الأقباط متحدون - نادية الجندى: أنا نجمة كل العصور والأجيال.. وأفلامى صاحبة أعلى إيرادات فى تاريخ السينما
  • ١٢:٥٢
  • الثلاثاء , ١٦ اكتوبر ٢٠١٨
English version

نادية الجندى: أنا نجمة كل العصور والأجيال.. وأفلامى صاحبة أعلى إيرادات فى تاريخ السينما

فن | الوطن

٤٥: ٠٨ م +03:00 EEST

الثلاثاء ١٦ اكتوبر ٢٠١٨

نادية الجندى
نادية الجندى

 اقترن اسمها بلقب «نجمة الجماهير»، بعد تحقيقها نجاحات استثنائية فى السينما، وجنى أفلامها أعلى الإيرادات آنذاك، فهى التى حملت على عاتقها مناقشة القضايا السياسية على الشاشة الفضية كالإرهاب والفساد وغيرهما من الموضوعات التى شغلت الرأى العام حينها.

 
نادية الجندى التى تستعد لتسلم تكريمها من المهرجان القومى للسينما فى دورته الـ 22، التقتها «الوطن» فى حوار لا تنقصه الصراحة، كشفت خلاله سبب ابتعادها عن السينما حالياً، واصفة المناخ الفنى بغير الجيد، كما أبدت رأيها فى فيلم «يوم الدين» للمخرج أبوبكر شوقى بعد مشاهدتها له أخيراً، وأوضحت سر لقب «نجمة الجماهير» الذى ما زال مقترناً باسمها، ورأيها فى نجوم الجيل الحالى وغيرها من التفاصيل.
 
كيف استقبلت نبأ تكريمك من المهرجان القومى للسينما فى دورته الـ22؟
- شعرت بسعادة بالغة إزاء التكريم، لأنه يدفع الفنان نحو التميز، ويُثمن مجهوده عن مشواره الفنى، وإن كان تقييم الجمهور هو الأهم، لأنه «مخلينى عايشة لحد النهارده ومحافظة بحبهم على نفسى ومكانتى»، وبعيداً عن هذا وذاك، فقد كُرمت كثيراً على مدار مسيرتى الفنية، وتحصلت على جوائز عديدة من مصر والوطن العربى، فنلت تكريمات عن أعمالى من كل البلدان العربية، وكذلك أكبر المهرجانات السينمائية، ومنها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط ومهرجان الفيلم.
 
الصراع بين نجوم الجيل الحالى «ردح».. وتنافست مع عادل إمام «وعمرى ما قلت أنا رقم 1»
 
ولم لا تدفعك كل هذه التكريمات للعودة إلى السينما مجدداً؟
- إيجاد موضوع سينمائى جيد أمر بات صعباً، وأنا مقلة فى أعمالى لشعورى بالمسئولية تجاه جمهورى، وهذا لا يُعتبر كسلاً منى وإنما خوف على مكانتى الفنية، التى إما أن أحافظ عليها بتقديم أعمال تفوق السابق منها أو أفلام مماثلة لها فى المستوى والمضمون، كما أن غياب كبار الكتاب عن الساحة الفنية، على شاكلة بشير الديك ووحيد حامد ومصطفى محرم، أفقد الحالة الفنية قوتها فى ظل غياب السيناريوهات الثرية درامياً، وأنا لا أحب الوجود فنياً بتقديم أعمال عادية، ولكن لا بد أن تكون ذات رسالة ومضمون، لا سيما أننى قدمت كل الموضوعات الحياتية فى أفلامى، وبالتالى فحينما أقدم فيلماً لا بد أن يناقش موضوع الساعة الذى يهم الناس حالياً، وانطلاقاً مما سبق ذكره، أجد أن المناخ الفنى غير جيد بالمرة.
 
هل ترجعين سوء المناخ الفنى إلى ضعف السيناريوهات فقط أم هناك أسباب أخرى فى رأيك؟
- الحياة الفنية حالياً تتسم بشللية غير طبيعية، ولا أدرى لمصلحة من تفريغ الساحة من الأعمال الجادة، والإبقاء على الأعمال السطحية التى لا تصب فى صالح الفن، وعلى أثرها ينحدر المستوى الفنى من عام لآخر، فنادراً ما تجد عملاً يمكن وصفه بالجيد، وإن كان صناع الأعمال الرديئة يهمهم عدم بروز الأعمال الجيدة، لأن «البضاعة الجيدة تطرد الرديئة بدورها»، وهنا لا بد من تدخل الدولة والمسئولين عن الدراما لحماية ومساعدة الأعمال الهادفة، فأنا أملك مشروعاً لمسلسل مخابراتى يناقش موضوعاً سياسياً خطيراً، كتبه أحمد صبحى منذ عامين تقريباً، ولكنه يحتاج لتكلفة إنتاجية مرتفعة لا يمكن لمنتج أن يتحملها وحده، فهو بحاجة إلى قناة معينة لإنتاجه.
 
ما سر اهتمامك الدائم بالموضوعات المخابراتية والسياسية فى أعمالك؟
- حياتى الفنية مرت بـ3 مراحل مختلفة، الأولى منها كانت تقديم الأفلام الاستعراضية، بدءاً من «بمبة كشر» و«ليالى ياسمين»، ثم بدأت مرحلة الأفلام الاجتماعية، ومنها «الباطنية»، «وكالة البلح»، و«عزبة الصفيح» مثلاً، التى ناقشت خلالها مفاسد تجارة المخدرات ومافيا تجار وكالة البلح، وذلك فى إطار اجتماعى شعبى رصد الواقع المجتمعى آنذاك، وانتقلت بعدها لمرحلة الأفلام السياسية، فقدمت «شبكة الموت»، «عصر القوة»، «حكمت فهمى»، «ملف سامية شعراوى» وغيرها من الأفلام التى رسخت نجاحى عند الجمهور، علماً بأن كل مرحلة من تلك المراحل كانت مختلفة عن الأخرى، فلا تجد فيلماً شبيهاً بالآخر وإنما مختلف فى الأحداث والمضمون.
 
الناس منحتنى لقب «نجمة الجماهير» رداً على هجوم النقاد.. و«يوم الدين» أخذ أكبر من حجمه رغم جرأة فكرته
 
بمناسبة ذكرك للأفلام الشعبية.. ما رأيك فى نوعية الأفلام المُقدمة فى هذا القالب حالياً؟
- لم أشاهدها كى أحكم عليها، ولكن تردنى تعليقات عن تضمنها لألفاظ خارجة ومشاهد مبتذلة.
 
الساحة السينمائية خلال هذه الفترة تشهد حرباً فى الإيرادات بين صناع الأفلام.. ما الفارق بينها وبين تنافسك مع نبيلة عبيد على مدار عقود؟
- لا منافسة بينى وبين نبيلة عبيد، فهى فنانة قديرة أحبها وأحترمها كثيراً، وتملك تاريخاً سينمائياً جميلاً بكل تأكيد، ولكن لا أدرى سبب وضعى فى تنافس معها، رغم عدم وجود مجال للمقارنة بيننا، وهذا ليس تقليلاً من قدرها، ولكن «أنا ليّا سكة خاصة بيّا طول عمرى، فلا حد عرف يقلدنى ولا أنا قلدت أحد»، وإذا كنت تقصد المنافسة فى الإيرادات، فهى كانت بينى وبين عادل إمام، حيث كنا نطرح أفلامنا فى موسم العيد، ويتم حجز دور العرض لأفلام نادية الجندى وعادل إمام، وكانت الناس تتابع «مين جاب إيراد أكتر»، ولكن «عمرى ما طلعت قلت أنا الأول ولا هو كمان قال كده»، رغم أن إيرادات أفلامى كانت تفوق إيراداته أحياناً، وأوقات أخرى كنا نتساوى فى قيمة الإيرادات.
 
وما الذى تغير من هذه المرحلة لما نشهده حالياً من حروب ضارية على تصدر شباك التذاكر؟
- ما يحدث حالياً أمر معيب، أشبهه بـ«الردح» كما نقول بالدارج، وهذا وضع غير لائق للفنان، لأنه قدوة لجمهوره من مختلف الفئات، فما نشهده حالياً مع احترامى للجميع يثير ضحك الناس، فتجد هذا يتشاجر مع الآخر على المركز الأول، ويتهمه بتزوير الإيرادات لصالح فيلمه، وهؤلاء أقول لهم: «خلوا الجمهور هو اللى يحكم، فأنت قد تقدم عملاً جيداً يجعلك فى الصدارة، وبعدها تقدم عملاً آخر يُبعدك عن المركز الأول»، فالصدارة تكون للعمل الفنى وليس الفنان.
 
على ذكرك للجمهور.. هل تغير ذوقه الفنى حالياً عما كان عليه فى السابق بحسب رأيك؟
- إطلاقاً، فالجمهور كما هو لم يتغير، ولذلك أعارض مقولة «أصل الجمهور عاوز كده»، فإذا تحدثنا عن طبقة الشعبيين والحرفيين، ستجد أنهم ينجذبون لأفلام الأكشن دائماً، ولنا فى أفلام الراحل فريد شوقى خير مثال، حيث كان الجمهور يتسابق لمشاهدة أفلامه، ولكن بعض الفنانين الجدد حالياً أصابهم الجنون، وأتمنى أن يعوا المعنى الحقيقى للفن، وأنا هنا لا أعمم كلامى على الجميع نظراً لوجود ممثلين ملتزمين جداً، ولكن بعضهم أصابه الشطط فى أفعاله وأقواله، وربما أن الإبهار السريع والشهرة المبكرة السبب فى وصولهم لتلك الحالة، فأنا ظللت 10 سنوات أقدم أدواراً عادية، ولم أكن أكملت حينها عامى الثالث عشر، وبعدها تخبطت فى أدوار صغيرة جداً، ثم ازدادت مساحة أدوارى نسبياً بدءاً من «ميرامار»، أى إننى سرت حياتى الفنية خطوة تلو الأخرى، ولذلك أدرك قيمة الفن جيداً، «ولكن النجومية بتبهر بعض الفنانين الجدد فمبيحافظوش عليها فبينزلوا بسرعة».
 
هل تعتبرين تصنيف بعض الأفلام الحالية بأنها الأعلى إيراداً فى تاريخ السينما المصرية ظلماً لأفلامك التى كانت تحقق إيرادات مرتفعة وقت عرضها؟
- بالعكس، فإيرادات أفلامى حققت أكثر من المعروض حالياً، لأن قيمة التذكرة حينها كانت بـ3 جنيهات من منفذ البيع، وخمسة جنيهات عند شرائها من السوق السوداء، وكان يستمر عرض أفلامى فى السينمات لعام كامل، ولنا فى فيلمى «بمبة كشر» و«الباطنية» خير مثال ودليل، كما وصلت مدة عرض بعض أفلامى الأخرى إلى 8 أشهر، وفى المقابل، فإن قيمة التذكرة حالياً وصلت إلى 150 جنيهاً فى المولات التجارية، كما أن الأفلام لا يستمر عرضها سوى شهر أو ما يزيد عنه بقليل، وبالتالى إذا قست الفارق بين مرتادى أفلامى وقيمة التذاكر، ستجد أن أفلامى هى الأعلى إيراداً فى تاريخ السينما، بحكم متابعتها من ملايين المشاهدين على مدار أشهر السنة.
 
الحياة الفنية تعانى الشللية.. والشهرة المبكرة أصابت بعض الفنانين الجدد بالجنون... لمصلحة من تفريغ الساحة من الأعمال الهادفة لصالح السطحية؟.. والأفلام السياسية رسخت نجاحى عند الجمهور
علمنا أنك شاهدت أخيراً فيلم «يوم الدين» للمخرج أبوبكر شوقى.. فما انطباعك عنه؟
 
- فكرة «يوم الدين» تتسم بالجرأة، ولكن الفيلم له إيجابياته وسلبياته، فهو من الناحية الإنسانية يحمل رسالة جيدة، سواء على مستوى علاقة البطل بالطفل، والمسلم والمسيحى، كما أعجبت بتكنيك تصويره وإخراجه، ولكن الجمهور صُدم من هيئة بطل الفيلم لكونها غير مألوفة، وربما أنه كان اختياراً متعمداً من صناعه لتوصيل الرسالة، ولكنها لم تُغلف بشكل جيد من وجهة نظرى، فكان لا بد من إبراز مدى نبذ المجتمع للبطل ونفور الناس منه، كما أن الفيلم تضمن عدداً من المشاهد المقززة، ومنها الجاموسة العائمة فى الترعة ومشاهد القمامة، فأنا لا أحب وجود هذه المشاهد فى أفلام مصرية مُشاركة فى مهرجانات دولية.
 
ولكن هذه المشاهد مستمدة من الحياة والفن بدوره مرآة للواقع؟
- قدمت أفلاماً واقعية كـ «عزبة الصفيح» و«المدبح»، وتضمنت مشاهد لعشوائيات وما شابه ولكنها اقترنت بدراما جذابة للجمهور، إلا أن «يوم الدين» ركز كثيراً على المشاهد المشار إليها، وهو فيلم شارك فى الدورة الماضية من مهرجان «كان»، ويبدو أن هذه النوعية من الأفلام هى التى تلقى قبولاً فى المهرجانات، وبصراحة شديدة أرى أن فيلم «يوم الدين» أخذ أكبر من حجمه بكثير.
 
أعلنت أخيراً تجهيزك لمشروع فيلم مخابراتى جديد.. ماذا عنه؟
- لا أود الحديث عنه حالياً لحين اكتمال تحضيراته.
 
هل انزعجت من تعليق الناقد طارق الشناوى عن هذا الفيلم بقوله: «الزمن لا يعود للوراء وأنك لم تعودى بطلة السينما بحكم تغير الزمن والجمهور»؟
- على الإطلاق، لأنه عبر عن رأيه الشخصى، وأنا واثقة من تلهف جمهورى لمشاهدتى على الشاشة، لأنى إنسانة صادقة جداً مع نفسى، وأعى حجمى ومكانتى عند الناس، وأعتبر الثقة المتبادلة بينى وبين الجمهور سر نجاحى، «وبعدين الأيام بيننا وهنشوف الناس مستنيانى ولا لأ»، علماً بأننى اكتشفت أخيراً أن الجيل الجديد يحبنى بشدة، وذلك اتضح جلياً عبر إحصائية أجريت عبر مواقع التواصل الاجتماعى، أظهرت تراوح أعمار جمهورى الحالى من 18 إلى 30 عاماً، وأندهش كثيراً من محبة الأطفال لشخصى، ومشاهدتهم لأفلامى السياسية التى ربما لا يجيدون فهمها، ولذلك أعتبر نفسى نجمة كل العصور والأجيال، لا سيما أن أفلامى استشرفت بكل ما يُقدم حالياً، سواء على مستوى أفلام السياسة والأكشن والغموض والإثارة.
 
بم تنصحين الفنان محمد رمضان الذى أصبح مثار جدل كبير خلال الآونة الأخيرة؟
- هو فنان جيد، وأنصحه بعدم الغرور والتركيز فى فنه أكثر من مظاهر حياته، وضرورة تقديم أعمال هادفة للشباب، لأنه قدوة لهم.
 
أخيراً.. من له المصلحة فى تعديل تاريخ ميلادك عبر موقع «ويكيبيديا» حسبما أعلنت أكثر من مرة؟
- مافيا معروفة وجيش من الحاقدين، ظناً بأن جمهورى سينفض من حولى، رغم أن الفنان إنسان بلا عمر، فتقييمه يُقاس بأعماله وبصماته الفنية، ومن ثم فهؤلاء يتبعون شخصاً فاشلاً غير قادر على الوصول لأمجادى ونجاحاتى الفنية، وأقول لهم: «انتوا صعبانين علىّ جداً».