مدرسة إعداد الكاتب
سامح سليمان
الاثنين ٢٢ اكتوبر ٢٠١٨
سامح سليمان
بعد التحية أرغب في التعريف بشخصي وبالرؤية التي تأسست عليها الدورة التدريبية المعروفة بأسم : مدرسة إعداد الكاتب .
أنا سامح سليمان كاتب ومدرب تنمية ثقافية وكتابة أدبية وسينمائية،أنا مؤمن جداً بوحدة العلوم وبالعلاقة الوثيقة بين العلوم والفنون وبين الفنون وبعضها البعض،وبالعلاقة بين المهارات الشخصية والكفاءة العقلية والذهنية ومدي جودة المنتج الأدبي أو الفني بشكل عام .
لذا فقناعتي هى عدم كفاية امتلاك الكاتب أو الأديب لمعرفة تقنيات الكتابة الأدبية أو الفكرية، بل وحتى دوامه على القراءة بتشعب وكثافة لامتلاك مهارة الكتابة الإبداعية الحية نافذة العمق والأثر.
(وللأسف الشديد غالبية الورش والدورات التدريبية لا تهتم إلا بالتقنيات ولا تهتم أبداً بإعداد الكاتب على المستوى النفسي والفكري والعقلي والفني فلا ينتج عن ذلك إلا المزيد من الهراء والثرثرة وفي أفضل الأحوال إجترار لنصوص جيدة شهيرة )
ولكن يجب على الكاتب أن يكون ذا ثقافة موسوعية، وأن يكون قارئًا عميق فى مختلف العلوم .
فمدى ثقافة الكاتب ـ وأيضًا جودة قدراته الذهنية ـ لهما دور كبير في جودة النص واتساعه ودوام أهميته،سواء امتلاك القدرة على التخيل (شخوص أو أحداث أو عوالم) وإنتاج معالجات جديدة لموضوعات قديمة،وكسر الأطر المهترئة من فرط الاستهلاك ثم خلق أطر جديدة مرنة،أيضاً قوة الملاحظة وامتلاك ذاكرة سمعية وبصرية دقيقة،والربط بين عدد من الأحداث والأفكار التي يكتنفها ظاهريًا عدم الترابط،والتحليل والوصول إلي استنتاجات يصعب على الكثيرين الوصول إليها، امتلاك حس نقدي ونهم للوعي والفهم والطرق بقوة وشجاعة لكافة أبواب المعرفة،بخلاف أهم الخصال وهي المثابرة والجلد والجدية والمرونة والتأمل، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والعمل الدؤوب على تنمية القدرات الذهنية، ومستوى الذكاء اللغوي والاجتماعي والعاطفي والإبداعي بل وحتى الرياضي.
تلك الرؤية والقناعة هي السبب الرئيس لتأسيس وإعداد تلك الدورة التدريبية الشاملة المعروفة بأسم : مدرسة إعداد الكاتب ( التدريب يشتمل على امتلاك وتنمية المهارات الواجب توافرها لدى الكاتب ودراسة لأهم مدارس علم النفس وأهم المدارس الفلسفية والأدبية وفن كتابة وقراءة ونقد النص القصصي والروائي وفن مشاهدة الفيلم السينمائي وتحليل مضمونه )
فالهدف الرئيس من مدرسة إعداد الكاتب وتشرفي بتنفيذ تلك الرؤية التي تأسست عليها هو مساعدة المتدرب على تنمية قدراته الذهنية، وامتلاك قاعدة فكرية وثقافية جيدة ورؤية ثاقبة مكتملة الأركان، ومشروع أدبي فلسفي تنويري قائم على أسس علمية،وامتلاك الكاتب للقدرة على تجسيد مشروعه الفكري والأدبي والتعبير عنه بأسلوب جمالي راقً، غير دعائي، و الحصول على أهم الأدوات التي تساعد على التمكن من صياغة نص متعدد الأبعاد، ذي ثقل حقيقي