سر القيء الغريب.. أم تروي كيف فقدت أطفالها الـ3 في 5 أشهر بكفرالشيخ
حوادث | مصراوى
الاربعاء ١٧ اكتوبر ٢٠١٨
لم تفارقها الأحزان طوال 5 أشهر، بدأت فصول حزنها نوفمبر من العام الماضي، حزن شتت تفكيرها، وأدمى قلبها، بفراق أطفالها الـ3 واحدًا تلو الآخر، تعددت الأسباب والموت واحدٌ، كُتبت أسباب كل وفاة في الخانة المخصصة بشهادات وفاتهم، لكن الحقيقة المؤلمة أنهم فارقوها إلى الأبد.
"ربنا يصبرني على فراق أعز الأحباب عيالي فلذة كبدي.. 5 شهور وأنا باكلم نفسي.. لسه باحس إنهم بيكلموني.. وساعات باشوفهم ماشيين في الشارع زي الأولاد.. نفسي أرجع أضمهم في حضني تاني"، بكل أسى تحدثت غادة محمد حسني خليل مغربي، 26 سنة، ربة منزل، المقيمة بمدينة فوه بمحافظة كفرالشيخ، وهي تروي حكاية فقدان أبنائها الـ3 خلال 5 أشهر بينهم طفلين توفيا خلال 21 يومًا.
بدأت الأم الثكلى حكايتها من شهر نوفمبر من العام الماضي 2017، كانت بداية الآلام بفقدانها طفلتها الصغيرة "ساندي"، البالغة من العمر عامين و3 أشهر، دون مرض أو سابق إنذار، فقط تعرضت فجأة لإعياء شديد، جعلها تتقيأ وتقذف من فمها قيء غريب، لتفارق الحياة في نفس اليوم، بعد أن عرضتها على طبيب أبلغها أنها مصابة باشتباه نزلة برد، حتى جاء قدر الله وصعدت روحها إلى بارئها، كتب في خانة سبب الوفاة في شهادة وفاتها "فشل تنفسي حاد".
قالت الأم المكلومة لـ"مصراوي"، إنه بعد مرور 3 أشهر وتحديدًا يوم 13 فبراير من العام الجاري 2018 كانت على موعد مع صدمة أخرى بوفاة طفلها "سيف"، 5 سنوات، وكان في "كي جي 2" ولم يشكو من أي أمراض، ولكن حدث له ما حدث لشقيقته، قيء غريب ثم وفاة مفاجئة.
تابعت قائلة: "قذف نفس القيء من فمه وتوجهت به لطبيبين أبلغاني أن نوعية هذا القيء غريب جدًا، وربما تعرض لنزلة معوية، وعلى الرغم من آلامه كانت روحه دائمًا في الحضانة لدرجة إنه ترك فراشه، وقام بتحضير مستلزمات دراسته لتجهيزها استعدادًا للانتظام في الحضانة، وفي الصباح توجه للحضانة وطلب أن يتناول ماء وبعد أن شرب سقط مغشيًا عليه حتى اختاره الله في هذا التاريخ، وكتب أمام خانة سبب الوفاة في شهادته وفاته "فشل القلب".
أضافت أنه بعد وفاة ابنها "سيف" بثلاثة أيام توجهت بطفلتها الكبرى "ملك" برفقة والدها إلى محافظة الإسكندرية، وأجرت لها فحوصات وتحاليل طبية كاملة ودقيقة، لبيان ما إذا كانت طفلتها الكبرى تحمل مرضًا من عدمه وأظهرت الفحوصات أنها لا تحمل أي مرض، وكل أعضاء جسمها سليمة.
وأكدت الأم أنه بعد وفاة طفلها "سيف" بــ21 يومًا كان موعد وفاة الإبنة الكبرى "ملك" يوم 3 مارس من العام الحالي 2018، إذ اكتشفت وفاتها عندما لاحظت نومها أمام الكمبيوتر، فحملتها لسريرها وظلت نائمة فترة طويلة، وبمتابعتها فوجئت الأم بابنتها تخرج نفس القيء الغريب من فمها أثناء نومها، فتوجهت بها إلى مستشفى التأمين الصحي بفوه، بأبلغها الأطباء بوفاة البنت قائلين لها "أمر ربنا نفد"، أما سبب الوفاة في شهادة الوفاة فكان "الفشل الكلوي غير المحدد".
"أنا عقلي هايطير مني.. التفكير هايموت دماغي.. مش عارفة أعمل حاجة.. أنا تعبانة وربنا اللي عالم بيا"، استطردت الأم كلامها بعدما دخلت في نوبة بكاء استغرقت وقتًا طويلًا توقفت عن الكلام أثناء حديثها لمراسل "مصراوي" عندما ذكرت أنها جمعت صور أطفالها ودفاتر طفلين منهما من القمامة.
واستكملت كلامها قائلة: "بعد وفاة الإبنة الكبرى "ملك" طردني زوجي من الشقة واستحوذ على كل منقولاتي قائلًا لي:"خلاص مفيش نصيب وكل واحد يروح لحاله"، وانفصلنا علمًا أنه رفض تشريح "ساندي" و"سيف" بعدما طلبت ذلك قبل أن تتوفى "ملك" وبعد انفصالنا فوجئت بإلقائه صورة الأطفال الثلاثة ودفاتر "ملك" و"سيف" في القمامة".
واختتمت حديثها بطلب مساعدتها على أداء فريضة عمرة، وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يهدأ قلبها من الآم فقدان أطفالها الثلاثة، مشيرة إلى أنها مازالت تراهم يسيرون في الشارع كلما رأت تلاميذ في مثل أعمارهم.