بائع الورد
عبد المنعم بدوي
٣٢:
٠٥
م +02:00 EET
الثلاثاء ٢٣ اكتوبر ٢٠١٨
بقلم : عبد المنعم بدوى
كان يقف امام مطلع كوبرى المعادى صباح اليوم ... اسمر ، قصير ، منهك ، علامات الشقاء بادية عليه ..... يقفز فى رشاقه بين السيارات المتباطئه ، ساعيا على رزقه .
يحمل بين يديه باقات جميله من الورود ليبيعها بمناسبة اعياد الربيع. .... جاء بجانبى وقال انا عايز ١٠٠ جنيه ، ولا اقولك ٥٠ جنيه ، انت راكب عربيه بالشيئ الفلانى ، طلعوا بقى اللى عاملينه على ألبكم ..
دار رأسى ... لو كان يعلم هذا الصبى قيمة ما يحمله بين يديه ، لو كان يعلم انه لا توجد لغه ارق واجمل من لغه الورد .... حتما ما كان قالها
لو كان يعلم ان زهرة " القرنفل " تعنى الجمال والكبرياء
لو كان يعلم ان زهرة " النرجس " تعنى الشهامه والنخوه
لو كان يعلم ان زهرة " الياسمين " تعنى الاخلاص والولاء
لو كان يعلم ان زهرة " الفل " تعنى الحب والوفاء
لقد كان يحمل كل هذه المعانى الراقيه بين يديه وهو لايدرى ..... انطلقت وانا غير مصدق لما سمعت ، حاولت ان افيق من ألم سياط احرف هذا الصبى الذى الهب ضميرى ... هل نحن مقصرون فى حق هؤلاء ، متى نرى المعانى الكامنه فى الاشياء ، متى نخرج من الحيز الضيق الى افق الحلم الواسع .
افتح راديو السياره ، على كلمات الشاعر بيرم التونسى وغناء ام كلثوم وهى تقول :
شوف الزهور بقى وإتعلم. بين الحبايب تعرف تتكلم
واذا اهداه الورد حبيب لحبيب. يكون معناه وصاله قريب
فعلا انه لولا الورد فى هذه الدنيا ، لماتت عقولنا بما يفعله الواقع .. ..
سأجمع اليوم
الورد الى عينيك
أم خديك اهديه
لا تخجلى فالورد انت
وحدائق الورد فى خديك