الأقباط متحدون | انطباعات حول جمعة 29 يوليو
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٢٢ | الاربعاء ٣ اغسطس ٢٠١١ | ٢٧ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

انطباعات حول جمعة 29 يوليو

الاربعاء ٣ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم :مجدى جورج

حزن الكثيرين وتخوفوا مما حدث يوم الجمعة الماضية فبعد ان كانت مختلف القوى السياسية بما فيها الاخوان والسلفيين قد توافقوا على الخروج بتظاهرة مليونية سلمية خالية من اى شعارات او مطالبات طائفية او حزبية الا ان السلفيين نقضوا هذا العهد وخرجوا حاملين للشعارات الدينية التى تطالب بدولة دينية بل وحملوا اعلام المملكة السعودية وطردوا وطاردوا وكمموا افواه كل المنادين بالدولة المدنية الحديثة .وقد اغضب هذا الكثيرين واخاف الكثيرين ولكن احقاقا للحق فان تصرفات السلفيين واستعراضهم هذا للقوة اسعدنى ايما سعادة لان موقفهم هذا ساعد فى توضيح الكثير من الامور الهامة :


1 ان هذه المليونية بما صاحبها من حشد وتجييش وجلب لانصار التيار السلفى من مختلف الارجاء كالفيوم والاسكندرية وغيرها من المدن والارياف والاقاليم المجاورة للقاهرة تبين لنا ان قدرة هذا التيار مهما تضخمت الا انها محدودة فرغم كل الاغراءات بالسفر المجانى من الاقاليم للقاهرة ناهيك عن احتمال توفير الوجبات المجانية الا ان كل هذا لم يفلح فى حشد ما كان يامله السلفيين من اعداد .وزيادة على ذلك فان جلب الانصار من خارج القاهرة يبين لنا ان قدرة هذا التيار على الحشد تتركز فى اماكن معينة وطوائف وطبقات معينة من ابناء الشعب غالبا قليلة الحظ من التعليم حيث يسهل قيادتها باللعب على وتر الدين .

2 ان هذه المليونية وقيام السلفيين بمخالفة ما اتفق عليه تضع الامور فى نصابها وتقول لكل المغيبين وكل المخدوعين فى هذا التيار: افيقوا فهذا التيار لاعهد له ولاوعد. ففى سبيل مصالحهم هم مستعدون لنقض اى عهود ومستعدين للتحالف مع اى حاكم مهما كان هذا الحاكم وما يهمهم هو تحقيق هدفهم ولو على جثة هذا الوطن.
3 ان هذه المليونية واستعراض القوة الذى قام به السلفيين والشعارات التى رفعت فيها وكذلك علم المملكة العربية السعودية تضع المجلس العسكرى فى حرج شديد فهو الذى افرج عن قادة التيار السلفى واعطاهم الحرية للتهجم على الدولة المدنية وتكفير من يخالفهم .بل وسمح لهم بتاسيس الاحزاب التى تنادى بذلك رغم مخالفة هذا لمواد الدستور المعدل والتى تمنع قيام اى احزاب على اسس دينية.
4 هذه المليونية وما حدث فيها نجحت فى تحفيز القوى الثورية الاخرى للاستماته فى الدفاع عن الثورة ومبادئها فقد سمعت بالامس المهندس أحمد بهاء الدين شعبان وكيل المؤسسين للحزب الاشتراكي المصري ود. نبيل عبد الفتاح سمعتهما يواجهان عبد المنعم الشحات (المتحدث باسم السلفيين ) بمنتهى القوة والشجاعة ويتهمانه بالكذب عندما انكر وجود اتفاق على عدم حمل اى شعارات دينية وعندما انكر ان هناك من حمل علم السعودية من السلفيين .وقرأت اليوم ان حمدى قنديل تقدم ببلاغ الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة كى يحقق فى كيفية رفع اعلام السعودية فى هذه المظاهرة وكذلك قرأت ان حزب التجمع طالب حزب الوفد باعادة التفكير فى تحالفه مع الاخوان وكذلك قامت الجمعية الوطنية للتغيير وغيرها من القوى الليبرالية باصدار العديد من البيانات التى تحذر من اختطاف الثورة على يد هذا التيار .

5 سيطرة السلفيين على هذه المظاهرة جعلت الاخوان يتخوفوا من السلفيين ( رغم اننا نظن انه لايوجد فارق كبير بينهم وبين السلفيين ) بل ووضعتهم فى حرج شديد وخوف من كون انصار السلفيين ربما يفوقوا اعداد مناصرى الاخوان بما جعلهم يصدرون بيان يحذرون فيه السلفيين من غرور العدد .ليس هذا فحسب ولكن منع التيار السلفى للصوفيين من المشاركة فى هذه التظاهرة تدلل على ان هذا التيار نجح سريعا فى خلق عدوات مع كافة التيارات بما فيها جزء من التيار الاسلامى .
6 هذه المليونية والشعارات التى رفعها السلفيين اوضحت للدانى والقاصى ان الاهداف التى قامت من اجلها الثورة وهى ( تغيير .حرية .عدالة اجتماعية) . ليست من اولويات التيار الاسلامى عموما والسلفى خصوصا لان ما يهمهم هو تنفيذ اجندتهم من اقامة للدولة الدينية فقط لاغير .اما مبادئ الثورة وشهدائها فهم اول من خانوها ويخونوها ليل نهار فقد كانوا اول من وقف فى وجهها وحرموا الخروج عن الحاكم اثنائها وهم الان يساومون اهالى الشهداء حول التنازل عن القضايا فى مقابل الدية التى تصل الى 500 الف جنيه لكل شهيد ويقوم بتلك المساومات شيخهم ياسر برهامى وعديد من مشايخ السلفيين بالاسكندرية والقاهرة والسويس متعللين بان الدية موجودة بالشرع الاسلامى .
7 هذه المليونية لاتضع فقط المجلس الاعلى والليبراليين ومختلف القوى الثورية والحزبية على المحك بل تضع كل الاغلبية الصامته امام اختيارين لا ثالث لهما اما الاستسلام للقوى الظلامية التى تريد ان ترجعنا 1400 عام الى الوراء او النهوض والتحرك بكل جدية وبكل الوسائل السلمية المتاحة واستخدام قوة الدولة لمقاومة هؤلاء الظلاميين الذين يحاولون ارجاعنا للخلف .
خاف الكثيرين وحزن الكثيرين من استعراض القوة الذى قام به السلفيين يوم الجمعة الماضى بالتحرير ولكنى بكل صراحة فرحت جدا بمثل هذا الحدث الذى وضع الامور فى نصابها وفرز القوى المختلفة وبين لنا من هو مع الدولة الحديثة التى تكفل مكان للجميع على قدم المساواة ومن هو الذى يسعى لتاسيس دولة دينية يصنف فيها الناس الى مؤمنين وكفرة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :