الأقباط متحدون - وقف إطلاق النار
  • ١٣:٣٦
  • الأحد , ٢١ اكتوبر ٢٠١٨
English version

وقف إطلاق النار

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣١: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ٢١ اكتوبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
بالرغم أن وقف إطلاق النار بين الجيشين المصري والإسرائيلي لم يكن حقيقة فاعلة وواقعة إلا في يناير من عام 1974، أي أن القتال المحتدم والقتال في شكل المناوشات استمر قرابة الثلاث أشهر إلا أن محاولات وقف إطلاق النار الجادة بدأت من يوم السادس عشر من أكتوبر، وكللت بالنجاح الورقي بإصدار قرار 338 في يوم الثاني والعشرين من أكتوبر من عام 1973، وفي هذه حكاية تعرفك كيف كان الأمريكان يسعون لكسر نجاح المصريين لدفعهم للمفاوضات؟

كان من المتوقع لدى الأمريكان أن يتقدم السوفييت بفكرة لقاء بين دوبرنيين السفير السوفييتي بالولايات المتحدة وكيسنجر وزير الخارجية الأمريكي، لكن السوفييت أخطأوا خطأ كبيراً أدى لتضييق الخناق على المصريين وإطالة فترة الضغط عليهم، إذ طلبوا أن يأتيهم كيسنجر، وقد اهتبل الثعلب الدبلوماسي الفرصة وقبل الطلب لان في ذلك فرصة له أكثر من ثماني ساعات دون مفاوضات، إذ هو في طريقه لهم، كما أنه يمكنه أن يراوغ ويطلب منهم مهلة ليعود لرئيسه نيكسون، إلا أن الأخيرة فاتت عليه، لأن نيكسون أرسل له وللسوفييت معا برقية تفوض كيسنجر في أي شيء يتفقوا عليه، اكتفى كيسنجر بمدة سفره لهم، وبمدة المفاوضات معهم، ليتيح الفرصة للجيش الإسرائيلي تكبيد جيشنا أكبر خسائر ممكنة، وزيادة مساحة الأرض المحتلة فيما يعرف بالثغرة، لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة، إذ قُبِل بضراوة من الجيش المصري وصد الهجوم الإسرائيلي حتى أن جولدا مائير اعترضت على ما فعله كيسنجر، وأوضحت ضيقها من قرار وقف إطلاق النار، الذي اتخذه بالاشتراك مع السوفييت حين وصلها لتل أبيب وبرغم طمأنته لها أن بإمكانها أن تخترق القرار، وبرغم أنها فعلت هذا عدة مرات حتى يوم الثامن والعشرين من أكتوبر ضاربة عرض الحائط بالقرارين التاليين على ما جاء بالقرار السابق، أخذا رقمي 339 340، لكن كان في كل هذا جيشنا صامد قادر على صد الهجمات بالاشتراك مع مدنيين بواسل ضربوا أعظم وأسمى آيات الفدائية والوطنية.

ربما المسألة لم تكن أبدا سهلة على الإسرائيليين أن يجلسوا على مائدة المفاوضات وهم منهزمين، ولأن كيسنجر الثعلب الأمريكي يفهم هذا، لذا كان يسعى لأن يخرج الأمر بالتعادل بين الجيشين لينسحب كلا منهما مما ربحه، لكن الجمسي رفض ذلك المقترح الإسرائيلي الذي قدموه في أولى لحظات وقف إطلاق النار عند الكيلو مئة وواحد، وأكد على رفض تلك الفكرة لأن لا عدد الجنود ولا عدد المجنزرات ولا عدد القطع المتواجدة في  شرق القناة في معية المصريين تقترب بأي حل من الأحوال من نظيرتها التي في معية الإسرائيليين في غرب القناة، كان الإسرائيليون يصدرون فكرة أن الحرب خرجت تعادل، لكن الحقيقة كانت أنهم هزموا وأجبروا وأمريكا على الرضوخ على قواعد لعبة جديدة سنها العرب وقت أن كانوا متحدين بحق بحرب استخدم فيها كل سلاح حتى سلاح النفط.

المختصر المفيد الاتحاد قوة.