الأقباط متحدون | غزوة التحرير
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٢٦ | الأحد ٣١ يوليو ٢٠١١ | ٢٤ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

غزوة التحرير

الأحد ٣١ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم :زكريا رمزى زكى
إن ما حدث يوم 29 يوليو فى ميدان التحرير لابد من الوقوف أمامه طويلا . لأننا بهذا أصبحنا بكل تأكيد أمام ثورة مضادة للثورة المصرية الشبابية التى إنطلقت يوم 25 يناير ، ثورة خرجت من خلف الظلمة لتصنع الشقاق بين المجتمع المصرى الذى طالما تباهينا بتوحده خلال أيام الثورة الأولى , خرجت وكأنها تبعث برسائل كثيرة لكل القوى الموجودة فى مصر أهمها أننا ( أى الاسلاميون ) أقوياء كثيرو العدد ، مرابطين حارسين للعقيدة كما يدعون هم وكأن العقيدة تواجه لصوص يريدون أن يسرقونها ، إنها دعوات للجهل والتخلف دعونا نسميها الثورة الوهابية الثانية بميدان التحرير لأن الوهابيين هم الذين تصدروا المشهد فى هذا اليوم بعدما خدعوا الثوار الحقيقيين والأحرار والليبراليين وإلتفوا على الاتفاق معهم على عدم رفع أى شعارات تؤدى الى الفرقة , وبعدما تمكنوا من الميدان رفعوا شعارات تؤدى الى هدم مصر وتؤكد أن هؤلاء لهم ميول خارجية وتمويلات تغدق عليهم من السعودية بعدما إمتلأ الميدان بأعلام هذه الدولة فى موقف غريب بدأ منذ شهرين حين اعتصم سلفيو قنا معترضين على تعيين محافظ قبطى وظهر العلم السعودى لأول مرة فى تاريخ مصر مع المعتصمين .

من وقتها ويثبت هؤلاء السلفيون أن انتماءهم أكثر الى السعودية وليس الى مصر . إن ما حدث فى ميدان التحرير يعد خيانة عظمى للوطن لا يمكن السكوت عليه لاننا نبهنا مرارا إن الحرب بين الليبرالية والفاشية ستكون على أشدها . والغريب أن هؤلاء يكفرون كل من لا يسير على نهجهم وهواهم ، يراوغون وينقلبون على أقوالهم . الآن هم يقولون أن الثورة فى بدايتها لولاهم ماكانت نجحت وهم الذين كانوا يهتفوا على المنابر بحرمة الخروج على الحاكم فى فيديوهات واضحة لكبار مشايخهم , والآن يكررون نفس السيناريو ويحرمون الخروج على المجلس العسكرى , انها نفس المبادىء التى قامت عليها حركتهم فى القرن الماضى فى الجزيرة العربية عندما دعى زعيمهم محمد بن عبد الوهاب الى ضرورة العودة الى تعاليم الاسلام فلم يكن هذا يقلق الدولة العثمانية لكنه ارتد ودعا الى وجود خلافة وحاكم اسلامى منهم فابادهم محمد على لكنت بقيت أفكارهم التى يصدرونها الينا مع أموال الزكاة وملايين الريالات . والمشهد الثانى هو رفع هؤلاء لأعلام تنظيم القاعدة حينها تيقنا أن كل التنظيمات الإرهابية خرجت من كنفهم وعباءتهم وهم ابناء شرعيين لها . فهتافهم الموحد " صور صور يا أوباما التحرير كله أسامة " يدل على تأييدهم للإرهاب الذى كان يقوم به كبيرهم أسامة بن لادن فى قتل الأبرياء بحجة الدفاع عن الدين .

وههنا أود أن أوجه رسالة لهؤلاء مفادها أن الأديان تصون الإنسان وترفع قيمته وتدافع عنه ضد الباطل وليست هى بضعيفة حتى يدافع عنها إنسان ، وأن القتل هو القتل من قتل فرد كأنما قتل الناس جميعا ولو لديه ألف حجة فالله يعاقب القاتل حتى ولو قتل نفسه , فما بالكم بقاتل الأبرياء الذى يرفعون صوره فى الميدان ليؤكدوا أنهم قتلة ويحبون القتل والتخريب ويدعون له , الغريب أن ميدان التحرير الذى كان يعج بروح الوحدة والتآلف حين كان هؤلاء غير متواجدين فيه الآن أصبح يفرق ولا يجمع . والغريب أيضا أن هؤلاء أرادوا تطبيق الشريعة فى الميدان حين منعوا تشغيل الأغانى الوطنية ورفع شعارات الدولة المدنية وكأنهم غزوا الميدان ويريدون جمع الغنائم من الأعداء , وهذا ليس مصطلح من عندى فأحد مشايخهم صرح بأن وقفة الإسلاميين فى ميدان التحرير هزت قلوب أعداء الإسلام , كأننا فى حرب حقيقية بكل أركانها طرفاها الليبراليين والإسلاميين والأسلحة هى الشعارات التى إستطاع الفريق الثانى فيها التفوق وغزو الفريق الأول . رأينا بعض زعماؤهم بعد انتهاء الغزوة وهم منتشين فى القنوات الفضائية يتحدثون بكل سرور وغبطة وكأنهم للتو خارجين من حرب منتصرين فيها .

إن هؤلاء لا يعلمون أن مصر بلد الحضارات والتنوع على مر العصور إنهم جهلة بالتاريخ والجغرافيا وكل شىء وحتى بقواعد دينهم , لأن مصر لا ولن تكون كما يبغون والا الخراب سيحل على الجميع , لأن مصر ليست لطائفة واحدة حتى تفرض هذه الطائفة رأيها على الجميع بل هناك طوائف لها الحق فى الحياة والمعيشة بعيدا عن تعنت وصلف هؤلاء . وليس بمثال السودان بعيدا عن الأذهان نفس التفكير الغبى , إن الدولة الدينية التى يطالب بها هؤلاء موجودة حولنا فليأخذوا هذه الأمثلة ويفكروا لدقائق هل يريدون مصر كالصومال أو السودان أو أفغانستان أو العراق , هذه هى الدول التى حكمها أمثال هؤلاء هل تعجبهم هذه الأمثلة والنماذج لبناء دولة مصر على أساسها , إن مافعله الإسلاميون فى ميدان التحرير لهو ناقوس خطر لنا جميعا , عقلاء هذه البلد والليبراليين والأقباط الكل يجب أن يتصدوا لمثل هؤلاء بكل علانية , ايها الصامتون تكلموا وتحركوا حتى لا تندموا حين لا يفيد الندم فى شىء , حافظوا على مصر العزيزة الغالية , لأن الوقت مازال ممكنا و لأن مصر أغلى من الجميع




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :