الأقباط متحدون - د. علي جمعة: التراجع عن مواكبة العصر جعلتنا في مواجهة مع تجديد علوم الشريعة
  • ٠٠:١٢
  • الثلاثاء , ١٦ اكتوبر ٢٠١٨
English version

د. علي جمعة: التراجع عن مواكبة العصر جعلتنا في مواجهة مع تجديد علوم الشريعة

٠٤: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٦ اكتوبر ٢٠١٨

الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف

-    التجديد يكون بخدمة التراث بقصد فهمه واستيعابه وتيسيره للدارسين.

كتبت – أماني موسى
قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن عصرنا الذي نعيش فيه نحن في أحوج الحاجة لمثل هذا التجديد حتى نعيش الواقع الذي حولنا، ونحقق مقاصد الشرع الشريف من غير شطط بترك النصوص القطعية، ومن غير خروج من هويتنا، ومن غير تخلف عن مواكبة عصرنا، والتفاعل معه، والتأثير فيه، وهي مسألة شديدة التعقيد شديدة التركيب شديدة الصعوبة.

وأضاف د. جمعة -في كلمته بالجلسة النقاشية الأولى بمؤتمر الإفتاء العالمي حول "الأصول المنهجية للفتوى"- أن كثير من العلماء الكبار استشعروا أن علوم الشريعة بدأت في النكوص أو التراجع عن مواكبة عصره، لهي ذات الضرورة التي تجعلنا في مواجهة مع تجديد علوم الشريعة وإحيائها وتفعيلها من جديد كالإمام الغزالي والسيوطى وغيرهم فألفوا كتب في إحياء سنة الاجتهاد.

ونبّه د. علي جمعة على أن كل تجديد وإبداع لا بد فيه من شطط، وهذا هو نصيب الرواد، دائمًا يقعون في بعض الشطط، ودائمًا توجه إليهم أسهم النقد والتجريح، ولكنهم يأخذون ثواب تحريك المياه الراكدة، وإثارة حفيظة العلماء على إعمال العقل والاجتهاد، للرد ولمواجهة الفكرة بالفكرة، والإبداع الموازي، ثم يقبلون بعض التجديد ويرفضون بعضه، فتتحرك الأمة نحو آفاق فكرية جديدة عما كانت جامدة عليه، وهذا أمر محمود شرعا وغير مذموم، فإن النظر يزيد الإيمان، ولا يضره.

وأضاف فضيلته أن التجديد يكون بخدمة التراث بقصد فهمه، واستيعابه، وتيسيره للدارسين، وكذلك فإن تحرير المصطلح ومعالجته من الأهمية في حركة التجديد حيث إنه يجمع أحكام العلم، ويحدد حقائق مسائله، فيخرج ما يلتبس منها، ويبين الواقع المراد نقله إلى ذهن السامع، ثم الاعتناء بشرح المصطلح بدقة حتى يصح معيارًا صحيحًا للفهم، وقادرًا على نقل الصورة الصحيحة.

واختتم فضيلة الدكتور علي جمعة كلمته بقوله ينبغي علينا كلما رأينا إبداعًا ألا نقتله في مهده، ونحارب صاحبه ونوبخه، بل ننظر فيه ونرده إلى مبادئ العلم والمنهج، ونأخذ منه ما كان منضبطًا ونافعًا، ونترك ما دون ذلك، ونعذر صاحبه.