اللواء سمير سلام:
- تجربة التواصل مع مجلس الثوار بالمنيا فريدة فالعلاقة بيننا قائمة على الاحترام
- قابلت الكثير من الرفض بدون أن يعرفوني أو يعطوني أي فرصة
- سأنفذ ما اتفق عليه الأنبا أغاثون مع المحافظ السابق
- أتعامل مع الأحداث الطائفية في المنيا بأنه لا فرق بين مسيحي ومسلم
- أتمنى أن تكون مصر دولة مدنية حديثة تراعي حقوق الإنسان والمواطنة والمساواة بين المواطنين
حوار: تريزة سمير
اللواء سمير سلام.. محافظ المنيا بعد الثورة، والمحافظ السابق للدقهلية، شغل العديد من المواقع والمراكز، لم يستقبله أهالي المنيا بالترحيب بل قوبل بالرفض الشديد وبعد ثلاثة أشهر من تواجده بالمحافظة ذهب شباب مجلس ثوار المنيا الى مجلس الوزراء ليطلبوا عدم تغيير سلام لانه أثبت كفاءته طيلة الثلاث أشهر
ومن المعرف ان محافظة المنيا من اكبر المحافظات على مستوى مصر، ومن المعرف أيضا ان الملف الطائفي بها أكثر خطرآ، تقابلت صحيفة الأقباط متحدون مع محافظ المنيا سمير سلام محاوله منا لنعرف مافعله في الثلاث أشهر، وكيف يرى الوقت الحالي والمستقبلي في مصر، كان معه هذا الحوار.
• سألته بداية.. في المؤتمر السنوي لاتحاد كتاب مصر، تحدثت عن أهمية الاهتمام بالنشء والشباب وتنظيم برامج ثقافية وفنية، هل في خطتك المرحلة القادمة الاهتمام بهذه الفئة، وكيف؟
- أجاب: جاءت الثورة لتثبت للعالم أن الشباب المصري لدية قدرات وطاقات هائلة لابد أن تستغل بعناية فائقة، لذا حرصت على الاهتمام بهذه الفئة، وأسعى لتطوير مراكز الشباب والوحدات الصحية للاهتمام بالصحة، كما توجد أهمية خاصة للتعليم الفني وربطه بسوق العمل، فالمدرسة دورها لا يقتصر على التعليم فقط ولكنه يتجاوز هذا بالتأهيل النفسي والمهني للطالب، وحرصت على الاهتمام بالمشاركة المجتمعية، فهي المحور الأساسي للمواطنة، ومنذ أن توليت المهام بمحافظة المنيا وأنا أحرص على هذا، وأرى أن الشباب عليهم دورًا كبيرًا في المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للتطوير.
• كيف تقيم تجربتك في التواصل مع ثوار المنيا خلال الثلاثة أشهر الماضية؟
- العلاقة بيننا قائمة على الاحترام والثقة المتبادلة، ويقوم مجلس ثوار المنيا بدور كبير في معرفة احتياجات المواطنين، فهم أكثر تلاحمًا مع الشارع، لذا سيحدد مجلس الثوار مع المحافظة الخطة الإستثمارية للعام القادم وفيها يتم تحديد المشتريات والمصروفات وما إلى ذلك، وأرى أن هؤلاء الشباب أكثر تفاعلًا وأكثر معرفة باحتياجات المواطنين.
• ولكن تشكو اللجنة الشعبية بملوي ومجلس الثوار، من أن دورهم ينصب فقط على مراقبة أداء السوق ولا يوجد أي صلاحيات، رغم أنهم يرون الكثير من عمليات الفساد ولا يعرفون ماذا يفعلون؟ وهذا أكبر عائق أمامهم؟
- بالفعل هناك الكثير من المواقف التي تواجههم، وطلبت منهم تقديم مذكرات خاصة بالفساد، وجميعها جاري التحقيق فيها، ونأخذها بشكل جاد ولا يتم تجاهلها، فأنا أؤكد على دور الجهاز التنفيذي من يوم مجيئي إلى محافظة المنيا، أطالب جميع الأجهزة أن تكون على هذا النهج، وبالفعل الجهاز التنفيذي للمحافظة يجتمع شهريًا بالكامل لنكون مثالًا نموذجيًا.
• كنت محافظًا سابقًا للدقهلية وعندما جئت إلى المنيا قابلت الكثير من الاعتراضات.. كيف واجهت هذا؟
- ما أحزنني أنني عملت ثلاث أعوام محافظ للدقهلية ولم يعترض عليَّ أحد، فلا يوجد شيخ أو شاب أو مرأة طالبت بنقلي، ولكن عندما جئت إلى المنيا قابلت الكثير من الرفض بدون أن يعرفوني أو يعطوني أي فرصة لمعرفتي، ولكن وجد من يقف ويقول "لا نريد سمير سلام" كنت أتمنى أن يعرفوني أولًا ويحكموا على أدائي.
• قبل الثورة لم يعترض أحد على أي قيادة ولكن بعد الثورة شعر الناس، بحرية الرأي والتعبير وخاصة في اختيار القيادات؟ ولهذا استطاع أهالي المنيا التعبير عن رفضهم هذا؟ هل كان هذا حاجز للتواصل معهم؟
بالعكس.. أنا سعيد في محافظة المنيا وأحاول بكل طاقتي أن أقوم بتغييرات وتطويرات عديدة في المحافظة، أما على المستوى الشخصي بالفعل أشعر بألفة شديدة مع شعب المنيا، وأرى أنهم طيبون، وقادر أن أغير وجهة نظرهم في رفضهم لي، من خلال تغييرات ملموسة مع المواطنين.
• نأتي للملف الطائفي.. كيف تعاملت مع هذا الملف الشائك في محافظة المنيا؟ وخاصة بعد الكثير من الأحداث منها أحداث أبو قرقاص، وبني أحمد، وقرية القمادير.. وما إلى ذلك؟
- أتعامل مع الأحداث الطائفية في المنيا بأنه لا فرق بين مسيحي ومسلم، وجميعهم مواطنين مصريين لهم جميعًا نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، وأرى ضرورة الإسراع في مثل هذه الأحداث حتى لا تشتعل ويتم السيطرة عليها من البداية، أرى أن جميع المشاكل لها حل وأهم شيء يساعد على هذا الحل حسن النوايا، والثقة المتبادلة، فكان للكنيسة دور كبير لوأد الفتنة الطائفية، فتعاونت الكنيسة كثيرًا في مشكلة بني أحمد الغربية ، وأنا أحاول تقريب وجهات النظر بين المسيحيين والمسلمين، وأقوم بالاعتماد على الشخصيات المتزنة للوصول إلى علاج لما يحدث.
• كيف ترى العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في الصعيد؟
- أراها جيدة ونموذجية، ولا تتواجد في أي دولة من دول العالم، وما يحدث من حوادث أغلبها يقوم بها متطرفون، فجمعتني صداقة قوية بين شخصيات قبطية، ومازال يجمعنا الحب والمودة.
• كيف تعاملت في مشكلة مطرانية مغاغة، وكنيسة العذراء والقديسة دميانة المغلقة بملوي؟
- بالنسبة لمطرانية مغاغة سيتم تنفيذ ما تم الاتفاق فيه عليه بين الانبا أغاثون ومحافظ المنيا السابق، أما كنيسة العذراء والقديسة دميانة فلا أعرف عنها شيئًا، ولكن سيتم متابعة الأمر، فالقديسة دميانة من القديسات اللاتي أكن لهن الحب، ولها مكانة كبيرة في قلبي. فكنت أحرص على التواجد في احتفالاتها في دير القديسة دميانة الذي يشرف عليه نيافة الأنبا بيشوي، فتربطني علاقة قوية وجيدة معه.
• أبعدك العادلي كثيرًا في محافظات الصعيد، فما السر؟ وكيف كانت العلاقة بينكما؟
- تم بالفعل إبعادي في محافظات الصعيد، مرة بأسيوط وأخرى بسوهاج، والوادي الجديد، ولم أعرف السبب في هذا! ولم تجمعني أي علاقة مع العادلي مطلقًا، فأنا طوال حياتي في عملي، فشغلت عدة مناصب منذ السبعينيات منها مدير التفتيش والرقابة، ومدير أمن، ومساعد وزير، ومدير سجون، ولم يتم أي تحقيق معي طوال حياتي.
• كيف كان عملك كمدير للسجون؟
- رغم أنني عملت عامًا واحدًا كمدير لمصلحة السجون، ولكن راعيت في هذا العام حقوق الإنسان، وقمت بعدة إصلاحات، أرى أننا نحتاج كثيرًا إلى تطبيق قواعد حقوق الإنسان في جميع المؤسسات الحكومية وغيرها، حتى يكون هناك تغيير حقيقي وملموس.
• في المرحلة القادمة ما هي خطتك لتطوير المنيا؟
تعتبر قضية التعليم من أولوياتي، بجانب الإسكان وتوفير فرص عمل للشباب، وسيكون هناك نقلة حضارية للمحافظة وستكون نموذجًا يحتذى به.
• مصر على مشارف أن تكون دولة مدنية حديثة، أو دينية أو عسكرية؟ أيهم ترى أنه الأفضل؟
- أتمنى أن تكون مصر دولة مدنية حديثة، تراعي حقوق الإنسان والمواطنة والمساواة بين المواطنين، وأن تكفل حرية العقيدةوالعبادة للجميع، أرفض أن تكون مصر دولة دينية أو عسكرية.