الأقباط متحدون | هل نعيش فى مرحلة ما قبل البديهيات؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٢٧ | الثلاثاء ٢ اغسطس ٢٠١١ | ٢٦ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل نعيش فى مرحلة ما قبل البديهيات؟

الثلاثاء ٢ اغسطس ٢٠١١ - ١٧: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : محمد السمرورى
السؤال ..... هل يعيش المجتمع المصرى الآن فى مرحلة - قبل البديهيات- والذى دعانى الى طرح هذا السؤال هى تلك الحالة الغير مقبولة التى يحياها المجتمع المصرى الآن والتى من الممكن تجاوز الكثير من أحداثها لو فقط إلتفتنا الى طبيعة الأمور ولم ننقاد بعناد أو برغبة طفولية وراء تلك المشاعر الفياضة والتى وقعنا جميعا فى أسرها عقب ثورة يناير فمن المعروف عقب كل ثورة تكون هناك حالة ضبابية عامة ورويدا رويدا تنكشف هذه الحالة مع مرور الوقت لصالح إستبصار الرؤية ووضوح الأهداف ومن مهارة المجتمع أن يعمل على تقصير تلك المرحلة الضبابية لصلح مرحلة الإنكشاف لأن كلما قصرت الفترة الأنتقالية كلما رسخ الإستقرار وتوطدت دعائم الدولة المركزية القوية وأخطر شئ يواجه أى مجتمع هو ألا تحكمة دولة مركزية قوية و-الدولة المركزية شئ ومركزية الروتين الإدارى شئ مختلف تماما- المقصود بالدولة المركزية هنا هى تلك الدولة القادرة على طى الأحداث تحت لوائها ولا يمكن لتنمية أن تحدث أو لإستقرار أن يتم طالما أن الدولة رخوة لاتصد ولا ترد -

أعود وأؤكد ان الدولة المركزية القوية شئ والديكتاتورية شئ مختلف تماما- ونعود للسؤال المفتتح هل يعيش المجتمع المصرى الآن مرحلة ما قبل البديهيات ؟ الإجابه فى تقديرى بالإيجاب فنحن نرواح فى المكان نفسه منذ أشهر ولم نبارحة إلا على إستحياء وما لبثنا ان عدنا الى ذات الموضع مرة أخرى فالشاهد للمجتمع الأن يأخذه العجب وتبلغ به الدهشة مداها فكأن القوم أصبحوا بلا بصيرة البصيرة التى تتيح إستشراف المستقبل شريطة قراءة الواقع قراءة متأنيه ولكن كيف يمكن قراءة الواقع فى ظل هذا الصخب الأرعن!! فالرغبة فى التظاهرات المليونية لاتزال قائمة والدعوات الى الأضرابات والإعتصامات تجد آذانا صاغية وتصادف هوى عند كثير من الناس وإستشرى مبدأ - إن لم تستطع ان تأخذ حقك الآن فلن تحصل عليه أبدا- نعم نحن أمة فى خطر ومكمن هذا الخطر فى غياب عمليه تقييم الموقف تقييما صائبا ...إن المجتمع المصرى الآن يحتاج أشد ما يحتاج الى الهدوء يحتاج الى الإلتئام وليس التشرذم يحتاج الى روح العقل لا عاطفة القلب يحتاج الى العقلانية لاالى العاطفية ولكن مع من نتحدث وقد صار الصخب هو عنوان كل شئ وأصبح الصراخ هو لهجة الحديث وأضحى الهتاف لغة الحوار وأمسى الجميع على حرب أليس للقوم عقل ؟ .... إن المتابع للشأن المصرى لن يبذل جهدا فى أن يلمح ملامح الإضطراب وآلية هذا الإضطراب ليست فقط من قوى خارجية أو من فلول داخلية بل إننى احسب أن اللبنة الأساسية من لبنات هذا الإضطراب المجتمعى كامنة فى بنية وجوهر وتلافيف كينونه المجتمع نفسه كامنة فى تلك الرغبة الطفولية من عدم المقدرة على الصمت !!

إن الصمت يحتاج الى قدرة وهى قدرة لا يستطيعها إلا اولى العزم من المجتمعات ومن الواضح أن عزيمة الصمت درجة لم يبلغها المجتمع المصرى حتى الآن ... ياإلهى لماذا لا نلتفت الى ما ينبغى علينا عملة فى المرحلة القادمة إلتفاتا مبنيا على منهج علمى سليم وجدول زمنى منظم لماذا يتوارى العقل خلف العاطفة ويتقدم الغوغاء على الحكماء ولماذا تستشرى فى المجتمع ثقافة الحياة الآنيه التى لاتعرف شيئا عن التخطيط المستقبلى !1! لو أن مجمل الناس بدلا من أن تكون لديهم تلك الرغبة الهائلة فى الهتاف والصراخ والتناحر والكراهية كانت لديهم الرغبة فى الإهتمام بطرح التساؤلات عن طبيعة المرحلة القادمة وما ينبغى علينا عملة من أجل تجاوز الأثار السلبية للفترة الإنتقالية لتبدل الكثير من مجريات الأحداث فى مصر ولتغيرت لغة الخطاب ومن ثم قل يقل الإضطراب وتترسخ روح الامل والإستقرار

ولكن على ما يبدو أن للحرية ضريبة ولكن المؤسف أن من يدفع هذه الضريبة هى نفس الفئة التى قامت الثورة من أجلها المشهد فى مصر مقلق ويدعو للخوف ويحتاج الى وعى وتكاتف من الجميع هؤلاء الجميع الذين لا هم لغالبيتهم إلا رفع الصوت بما يمكن وبما لايمكن وكأن الدولة سوف تغلق أبوابها بعد أيام أو كأن المطالب إن لم تتحقق فى ساعة طلبها فلن تتحقق أبدا بأى عقل وأى قيادة حاكمة تستطيع حل مشاكل عقود فى شهور ؟ وكيف يمكن التعامل الفورى مع تلال من المشكلات المتراكمة إن لم يتوفر مناخ من الهدوء يسمح على الأقل أن يستمع الناس الى بعضهم البعض لا الى أن يصرخوا فى وجوه بعضهم البعض .... لقد بدأ الشعور بالملل يتسرب الى بعض النفوس من إستمرار الوضع الحالى المضطرب لقد الإحساس بالضجر ينساب لبعض الفئات التى حباها الله بشئ من القدرة على تحليل الواقع وإستقراء النتائج شعور بالملل وإحساس بالضجر ممزوج بالخوف والذعر على ثورة لم تبلغ عامها الأول ولكن أهلها مصرين على التعامل معها على أنها بلغت من العمر عتيا ولم تزف الى من يستحقها فبأى عقل يتقولون وبأى منطق يتحدثون والى أين يريدوا ان يذهبون .. لله فى خلقه شئون
محمد عبد الفتاح السرورى

 
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :