الأقباط متحدون - من التراث الإنساني العالمي فريدرك شوبان شاعر البيانو
  • ٠١:٤٩
  • الاربعاء , ١٧ اكتوبر ٢٠١٨
English version

من التراث الإنساني العالمي فريدرك شوبان شاعر البيانو

ماجد كامل

مساحة رأي

١٤: ٠١ م +02:00 EET

الاربعاء ١٧ اكتوبر ٢٠١٨

فريدرك شوبان
فريدرك شوبان

( 1810- 1849 )

بقلم /ماجد كامل
يعتبر الموسيقار البولندي العالمي والملقب ب"شاعر البيانو" " نظرا لما تميزت به موسيقاه من شاعرية وجمال ؛ واحدا من أهم عباقرة الموسيقي في العالم خصوصا الموسيقي الموزعة علي آلة البيانو ؛ ولقد ولد شوبان عام 1810 من أب فرنسي الأصل وأم بولندية ؛ وعندما بلغ من العمر 15 سنة أحتلت القوات الروسية بلده بولندة ؛فتجمع الأصدقاء حوله يطلبون منه الهروب من بولندة إلي أي بلد آخر حتي يتمكن من مواصلة إبداعاته ؛وليحمل معه موسيقي وطنه بولندة وقضيتها إلي جميع أنحاء العالم ؛وفي البداية رفض شوبان العرض لأنه يريد أن يبقي ويشارك وطنه في كقاحه ضد المستعمر ؛ولكنهم أقنعوه أن لن يستطيع حمل السلاح نظرا لضغف صحته وأصابته بداء الصدر ؛ فأقتنع برأيهم وغادر بولندة بعد أن ودعوه وداعا مؤثرا ؛وأهدوه لفافة بها حفنة من تراب الوطن حتي لا ينساه طوال حياته ؛وكلفوه أن يخلد وطنه بولندة من خلال موسيقاه ؛ وسافر إلي فرنسا وطن أبيه وهناك وجد المناخ الطيب لكي تظهر فيها موهبته وتتفتح ؛ وأشتهر بمهارته الشديدة في العزف علي البيانو حتي أعتبره النقاد أعظم عازف للبيانو في تاريخ الموسيقي كلها ؛ولقد لبي رغبة أهله وشعبه في بولندة بأن يخلدها في موسيقاه ؛ فتأثر بموسيقي بلاده الشعبية وأغاني الفلاحين البسطاء وألحان الفولكلور البولندي ؛ وبالفعل نجح شوبان في أن يجعل العالم يستمع ويستمتع بالموسيقي البولندية الشعبية ؛ ولقد عشق شوبان وطنه بولندة حتي النخاع لدرجة أنه كتب في مذكراته يقول "عزيزتي بولندة .... أراك من خلال الضباب الكثيف بعيني أمي وفمها ؛بولندة التي تنشدين وتبكين ؛أيتها الارض الحبيبة المسكينة ؛إن قلبي لك " ولقد أعجب عباقرة الموسيقي في العالم بموسيقي شوبان ومنهم الموسيقار المجري الشهير "فرانز ليست"

( 1811- 1886 ) و هو عبقرية موسيقية أخري في العزف علي البيانو ولكن الشيء الجميل أنه لم يغار منه أو يحاول تحطيمه حتي تخل ساحة العزف علي البيانو له وحده ؛بل علي العكس أحتضنه وقدمه للجمهور والنقاد ؛بل أروع من هذا أنه ذات ليلة حضر جمهور كبير لسماع موسيقي ليست وألحانه ؛وكان يعزف في نفس الليلة شوبان في مسرح آخر فما كان من ليست إلا أن أصطحب جمهوره ودعاه ليستمع إلي حفل شوبان وذهب بهم معهم ؛ وذلك نوعا من التشجيع لموهبة شابة تتفتح ؛ كما كتب مقالا عنه في أحدي المجلات الموسيقية بعنوان "مقدمات للبيانو" قال فيه من ضمن ما قال " هذه هي المقدمات الشعرية الجديدة لشاعر معاصر كبير .... فهي ترقي بالروح إلي حدود المثالية " كما كتب عنه الموسيقار الإلماني "روبرت شومان " ( 1810- 1856 ) بعد أن أستمع إلي موسيقاه في أحدي الحفلات " أخلعوا قبعاتكم أيها السادة ... فنحن أمام عازف عبقري " ولقد صادق شوبان جميع الأدباء والفنانين في عصره وكان الجميع يحبونه ومنهم الموسيقار الفرنسي هيكتور برليوز ( 1803 – 1896 ) و الشاعر الفرنسي ألفريد دي موسيه (1810 – 1857 ) والشاعر الفرنسي الشهير فيكتور هيجو

( 1802- 1885 ) ولعل السبب في هذه المحبة هي دماثة خلقه وطيبة قلبه ؛ وعندما توفي في 17 أكتوبر 1849 بكاه الجميع ؛ وصلوا عليه في أحدي الكنائس في فرنسا ؛وعزفت فيه موسيقي موتسارت ؛ونثروا علي قبره حفنة التراب التي أحضرها من بلده بولندة قبل رحيله عنها ؛وأوصي قبل وفاته أن يدفن قلبه في وطنه الأم بولندة وبقيت أعماله تحفة خالدة في تاريخ الموسيقي والتراث الإنساني العالمي .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد