الأقباط متحدون - الجالس على عرش جوجل3-3
  • ٠٦:٢٠
  • الأحد , ٢٨ اكتوبر ٢٠١٨
English version

الجالس على عرش جوجل3-3

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١١: ١٢ م +02:00 EET

الأحد ٢٨ اكتوبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
د. مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال السابق عند نقطة هامة، وهي أطماع الشركات المنافسة في كفاءته وخبراته وفي شخصه بشكل عام، لذلك كان من الواضح لمؤسسي جوجل أنهما إذا لم يتصرفا بسرعة فسوف يفقدا خدمات وإمكانات بيتشاي الرائعة على رأس الشركة.
 
في ضوء كل نجاحاته السابقة سواء مع جوجل كروم أو آندرويد، حقق بيتشاي قفزة كبيرة في حياته المهنية في أواخر عام 2014، عندما قرر المؤسس المشارك للشركة لاري بيدج تعينه رئيساً لقسم المنتجات.
 
بعد عام تقريباً، وعندما فاجأت جوجل الجميع بإعادة هيكلة الشركة، لم يكن قرار تعيين بيتشاي رئيساً تنفيذياً لـجوجل مفاجئاً، لأنه كان مسؤولاً في ذلك الوقت بالفعل عن منتجاتها الأساسية، واعتبره الجميع المرشح المثالي للمنصب.
 
كان بيتشاي ولا يزال محبوباً داخل جوجل وربما يرجع ذلك إلى تركيزه على النتائج أكثر من مجده الشخصي، وعدم سعيه للحصول على الثناء، وارتفعت شعبيته بشكل كبير بعد تعيينه رئيساً تنفيذياً للشركة.
 
العديد من الجالسين على قمة شركات التكنولوجيا الأمريكية يدركون جيداً أن بيتشاي واحد من أكثر المديرين التنفيذيين مرونة، ويُنظر إليه البعض في كثير من الأحيان على أنه أفضل من لاري بيدج المؤسس المشارك لـجوجل.
 
كل ما سبق يبرر وبشكل منطقي حصول بيتشاي بعقليته المتفردة على راتب ومكافآت قد تبدو ضخمة في نظر البعض، لكنها نتاج دراسة وتعب ومثابرة وامتلاك رؤية قادرة على التغيير.
 
هنا تكمن أهم ما في القصة، وهو ليس الكفاح، ليس قدومه من الطبقة الوسطى التي يسعى معظم الرؤساء والزعماء الفشلة لتآكلها والتخلص منها، لأنها منبع الثقافات وحصن المجتمع من الانهيار، ومحل الأفكار الثورية في المجتمعات عموماً وخاصةً الفاشية أو الديكتاتورية ذات الحكومات الفاشلة، وليس أن صاحبنا لم يكن يبحث على أمجاد شخصية ولكن كان يسعى لرفعة مؤسسته والتقدم بها، كان فقط يسعى لمجد ما يعمل لأجله وهي الشركة التي استأمنته على ذاتها وعملاء الشركة الذين وثقوا به، الأهم من هذا كله حقاً هو امتلاك الرؤية للتغيير، فكثيراً ممن يتصدون لمسألة التغيير في دولهم وشركاتهم يدعون أنهم أصحاب رؤية، وهم لا يفقهون شيء في أي شيء وبذلك يصبحون فريسة لجهلهم وجهل المحيطين بهم الذين يختارونهم بعناية ليكونوا أكثر منهم فشلاً لألا يظهر فشلهم وغباءهم وجلهم فتكون النتيجة ضجيج ولا نرى طحين، والمزيد من النكبات والنكسات والكوارث وادعاء النجاح وأبواق كاذبة تطبل لهم، وتدعو لهم زوراً وبهتاناً على أنهم ناجحين وأصحاب رؤية وأصحاب قدرة على انتشال مجتمعاتهم من سقوطها ونكباتها وفشلها.
 
المختصر المفيد من عمل لأجل من وثقوا به، واختار معاونيه بحرفية، فأهلا للخبرة وعن استحقاق، وعرف أنه سيحاسب، وقرر أن ينحي أطماعه وشهواته بالمجد الشخصي جانباً نجح، وأنجح من حوله، ومن استأمنوه على منصبه.
 
الكلمات المتعلقة