نبيل المقدس
لا شك أن التطوُّر الدائم في وسائل الاتصال الحديثة جعلت هناك ثَورةٍ عظيمة في النهضة العلمية مما تسببت الي حدوث تَغيُّراتٍ هامة في جميع مجالات الحياة .. فقد ظهرت نتائج هذه التغيّرات على الحكومات والأفراد، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، نتجت عنها النتائج الكثيرة مما تسببت في مشاكل أكثر من فائدتها . وكانت إحدي هذه التطورات العلمية هي شَبكات التواصل الاجتماعي " الفيس بوك والتويتر " التي أصبحت جزءٌ أساسيٌّ وهام من وفي حَياة الإنسان اليومية ... !
وعندما نتعرض لموضوع سياسي أو إقتصادي .. نجد هجوما أو قبولا من زائري التواصل الإجتماعي بنوعيها .. ولا تشعر مَنْ فيهم الأصدق أو علي حق ومَنْ هو علي خطأ .. والغريب نجد أن الذين يكتبون البوستات والتعليقات أغلبهم ليست لهم أي صلة بالإقتصاد أو بالسياسة .؟. ويعطي تصريحاته النارية ويلقي بالإتهامات غير الشريفة علي الحكومة أو حتي رئيس البلاد . وتشعر من تعليقات أغلب الزوار أن الأمر الهام لديهم والمطلوب تحقيقه من الرئيس ومن رجال الحكومة أمران : أولهما ضمان وجود الأكل , وثانيهما هو التمتع بالحياة بدون عمل أو وجود عمل خفيف بمرتب عالي .
أخذني صديق من رواد القهاوي الجادة والتي لا تقبل مثل ما يحدث في باقي أغلب القهاوي الأخري .. وهناك عرفني علي مجموعة من أصدقائه مختلفون في كل شيء علميا ومستوي معيشة .. لكنهم متوحدون في غني الثقافة لديهم .. كل منهم له فكر خاص مؤسس علي مباديء علمية وعلي أصول تاريخية وعلي مفهوم سياسي وإقتصادي نتيجة الخبرة وبقائه في تحاليل المواقف فترة طويلة , وفوجئت أن من يجلس معنا بعض من الصحفيين ووزراء سابقين . وجودي في وسطهم جعلني ابدو صغيرا جدا بالنسبة لهم .. وتيقنت تماما أن كل ما عرضته امام الأصدقاء في صفحتي الفيس بوك ما إلا حفنة من التراب القيها علي كل من يعارضني الراي , وهذا ليس جيدا ولا من الأخلاقيات .. ومن وقتها وانا صممت أن أترك االسياسة والإقتصاد , واستعيض عنها بمشاهدة أو قراءة التحاليل التي تبث إما من البرامج الإخبارية أو من مقالات سياسية , وأحاول أن أستنتج بنفسي إن كانت السياسة تسير علي حق أم غير حق... وبغض النظر أنني اتفق مع سياسة السيسي , إلا انني غير راضي علي أمر هام لم يتخذ فيه حلا فعليا ألا وهي عدم إعداد الدولة بأن تكون دولة مدنية كاملة .
لا شك أن قرار الحكومة بتقييد ما يتداول في وسائل الإتصال الإجتماعي هو خير دليل علي أن زوار هذه المواقع والذين يعارضون النظام أغلبهم ليس لديهم الحجج الجيدة أو النقد العلمي .. وهذا ما سمح به القرار علي أن يكون النقد في مكانه أو يتم بطريقة غير جارحة وبدون سباب وأشياء أخري كانت تحدث في التعليقات من قبل من الصعب أن أكتبها . وبما أن هؤلاء المعارضون يعارضون فقط إما لمنهج معين لحساب فرق ضد مصلحة مصر أو نتيجة ضعف الحجة أو نتيجة مما ورثوه من الأجداد أن يكون معارضا للجكومة أو للنظام بأي صورة كان علي حق أو غير حق .
ومن بعض القوانين التي أعتبرها جيدة في تنظيم التواصل الإحتماعي هي :
1- حظر إنشاء حسابات على شبكة التواصل الاجتماعى إلا من خلال بطاقة الرقم القومى للمستخدم على ألا يقل سن المستخدم عن 18 عاما.
2 -منح جهات التحقيق المختصة متى قامت أدلة على قيام حسابات على شبكة التواصل الاجتماعى أو مواقع تضر الأمن القومى أو تنتهك حرية الحياة الخاصة للمواطنين أن تأمر بحجبها من خلال العرض على المحكمة المختصة.
3 - وضع مشروع القانون عقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تتجاوز 100 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من إنشاء حساب وهمى على شبكة المعلومات او تدخل عمدا على موقع أو حساب ينتهك حرمة وخصوصية الحياة الخاصة للغير".
لا شك أن الفيس بوك له تأثير كبير في العلاقات بين الدول .. وربما كلمة ونصف علي التويتر من رئيس دولة ما ضد دولة أخري تثير حربا شعواء بينهما أو تثبت العلاقات بينهما ..
أخيرا وبعد ما جالست أمام اللاب توب لكي أتصفح صفحتي الفيس بوك لستوات كثيرة تعلمت حينما أجد نفسي محتاج أن أمتلأ من معلومات سياسية أو اقتصادية .. أذهب فورا إلي فيس بوك القهاوي حيث المعلومة التي تصل في دقتها إلي 75 % من الحقيقة .. ويبقي الفيس بوك للتحية ومشاهدة الغرائب وتبادل التهنأة لأعياد الميلاد.