هشام العيسوي: سعاد حسني سقطت من الشرفة بسبب حمامة عالقة!
فن | إيلاف
الخميس ١١ اكتوبر ٢٠١٨
يتبنى طبيب أسنان المشاهير هشام العيسوي لـ"إيلاف" فرضية أن سعاد حسني ماتت بسبب سقوطها وهي تحاول إنقاذ حمامة عالقة ولم تقتل أو تنتحر، ويؤكد أن نفوذ الإخوان الذين حاربوا اعتداله كبير في بريطانيا.
في جزء ثانٍ من لقائه مع "إيلاف"، يؤكد طبيب أسنان المشاهير هشام العيسوي أن الإخوان المسلمين يملكون نفوذًا قويًا في لندن، وقد حاربوه لأنه أراد إظهار تسامح الدين الإسلامي.
لم يكتفِ الدكتور هشام العيسوي بعمله طبيبًا للأسنان في لندن، بل كانت له نشاطات سياسية وإسلامية معتدلة، ما جعله هدفًا، لا للوبي الغربي المعادي للإسلام وحده، بل أيضًا لجماعة الإخوان المسلمين، التي قال إنها تمتلك نفوذًا كبيرًا في بريطانيا، وتحتكر الحديث باسم الإسلام.
كما يكشف العيسوي أنه استطاع تكوين لوبي مصري إسلامي في أوروبا للدفاع عن الإسلام وتصحيح صورته المغلوطة لدى الغرب، من خلال تأسيس جمعيته "التسامح الديني"، ومؤلفاته الإسلامية الضخمة، ما اعتبرته جماعة الإخوان تهديدًا لنفوذها، فناصبته العداء.
وأكد العيسوي أن الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني لم تنتحر ولم تُنحر، بل سقطت من الشرفة في إثناء محاولتها إنقاذ حمامة عالقة. وإلى الجزء الثاني من الحوار:
هل أزمة سلمان رشدي وحدها ما خلق عداء الإخوان لك في بريطانيا؟
للجماعة نفوذ كبير في بريطانيا. كانت تحتكر الحديث باسم الإسلام والمسلمين هناك سنوات طويلة، ولها أذرع تعمل من خلالها على تجنيد الشباب لمصلحتها أو لمصلحة الجماعات التي تتبنى أيديولوجيات العنف. وقفت لها بالمرصاد، وكتبت المقالات والكتب في تفنيد أفكارها التي لا تتفق مع الإسلام الصحيح. كنت أحظى بثقة كبريات الصحف البريطانية، فتُفرد لي صفحاتها، منها فايننشيال تايمز، وإندبندنت وتايمز وبي بي سي.
تفسير الفاتحة
كيف اخترقت مجال العمل الإسلامي في بريطانيا؟
عشت في بريطانيا عشرات السنين، أعمل فيها ساعات طويلة، لا أعرف سوى عيادتي ومنزلي. في عام 1979، سافرت إلى السعودية لأداء العمرة التي أطلقت عليها اسم "عمرة الشكر". وبينما كنت أنهي إجراءات الدخول إلى السعودية، سمعت شيخًا سوريًا يقول حديثًا قدسيًا، لم أسمعه من قبل، وهو "من شغله ذكري عن شكري، أعطيته أكثر مما يسألني"، هنا انهمرت دموعي، وناجيت ربي، قائلًا: "جئتك لأشكرك، فتعطيني أكثر مما لو سألت، لكن ليست لي حاجة في الدنيا، كل ما أريده أن أفهم كتابك، لأني كلما قرأت التفاسير أجد أمورًا عجيبة، وبعض المشايخ يكفرونني، فيسّر لي أن أتعلم ديني".
استجاب لي المولى سبحانه وتعالى. وفي رمضان من العام التالي، كنت أجلس مع مشايخ في لندن نقرأ القرآن، سألتهم عن تفسير سورة الفاتحة، لكنّ أحدًا منهم لم يجب بتعمّق، فقلت لهم: "الله الله يا مشايخ، أنتم شكلكم مش فاهمين زيي، فقالوا: فعلًا كده، نحن نحاول الاجتهاد". هنا بدأت رحل البحث والتدبر في القرآن الكريم، خصوصًا الفاتحة، ووضعت كتابًا فيها باسم "القوة الخفية في سورة الفاتحة" باللغة الإنكليزية، استغرق العمل فيه مني 37 عامًا، كنت خلالهم أدرس وأفكر وأبحث وأسأل وأتدبر وأكتب حتى انتهيت منه.
هل عرضت الكتاب على علماء في الإسلام؟ وكيف كان ردهم؟
أرسلت الكتاب إلى عشرات العلماء في الإسلام، وإلى آخرين من غير المسلمين، لم يرد عليّ سوى اثنين منهم فقط: الأول، أستاذ في جامعة كامبردج؛ والآخر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وكان وقتها مفتي الجمهورية. أرسل إليّ رسالة إلكترونية، كتب فيها باللغة الإنجليزية "شكرًا على هذا الكتاب المتعمق".
الحكم بالرحمة لا بالعدل
بعدما انتهيت من هذا الكتاب، شعرت باكتئاب شديد. شعرت بأن هذا الكتاب هو صديقي وأنه فارقني الآن. توصلت فيه إلى أن لغة سورة الفاتحة ليست كلغة سائر سور القرآن الكريم، ففيها يبدأ المسلم مناجاة ربه، بعد الحمد والثناء عليه، ويقول "إهدنا الصراط المستقيم"، أي إهدنا إلى الصراط المستقيم، واهدنا إليه يوم القيامة، وجميع من يقرأ هذه السورة يدعو إلى نفسه وإلى غيره من المسلمين، كما إن الله يعد المسلم المؤمن في بداية السورة بأنه سوف يحكم عليه يوم القيامة برحمته، وليس بعدله، مصداقًا لقوله "الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين".
لكن كتابك "ما لا يفعله الله" أثار جدلًا كبيرًا. ألا تزال مصرًّا عليه؟
وضعت هذا الكتاب للإنسان المذبذب الذي لا يعرف أهو على صواب أم على خطأ. أردت أن يعرف هذا الإنسان كيف يمكنه التواصل مع ربه، ويعلم أن الله حرم على نفسه بعض الأفعال والصفات التي تنفي عنه صفة الألوهية والوحدانية، ومنها أنه لا يتزوج، "وليست له صاحبة ولا ولد"، وأن ذاته تنزهت عن الطعام والشراب. قلت في هذا الكتاب إن الإله لو أكل أو شرب أو تزوج أو أنجب فلن يكون إلهًا، فهو في هذه الحالة يحتاج أشياء أخرى ليكتمل وجوده، لكن الله فوق الاحتياج، ومن يأكل على سبيل المثال، سوف يخرج فضلات، فهل هناك إله يتبول أو يتبرز؟. بالطبع لا.
هداية رابطة الكفار
ما قصة إسلام بعض الملحدين على يديك في لندن؟
اعتناق الإسلام عملية يومية في بريطانيا، هناك أناس يدخلون الإسلام كل صباح، وليس على يدي أو يد غيري، إنها هداية الله للناس. ذات يوم، دعتني جمعية تطلق على نفسها اسم "رابطة الكفار في بريطانيا" إلى إلقاء محاضرة في الإسلام، ثم قام أحدهم بنقد المحاضرة، ليزعم للناس أن الأديان سبب شقاء البشر، ومنها الإسلام.
بدأت المحاضرة بتلاوة سورة "الكافرون"، وقلت لهم إن الإسلام يقول "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وأوضحت لهم أن الإسلام يكفل حرية العقيدة، حتى ولو كان الإنسان يعتقد في الكفر، ولم يستطع أحد منهم أن يرد عليّ، وبعد انتهاء المحاضرة اعتنق بعض الجمهور الإسلام فورًا.
هل أسست جمعية "التسامح الديني" بسبب هذه الواقعة؟
أسست الجمعية تأكيدًا لتسامح الدين الإسلام، لكني فكرت فيها لسبب آخر. فعندما بدأ حزب التحرير في بريطانيا يجنّد الشباب لمصلحة المنظمات الإرهابية، المشابهة لـ"داعش"، تصديت لهم بقوة في وسائل الإعلام الأوروبية، ومنها "بي بي سي". وكشفت مخططاتهم. في تلك الأثناء، كان الاتحاد السوفياتي ينهار. دعيت من قبل جمعية يرأسها وزير الخارجية الأميركي السابق سايروس فانس لإلقاء محاضرة عن الإسلام ونظم الحكم، أوضحت فيها للغرب أن الإسلام أفضل وأنسب نظام يمكن أن تسير عليه أمة أو بلد، وبه تصلح جميع المجتمعات. في اليوم التالي، صدرت صحيفة فايننشيال تايمز بصورة لي في صفحتها الأولى، وكتبت كل ما ورد في تلك المحاضرة.
سعاد حسني سقطت سهوًا
ماذا عن علاقتك بالفنانة الراحلة سعاد حسني؟ هل انتحرت أم نُحرت؟
الحديث عن سعاد حسني يحمل الكثير من الشجون. فهي إنسانة ظلمت في نهاية حياتها. وأتذكر أنني كنت في مؤتمر في القاهرة، وفوجئت بأن أحد الأساتذة يسألني عنها، وحذرني من التعامل معها، وزعم أنها مدمنة مخدرات. وعندما عدت إلى لندن حضرت شقيقة صلاح جاهين إلى عيادتي في لندن ومعها صديقة لها، وعندما قدمتها إليّ قائلة إنها سعاد حسني، دُهشت، إذ تغيّر شكلها تمامًا إلى درجة أنني لم أتعرف إليها. عندما وقعت الكشف عليها، لم أرَ دلالات على تناولها المخدرات، كانت سيدة خجولة جدًا، ومؤمنة جدًا، لذلك لم تنتحر، لكنها فقدت توازنها، وسقطت من شرفة شقة صديقتها التي كانت تضع شبكة على الشرفة لمنع الطيور والحمام من دخول المنزل. ربما علقت حمامة صغيرة في تلك الشباك، وأرادت تخلصيها، فسقطت وماتت.
عشت 50 عامًا في بريطانيا طبيبًا شهيرًا، ولديك علاقات واسعة مع ساسة ومشاهير. لماذا هجرتها وعدت إلى مصر؟
أصيبت ابنتي يسرا، المصورة الخاصة بالمطربة الأميركية بيونسيه، بمرض السرطان، واستطاع هزيمتها وقتلها، على الرغم من أنني حاولت كثيرًا إنقاذها، لكن من دون جدوى. شكلت وفاتها في عام 2015 نقطة تحوّل في حياتي، وقررت العمل على إنقاذ مرضى السرطان، لكن من خلال أساليب علاج غير تقليدية، ولاسيما أن العلاج الكيميائي يعد أحد الأسباب الرئيسة في قتل المرضى.
جهاز لتفتيت السرطان
فمعروف علميًا أن العلاج الكيميائي هو أحد أسباب انتشار المرض في الجسم، وليس محاصرته والقضاء عليه. وكشف العديد من البحوث الطبية أن العلاج الكيميائي يمكن أن يتسبب في انتشار المرض، ويسهم في جعله أكثر شراسة، ومنها على سبيل المثال دراسة توصل إليها العلماء في كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك، وتأكدوا فيها أن العلاج الكيميائي، بينما يعمل على تقليص الأورام، فإنه يفتح الباب أمام انتشارها في الدم والجهاز الدوري ومناطق أخرى من الجسم، ما يصعب معه العلاج، ويسرع في القضاء على المريض.
ما العلاج غير التقليدي الذي تعتمد عليه في مداواة مرضى السرطان؟
هناك جهاز اخترعه أستاذي طبيب الأسنان الألماني راينهولد فول. هذا جهاز "الذبذبات الحيوية"، ويعمل على رصد حركة الخلايا السرطانية، ويقيس قوة الذبذبات التي تصدرها كل خلية، ويعمل على إصدار ذبذبات تمثل أضعافها، ما يؤدي إلى قتلها وتفتيتها نهائيًا، وخروجها ضمن فضلات المريض. يستطيع الجهاز التعامل مع جميع الأورام السرطانية في الجسم، والتصدي لها وقتلها، كما يمكنه أن يرصد ويتعامل مع نحو 40 ألف نوع من الفيروسات والبكتيريا في جسم الإنسان.
هل أعطى الجهاز نتائج جيدة في الخارج أو في مصر؟
هذا الجهاز يقوم بعمل سحري، لذلك تعرّض مخترعه لحرب شديدة من مافيا شركات الأدوية الدولية. في النهاية، قُتل بطريقة غامضة. لكن هناك مراكز طبية في الخارج تستخدمه، نظرًا إلى أنه قليل التكلفة مقارنة بالعلاج الكيميائي، فضلًا عن أن نتائجه مضمونة، وليست له آثار جانبية، إضافة إلى أن فترة العلاج قصيرة جدًا، إذا لا تزيد على ثلاثة أسابيع. وجميع الحالات التي خضعت للعلاج به في مصر شفيت من السرطان تمامًا، ولم يعد إليها المرض مرة أخرى.