مرثية العمر الضائع بين ... السيات والمرسيدس
عبد المنعم بدوي
الاربعاء ١٧ اكتوبر ٢٠١٨
عبد المنعم بدوى
رغم السنين التى ضاعت فى الجرى وراء الحلم ... خاب هذا الحلم ، رغم كل مابنيته حوله من جدران لحمايته ، فعندما يقول رئيس الدوله ، أننا فى حرب 1973 ، كنا مثل السياره السيات وأسرائيل مثل السياره المرسيدس ، حيث أن النظام فى ذلك الوقت لم يكن يقول كل الحقيقه .
والسؤال : هل تغيرت الأن فلسفه وأسلوب الحكم عنه فى عام 1973 ؟ ... هل أصبحت الحريات ، والديمقراطيه ، وحقوق الأنسان ، وتكافؤ الفرص والمساواه ، أفضل منها عما كانت عليه فى 1973 .
كان السادات يعادى المثقفين ، وكان نظام مبارك لايهتم بثقافة التحضر ... أهتم بتلميع نظامه ، وبقاءه على كرسى الحكم .
ألأمر الذى أدى الى زيادة الاوضاع سوءا ، وتفشت ثقافة الفقر والتخلف ، حتى أنتشر القبح والجهل والتخلف فى مجتمعنا بالمقارنه بأسرائيل ،فعلى سبيل المثال توجد 3 جامعات أسرائيليه ضمن أفضل 100 جامعه على مستوى العالم ، وفى المقابل لاتوجد جامعه مصريه واحده ضمن ال 500 جامعه الأولى على مستوى العالم ، نحن ننتج فى مصر 17 كتاب لكل مليون مصرى فى السنه ، بينما فى أسرائيل تنتج 2000 كتاب لكل مليون مواطن أسرائيلى .
أنظر حولك تجد أن عقول المصريين معطوبه ، معطله ، مشغوله بأشياء لاتمت لصناعة الحضاره والتقدم بصله ... لدينا أكثر من 40 مليون مواطن تحت خط الفقر ، ونسبة أميه مثلهم تقريبا ، بالأضافه الى كم هائل من العشوائيات ... لتستنتج بدون أى مجهود ، أننا نواجه مجتمع كارثى من ( السكان الزائدين عن الحاجه ) .
لابد أذا أردنا أن نصبح سياره مرسيدس أن نغير من فلسفه وأسلوب الحكم ، الذى أوصلنا الى هذه الحاله ، والذى لم يتغير منذ حوالى 70 سنه ، أن أسلوب المسكنات الأجتماعيه مثل الأعانات والتكافل وتوزيع الكراتين لن يجدى بل يفاقم الأوضاع سوءا ، لابد من الحريات والديمقراطيه وأحترام حقوق الأنسان ، حتى يشعر المواطن المطحون والمحبط ، بأن هناك من يتبنى قضيته ويشاركه فيها .