دينا عبد الرحمن عن العمل بقناته لانها تناقشت مع احد اعضاء المجلس العسكرى واحرجته بمعلوماتها وهو لايريد احراج اعضاء المجلس حتى لو كانوا مخطئين .
ومنهم ايضا متظاهرى روكسى الذين يقولون بان الجيش والمجلس خط احمر لانهما ضمانة للاستقرار (حتى لو كان الاستقرار الذى يبحثون عنه سيقودنا للدولة الدينية) .
ارجوكم حررتنا ثورة 25 يناير من عبادة الاصنام فلا تصنعوا لنا اصنام جديدة
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :