الدين يحسم الجدل حول قتل الكلاب: الإمام مالك أقر بعدم نجاسة الكلب ومن يرحم كلب من جوع أو عطش يثاب ويدخل الجنة

كتبت – أماني موسى
بعد موجة غضب واستياء من الحملات الممنهجة لقتل كلاب الشوارع بالسم أو بالخرطوش، وتصاعد الجدل حول كون هذا حلال أم حرام، وسط مطالب برلمانية بتصديرهم لكوريا لأكلهم، ألتقت الإعلامية إيمان الحصري بعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي أيضًا لحسم الجدل الديني حول ما يردده البعض بنجاسة الكلاب وآخرين بضرورة قتلها ، وذلك في شلتر إيسما لرعاية الحيوانات الضالة.

قال الرسول لا تُنزع الرحمة إلا من شقي والأشقياء في النار
من جانبه قال الشيخ الأزهري رمضان عبد المعز، نرجع لأصل المسألة كما تعلمنا بالأزهر الشريف، يقول الله سبحانه وتعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، مشددً بقوله: ديننا أصله الرحمة ومش الرحمة للإنسان بس لكن لكل العالم وكل مخلوقات ربنا.

وتابع، الله قسم الناس يوم القيامة إلى فريقين، أولهم الين سعدوا ففي الجنة، أما الذين شقوا "الأشقيا" فهم في النار، مستطردًا: قال النبي لا تُنزع الرحمة إلا من شقي، واللي معندوش رحمة شقي إذًا فهو من أهل النار.

وأضاف، وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم، والنبي أرسل رحمة للعالمين، والإسلام كل لا يتجزأ، فهناك من كانت صوامة قوامة وتصلي ليل نهار إلا أنها تؤذي جيرانها فالنبي قال أنها في النار، وقال الرسول أيضًا أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا جعلتها تأكلا من خشاش الأرض.

وتابع، الإسلام والرسول أوصانا بالرحمة لكل العالمين، فإذا رحمت كل المسلمين وكل أهل الكتاب ولم ترحم حيوان ربنا يقولي لا أنت كدة سقطت، لا بد أن تكون الرحمة شاملة وعامة.

مشددًا، إن الإسلام أمر بالرفق بجميع المخلوقات، وأن الرحمة لا يُمكن أن تجتزأ.

أحاديث نبوية متفق عليها تؤكد إثابة من يرحم كلب من جوع أو عطش ودخوله الجنة
ودلل الشيخ على كلامه بأحاديث نبوية نقلا عن البخاري ومتفق عليها تؤكد بعدم نجاسة الكلاب، وإثابة من يرحمها من جوع أو عطش، عَنْ أبي هريرة أنَّ رَسُول اللَّه قَالَ: بَيْنمَا رَجُلٌ يَمْشِي بطَريقٍ اشْتَدَّ علَيْهِ الْعَطشُ، فَوجد بِئراً فَنزَلَ فِيهَا فَشَربَ، ثُمَّ خَرَجَ فإِذا كلْبٌ يلهثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بلَغَ هَذَا الْكَلْبُ مِنَ العطشِ مِثْلَ الَّذِي كَانَ قَدْ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَملأَ خُفَّه مَاءً ثُمَّ أَمْسَكَه بِفيهِ، حتَّى رقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَه فَغَفَرَ لَه. قَالُوا: يَا رسولَ اللَّه إِنَّ لَنَا في الْبَهَائِم أَجْراً؟ فَقَالَ: "في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبةٍ أَجْرٌ متفقٌ عليه.

وفي رواية للبخاري: فَشَكَر اللَّه لهُ فَغَفَرَ لَه، فَأدْخَلَه الْجنَّةَ.

وفي رواية لَهُما: بَيْنَما كَلْبٌ يُطيف بِركِيَّةٍ قَدْ كَادَ يقْتُلُه الْعطَشُ إِذْ رأتْه بغِيٌّ مِنْ بَغَايا بَنِي إِسْرَائيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فاسْتَقت لَهُ بِهِ، فَسَقَتْهُ فَغُفِر لَهَا بِهِ.
وعنْهُ عن النَّبيّ قَالَ: لَقَد رأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجنَّةِ فِي شَجرةٍ قطَعها مِنْ ظَهْرِ الطَّريقِ كَانَتْ تُؤْذِي الْمُسلِمِينَ. رواه مسلم.

سيرة الرسول مليئة بقصص الرحمة بالحيوان
وتابع أن أكثر من روى أحاديث عن الرسول هو الصحابي عبد الرحمن ابن صخر الدوسي والناس متعرفش الاسم دة، وهو أبي هريرة وهذا الاسم الذي يعرفه الناس، وأطلق عليه الرسول اتبعني يا أبا هرة لأنه دائمًا كان يحمل قطة ويطعمها، ولذا لقب بـ أبي هريرة.

وشدد الرحمة في الإسلام لا تتجزأ الرحمة بالوالدين هي الرحمة بالإنسان هي الرحمة بالحيوان، وأن الرسول لم يضرب شيء بيده قط.

وشدد علينا أن نبدأ ارحموا يا سيدي الرفق بالحيوان بالإنسان بالطير.. ابدأ.

لا يجوز قتل كلب بنية حسنة كأن تقول نباحه يزعجني
وتابع أنه لا يجوز قتل الكلب بنية خير كأن تقول قتلته لأن نباحه يزعج الجيران بالشارع، عملاً بحديث إنما الأعمال بالنيات، فلا بد أن تتفق النية الخير مع العمل الخير، فليس لدينا مبدأ الغاية لا تبرر الوسيلة.

الشيخ رمضان عبدالمعز، من علماء الأزهر الشريف، إن الإسلام أمر بالرفق بجميع المخلوقات، موضحًا أن الرحمة لا يُمكن أن تُتجتزأ.

من قتل عصفور عبثًا يأتي هذا العصفور يوم القيامة ليحاج قاتله أمام الله
وفي حديث آخر، من قتل طائرًا بغير سبب جاء هذا الطائر يوم القيامة يعج إلى الله ويقول إن فلانا قتلني بدون سبب، قتلني عبثًا ولم يقتلني لمنفعة.

وفي واقعة أخرى، قال أن الصحابي عمرو ابن العاص، حين وجد طير أقام عش في خيمته، ترك فسطاطه حتى لا يزعج طائر، دول الصحابة اللي فهموا الدين وتربوا على يد رسول الله.

وفي موقف آخر كان النبي راجعًا من إحدى غزواته ووجد طير يلف يلف، فتساءل: من فجعها؟ ردوا إليها ولدها.. فهم أمم أمثالنا يفجعوا مثلنا.

الكلب غير نجس حسب المالكية وإذا لمست لعابه غسل اليد مرة بالماء فقط
وعن نجاسة الكلب، أوضح "عبد المعز"، أن الفقهاء اختلفوا حول "نجاسة" الكلاب، وقال المالكية بطهارته لأنه مخلوق من مخلوقات الله تعالى، إلا لو خرج منه لعاب من معدته رائحته نتنة، وعندها يصبح غسله عاديًا بمياه عادية جدًا وليس غسل اليد لسبع مرات إحداها بالتراب.

وتابع، الإمام مالك إمام الهجرة إمام المدينة المنورة، ويقال لا يفتى ومالك في المدينة، ورأي الجمهور يجيز لمس الكلب والمسح على ظهره.

هناك ملائكة لا تفارقنا على الإطلاق حتى لو جبتلهم أسطول كلاب
وأكد أن بعض الملائكة تتواجد في الأماكن التي يتواجد فيها الكلاب، وبعضها لا يفضل التواجد في الأماكن الموجود فيها، وتابع، هناك ملائكة لا تفارقنا على الإطلاق، حتى لو جبتلهم أسطول الكلاب اللي في الشرق الأوسط، برضه موجودين.

وشدد أنه لا يجوز عمل قتل جماعي للكلاب تحت بند الضرورات تبيح المحظورات، مختتمًا: سعيد بحديثي عن الرحمة وهي رقم واحد في القرآن كله.