حلم العودة للخلف!!
بقلم: مينا ملاك عازر
ممكن حضرتك تتفضل معايا نتمشى مع بعض حبة؟ لو حران وخايف من الشمس ننزل بالليل كده نتمشى على الكورنيش، نسمة هواء لطيفة، منظر النيل، جو لذيذ، ممكن نأكل كوزين درة، تتفضل درة ولا تاخد الفحم أحسن ينفع في توليع حريقة؟ يالا بينا نتمشى فالشارع متسع للجميع، وممكن وإحنا ماشيين ندعو لمليونية الدرة، فالدرة أفضل من الدستور، والمبادئ فوق الدستورية غير مقبولة وغير أخلاقية، وأنا لا أعرف لماذا حضرتك منزعج من المبادئ فوق الدستورية؟ زي بالظبط حضرتك مش عارف ليه أنا منزعج من الانتخابات أولًا؟ ولذا أنا أحاول تقديم الحلول، والحلول الوسط، وحضرتك تحاول تقديم المليونيات لإبقاء الحال على ما هو عليه!
وتحيا اللحية وتموت البلد، ويحيا الحجاب أو النقاب ويسقط العقل والكتاب، لتبقى "مصر" جاهلة كما هي، وتعود مئات السنين للوراء، أسهل من أن تحاول التقدَّم أو أن تحاول التأخر. أن تُجهِّل شعب فهذه جريمة، أما أن تستغل جهل شعب فهذه حقارة. ومن يتاجر في الدين ويختزله في اللحية والنقاب سياسي بارع، لأن السياسة فن السفالة الأنيقة كما قال "ميكيافيللي" في كتابه الأمير، ومن يبيع لحيته ليجلس في البرلمان، يضحك على ذقون الجميع ليبقى في السلطة..
ويجب أن نفرِّق بين من يتبعون الديمقراطية منهجًا، وبين من يعتبرون الديمقراطية مرحلة لتسود اللحية ويسود الحجاب. وحضرتك تستطيع أن تستمر في التمشية وحدك، فأنا لا عندي تجربة بالعوم، ولا عندي زورق، إني أغرق أغرق أغرق، والبلد كمان ستغرق ستغرق ستغرق، ولذا علىّ أن أعود لبيتي لأنظر إليه قبل ما يتحوَّل وطني لوطن آخر، ويتحول حبي لحب آخر، وننسى العلم، ونغير العلم، ونهدم الحلم ليبقَ الهدم شعارً لمرحلة قادمة. آسف، عن إذنك لن استمر في المشي طويلًا، فلاأزال أُؤمن أن هناك وسائل نقل مريحة وتكنولوجيا، دعني أستمتع بها قبلما تزول ويتم منع استخدامها ونعيش في عصر التباري في من يستطيع العودة بالبلد سنوات وقرون أكثر للوراء. نلتقي الجمعة القادمة في ميدان "التحرير" لنعد سويًا كام مليون سينزل يطالب بهدم البلد، وكم عقل يحلم بحلم العودة للخلف.
المختصر المفيد، قامت الثورة لتهدم نظام، وتبني نظام، لا لتهدم نظام وتبحث عن أسوأ نظام لتأت به.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :