بقلم : مايكل مجدى

ميدان التحرير .. الذى أصبح موضع إهتمام العالم وحرر مصر من طغيان الفاسدين، هو أيضاً كان باب للمواهب الجديدة التى خرجت للنور من بوابة الثورة ورأينا مطرب الثورة وحلاق الثورة وغيرها من المهن والحرف التى لحقت أسمائها بالثورة وبينها فضيلة الشيخ مظهر شاهين خطيب جامع عمر مكرم الذى أطلقوا عليه خطيب الثورة.

 أطل علينا فضيلة الشيخ الجمعة الماضية بخطبة من على المنصه الرئيسية بميدان التحرير سمعها الملايين تحت الشمس الحارقة والمشاعر المتوهجة، بالكثير من العبارات الهامة والتى تستحق الإنتباه والتدقيق والتعليق، ولكنى أقف اليوم عند تعليق فضيلته على المادة الثانية قائلاً " أن المادة الثانية من الدستور بمثابة جبل المقطم، لا يستطيع أحد أن يزعزعه " ولا أخفى عليكم أن هذه العبارة أثارت داخلى علامات تعجب كثير !!! فمن طالب بمحو او إزالة المادة الثانية من الدستور ؟!؟ ومن رفع لافته تقول بذلك ؟!؟، بالرغم من إعتراض الكثير على تعارضها مع المادة الأولى والكثير من المواد التى تقول بالمواطنة والحريات، وكيف توضع مادة مثل هذه فى بلد يعيش فيه وطنيين لا يؤمنوا بالدين الإسلامى ولا يشترعون لشريعته ؟!؟ ، وكيف ، وكيف يعاملون معاملة الجاليات والأجانب فى وطنهم ؟!؟، ولكن هذا ليس حديثنا هذا الأن، وأما الذى استوقفنى هو الصورة الجمالية التى أبدع بها فضيلة الشيخ عندما ربط بين المادة الثانية وجبل المقطم، وسريعاً سافر ذهنى فى مقارنة تفصيليه بينهم فعلياً وتريخياً، ولصعوبة وحساسية وضع هذه المادة وخطورة التعامل معها، أكد ذهنى ما قاله الشيخ فالمادة ثقيلة كالجبل ليس لجودتها ونفعها ولكن بسبب العقليات المتدينة العصبية التى إنتشرت فى مناخ الفقر والفساد نتاج النظام السابق، ولكنى لم افقد باقى التشبيه وهو المقطم، وأنا أيضاً أتفق مع فضيلته فى هذا أيضاً فالمادة غير طبيعية فهى تبتعد عن حرية الإنسان وتتجاهل الأقليات وعلى رأسهم الأقباط، والأقباط ليسوا جالية ولا ضيوف او مجرد شركاء على حد تعبير فضيلته أيضاً ولكنها الجنس المصرى الأصيل الذى لم يختلط مع الجيوش العربية الأتيه من شبه الجزيرة العربية وهو الشعب الذى حفظ إيمانه وتدينه بل ولغته القبطية حتى يومنا هذا، وهو الشعب الحر الذى ذبح الملايين منه تمسكاً بإيمانه، وأبسط حقوق هذه الأقلية المكافحة على مر سنين وعصور من الأضطهاد والتمييز الدينى، ألا يستحق الإحترام والتقدير ؟
 
 وبالعودة لتعبير جبل المقطم ولذهنى الحالم، وتذكرت القصة القديمة عن نقل جبل المقطم على يد رجل مسيحى بسيط فقط يمتلك إيمان حقيقى بإله حقيقى، والطريف أن مصدر التهديد وقتها كان الخليفة الحاكم المسلم وكما يقول التاريخ القبطى أن صلوات هذا الرجل البسيط وتكريس وصوم الكنيسة المصرية من خلفه كانت لها الكلمة الأخيرة، وهذا هو إيماننا نحن المسيحيين أن الغير مستطاع عن الناس مستطاع عند الله، وبكل أمانة وبضمير صالح أقول أن تمنياتنا وصلواتنا وكل مجهوداتنا ضد هذه المادة ليست كرهاً فى المسلمين او حقداً على الإسلام ولكن فقط نطلب حريتنا فى وطننا الأصلى الأصيل، وربما يتم التشكيك فى هذه القصة او يتم التتفيه من تصورى وجائتنى فكرة آخرى عندما تذكرت مئات المنازل والفيلات المبنيه الغاية فى الروعة والجمال فوق هذا الجبل وقلت لنفسى هذا ما فعله الإنسان المصرى عندما لم يستطيع إزاحة هذه الكتله الحجرية الضخمة، فقط كرر ركوب الجبل مثل الحصان وأصبح الإنسان شاكراً لهذا الجبل الذى رفع منزله فوق أجواء تلوث القاهرة ووفر لمنازله السكون والهدوء بعيداً عن كل ضجيج وإزعاج، أتصور أن يحدث حل من الأثنين فى قضية المادة الثانية إما أن تزاح هذه المادة مثلما حدث فى القديم أم أن نعتليها ونستثنى منها، لأن إله العدل لن يرضى بظلم شعب قرر أن يعيش بكل إخلاص، هذا هو الإله الذى نعبده ونثق فيه، من كل قلبى أتمنى التقدم والحرية الحقيقية لهذا البلد الجريح، وأن يحفظه الله من كل شر خارجى او داخلى، وأن لا يخرج أمره من يد القدير.