أنفاس الله
أوليفر
الاربعاء ٢٤ اكتوبر ٢٠١٨
Oliverكتبها
- الكتاب المقدس هو أنفاس الله. اللقب الجميل الذى أطلقه القديسون علي كلمة الرب.أنفاس الله حياة الله التي صارت لنا حياة.النَفَس يخرج من الصدر حيث القلب أيضاً.كلمة الله خرجت من قلب الله و بقيت في قلبه ساكنة معه لا تزول لأن السماء و الأرض تزولان و كلمة الرب في قلبه تسكن إلي الأبد. تأتى إلينا و لا ترجع إليه فارغة.كلمة الرب شبكة الرب لصيد النفوس.
- النفس حياة و كلمة الرب حياة.الله نفخ في أنف آدم نفس النفخة .دخلت النفخة آدم فأخذت ما في قلب الرب و سكنت في قلب آدم.لذلك لم يكن آدم يحتاج كتاباً للوصية فالنسمة التي نفخها فيه الرب هي حياة الرب في آدم.كان آدم يتنفس من نسمة القدير لكن لما فقدنا نفخة الله بالخطية باتت الحاجة إلي كلمة الرب المكتوبة.على الأحجار و الرقائق ثم إنتقلت لتكون على الأذرع و الجبهة و فى حكايات الآباء لأولادهم .لكن لما تصالحنا مع الآب بمخلصنا الصالح يسوع المسيح إبنه عادت الكلمة لتكون مكتوبة على ألواح قلوبنا بسكني روح الله مصدر أنفاس الله فصارت الكلمة من قلب الله إلى قلب أولاد الله من غير عائق.
- هل تريد إذن أن تسمع أنفاس الله.عيني الجسد لا تسمع إفتح فمك و أطلب روح الله.إجتذب لك روح الفهم.فالصلاة إلى الله تضع في القلب حكمته لتعرف مقاصد الله من خلال أحداث و أشخاص و وصايا الكتاب.لا يمكننا أن نفهم الله من غير أن نسأله.لذا قال بأنفاسه المباركة وعداً : إسألوا تعطوا,فلنسأل الله فهو وحده يعرف قصد كلماته فيعطينا هذه المعرفة و بها نحيا نتحرك و نوجد
-أنفاس الله تتحد بأنفاسك.تتنفس معها فتتحد مشيئتك مع مشيئة الله . طبيعة الله في أنفاس الله فالإنجيل روحه فإذا كانت لك محبة الله ستكون كلمة الروح لك روح و حياة تتنسمها.لا تظن أن كلمة الله تدرك من غير محبة الله فهذا خداع إبليس.فلا يعرف إنسان إنساناً غيره من غير عشرته و محبته و إلا فإنه يبق غريباً عنه لا يدركه, فكم و كم شخص الرب غير المرئي يصير مرئياً بالمحبة وحدها.تكون كلماته علي القلب منسكبة بالمحبة و تكون أفكاره معلنة لخائفيه بالمحبة أيضاً فمن لا يحب الله لا يفهم الله و لا قلبه يدرك أنفاس الله.
-إذا إنغلقت عليك مقاصد الله في كلماته فإفحص قلبك.لعلك لم تغفر لمن أخطأ إليك أو سهوت عن الرحمة أو ضاع منك لطف الله و صبره فصارت الكلمات كالأختام و الأحداث كالألغاز.تصير كالخصى الحبشى لا تفهم ما تقرأ و لا تفرح بأنفاس الله لذلك إعتمد الخصى فإغتسل من فوق و سكنه روح الله فوضحت له أنفاس الله ,غسل الرب يسوع أقدام تلاميذه و ليس رؤوسهم فهذه هي الأقدام التي سارت بعيداً و تاهت حيناً ينبغي أن تغتسل من توهانهالذلك بعد أن غسلهم قال لهم أنتم أنقياء من أجل الكلام الذى كلمتكم به.متي عاد الإبن الضال سيراً عادت أنفاس أبيه في حضن أبيه ركضاَ.الكتاب المقدس حميم إلهي للقلب المنشغل التوبة.وقتها ينفتح السِفر و يأكله العاشقون فيستقر مجدداً في القلب و تعود إلي الكيان الداخلي الذاكرة السمائية.تنطبع علي دواخلنا صورة الله بغسيل التوبة.لذلك لا يفهم غير التائبين كلمة الله كما ينبغي بل يسمعونها فقط للتبكيت .تحملهم كلمة الرب حتي يتوبوا فإن إستجابوا تنمو فيهم أذناً روحية تسمع ما يقوله الروح للكنائس.
- كلما إقتربنا نم الله يقترب إلينا فتكون أنفاسه في صدورنا في قلوبنا .الكلمة تصبح قريبة حين يسود على القلب ملكوت الله و ليس محبة العالم.من يريد أن يقترب من أنفاس الله يضع ـعبه علي صدر المسيح و يرتكن.لا يحمل هماً بل يسكبه بغير تردد لمن يستطيع أن يحمله عنا.يرتاح القلب في حضنه و يتنفس معه.يتنفس مثله.تتحد لغة الإنسان باللغة الإلهية.تأخذ مفرداتك من فوق فلا تقبل ألفاظاً أرضية لا تمجده و لا تظهرك تلميذاً له.لا تقلدوا الألفاظ السطحية فهي تخطف منا لغة المسيح .تجعلنا نتنفس أنفاساً متعبة للقلب ملوثة للصدر و الأفكار.أنفاس الله هي أفكاره الله و بها نتحصن.هكذا نتعلم الكتاب المقدس و هكذا نعيشه و به ننقاد إلي الأبدية.